كَمِخْلاةٍ في عِذَارَيكَ تُوضَعُ
وَإِنْ كَانَتْ خُصِّصَتْ لِلْحَمِيرِ
مُخَنَّقَةٌ هِيَ أَوْ غَيْرِ مُخَنَّقَةٍ
حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ دُونَ تَدْبِيرِ
النَّـاسُ فِي مَقْتٍ مَـا سَلِموا
تَسَاوَىٰ فِيهَا العَزِيـزُ بِالحَقِيرِ
بِـإِمْلَاقٍ عَاشُــوا أَوْ تَدَايَنُـوا
بِـبَقَايَـا رَغِيفٍ وَحُفْنَةِ شَعِيرِ
وَالسَّـاسَةُ هُمْ عَلىٰ رُؤُوسِهِم
وَتَطايُرُ الجِيَاعِ بِنَفْخَةٍ وَزَفِيرِ
وَالصَّبٍرّ ضَاقَ مِنْ النَّاسِ صَدْرا
والخَمْصُ سَادَ وَنُودّيَ بِالضَّمِيرِ
أَيُّ شَاعِرٍ يَكْتُبُ عَنْهُ لا قِبَلَ لَهّ
عَلَيهِ وَلَؤ أَتَيْتَ بِمُتَنَبٍّ وَجَرّيرِ
الضَّنْكُ عَاثَ بِنَا وَأَغْرَزَ مَخَالِبَهُ
فَلَا صَوْتَ فِينَا إِلَّا لِبَقَايَا صَفِيرِ
اشْتَدَّتْ المِحَنُ قَرُبَتْ وَتَكَالَبَتْ
العَالَمُ صَاخِبٌ بِكَلَامٍ أَقَلَّهُ عَرِيرِ
وَالنَّـاسُ فِي غَفٍلَةٍ وَإِنْ قُـتِّلُـوا
فَالتَّمْتَمَةُ سَـادَتْ بُعمُومِ الهَدِيرِ
الرَّجُلُ بَقِيَ عَنْ رِضَابٍ يَتَحَدَّثُ
وَجَسَدُ امْرَأَةٍ مّمَدَّدٍ عَلَىٰ سَرِيرِ
أَهٰذَا مَا بَقِيَ لِلْنَّاسِ مِنْ ثَقَافَـةٍ
شَأَنُهُمْ كَمَنْ يَتَتَبَّعُ سُؤْرَ البَـعِيرِ
قَـدْ زَيَّـنَ لَهـُمُ الشَّيْطانُ أَعْمَالَهُم
وَتَغَافَلوا عَنْ إُلٰـهٍ وَاحِـدٍ سِـتِّـيرِ
مَـا كَانَ الذَّنْبُ فَقَطْ ذَنْبُ سَاسَةٍ
بَلْ ذَنْـبُ مَـنْ قَـامَ مَـقَامَ الضَّرِيرِ
وَأَغْشَى البَصِيرَةَ عَنْ رَزِيئَةٍ وَعِلَّةٍ
أَلَمَّـتْ بِمِسكُينٍ وبِحَالِ حَالِ فَقِيرِ
وَعَـوَامُ البَشَـرِ كَانُوا أَمْ خَاصَّتِهِم
يَـتَرَنَّحُونَ إِثْمـاً كَـتَرَنُّـحِ السِّـكِّـيرِ
إِنَ أَقْبَلُوا عََليْكَ وَمِنْكَ اسْتَدْبَرُوا
فَـالأَمْـرُ عَلَيْـكَ هّوَ لَيْـسَ بِـعَـسِيرِ
مَوَازِينٌ نُـصِبَتْ هِي أَمْ انْـقَلَـبَتْ
وَثَوَابِتٌ بَـاتَتْ آفِلةٌ آلَتْ لِتَغييرِ
إِنْ أَعْيـَتْ حُـرُوفُي لَكُـم نُفوساً
فَـهٰذا مِنْ تُرَابٍ وَعَـقْـلٍ عَـفِـيـرِ
وَإِنْ هِي حَازَتْ عَـلَـىٰ إٍعْجَابِكُم
فَهٰـذا مِنٍ فَضْلِكُم بَِكرَمٍ وَتَقْـدِيرِ
غُٕــلَواء _________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .