بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 26 نوفمبر 2021

يا قطار بقلم الشاعر القجير الدكتور رضوان الحزواني

يا قطار 
أطلْتَ السّرى يا قطـارْ !

لماذا إخالُكَ ترتدّ للخلفِ تحتَ الغبارْ ؟

وحين أغنّيكَ تخنقُ صوتي ، وتنفخُ في الصّدر نارْ  ؟

أأعيـاك همُّ السّــفارْ ؟ ؟

                ( ( (

أغنيّ وخلفَ الزّجاج يمرّ شـريطُ قفارْ

ورهطُ طواويسَ تنشر ذيــلَ غـرورْ

تتيــه ، ويعجبها ظلّها ، كم يطولْ !

وتنسى بأنّ الظّلالَ تطولُ زمانَ الأصيلْ ؟

وما هـي تلبثُ حتّى تزولْ ؟

.            ( ( (

أغنّي ، أغنّي وفي القاطرةْ

 وجوهٌ تردّدُ أنشودةً حائرةْ

إذا رفّ شــوقٌ تفـتـّحُ أجفـانَها الفـاترةْ

تزيحُ السّتارَ لتعلمَ أينَ وصلتَ بها يا قطارْ ؟؟

.                ( ( (

وتمضي وئيداً ..وتقتلُني لهفـةً وحنينْ

أودّ لوَ انّ لديكَ جناحْ

لأدركَ قبـلَ الغروبِ لقـاءَ الحبيبةْ

لوَ انّكَ تومضُ سيفـاً أمام السّنينْ

وتنشـــدُ إليــاذةَ الفــاتحينْ

لألقى الحبيبة هذا النّهار رضيّ الفؤادِ، وضيء الجبينْ

.             ( ( (

إلـى أين تمضي بنا يـا قطــار ؟ ؟

ويشرب نسغَ نخيلي ، وماءَ جداوليَ العنكبوتْ

إلـى أيـن تمضي وخطُّ الـحديـدِ إلى يـثربِ

تعطّـل منـذُ زمـانٍ بعيدْ ؟

تعطّلَ يوم تطلَّعْتُ شــوقـاً إلـى كوكبي

ويـومَ تعلّقَ خيـطُ العنـاكبِ حـلمَ غبيّ

فـليتـكَ كنتَ طليقـــاً لألثمَ تُربَ النبيّ

.             ( ( (

ألا تســتطيعُ التفــاتــاً ؟ . . ألا تســتطيعْ

ألـم تكُ ذاكَ الجوادَ الأصيلْ ؟

ألم تكُ يوماً لكَ الأرض تسرح فيها..تصولُ ..تجولْ

إلامَ تظلُّ أســيرَ خطـوطِ الحـديـدْ ؟

أتبقى حياتَك تمشي كما قدّر الآخرون ؟

إلـى أين تمضي ؟ وكلُّ المحطّاتِ يهـرجُ فيهـا جنودُ التترْ

تحوّل شرطةُ قيصرْ كلّ خطوط الحـديدِ إلـى باب خيبرْ

وكرمي تطوفُ الثعالبُ فيه وترصدُ حلمي الكبيرْ

وتنصبُ بينَ الدّوالي لصيدِ الطّيورِ الجميلةْ ؟

أتحلمُ بالوردِ والياسمين ؟

بأغصان زيتونةٍ يبستْ من سنين ؟ ؟

و هـاهو قيصرُ لبّى نداءَ امرئ القيسِ ، أرسلَ جندهْ

وهذا السّموءلُ باعَ الدّروعَ وأسيافَ كِندَهْ

وأنهبَ تمـرَ نخيلي ، وإبريقَ نفطيَ للعابرينْ

و" نقفورُ " دكَّ حصونَ الرشيدْ

وأنذرَها أن يرفّ ببغدادَ طيفُ الجدودْ

أتحلمُ بالغارِ فوقَ السّفوحْ ؟ ؟

ويسبي يهوذا الحمائمَ ، يُحْكِمُ قيدَ المسيحْ

ويسـحبُ من تحتِ أقدامنا الدّامياتِ بسـاطَ الفتوحْ

أتحلمُ بالوردِ والياسمين ؟ ؟

و قيصرُ يكسو امرأ القيسِ ثوبَ الـمَنونْ

أمــا آنَ أنْ تتنبّهَ يـا ذا القروحْ ؟ ؟

أتبقى خديـنَ العذارى بدارةِ جُلْجلْ ؟

أتستعذبُ الخمرَ ، والرّومُ بينَ الدَّخولِ فَحْومَلْ ؟

أمــا آن أن تتنبّه يــا ذا القـروح ؟

.            ( ( (

إلـى أين تمضي بنـا يـا قطــار ؟

ظمئتُ إلـى ثديِ أمّي .. سئمتُ حليبَ العُلبْ

إلـى مـاءِ زمـزمَ أروي غليلي وأطفئ جمرة همّي

إلـى قطراتٍ تبـلّ شــفاهـي وتبرئ سقمي

لأتلوَ قرآن حبّي الكبيرِ

.              ( ( (

ألا أيّهذا القطارُ العظيمْ

ستبقى - وإن حاصروك -  القطارَ العظيمْ

لأنّي أحبُّك أمسحُ عن مقلتيك الغبــارْ

لِتسـلكَ أشهى مســارْ

أغنيك حبيّ لتمضي رسولَ نهارْ

فهيـّـا . . وأسرعْ بنــا يــا قطـــارْ

فهيـّـا . . وأسرعْ بنــا يــا قطــارْ

.               ( ( (
                   رضوان الحزواني

كتبت عام 1993
وما زلت أغني يا قطار 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

عيون المشتاق بقلم الرائعة ماجدة قرشي

 🇵🇸عيون المشتاق 🇵🇸 (عيون المشتاق)  تغير وجه الجلاد، يامظفر وصاروا أوسخ أكثر، وأكثرا...  عراة، والخلل، ليس في المئزر.  عراة، وسوءاتهم تُف...