..... خوفي عليك .....
خوفي عليك ليس من العالم الخارجي بقدر خوفي عليك من الشهب التي توقدها نفسك الأمارة بالسوء، تلك النفس التي تزين لك الانحدار وكأنه ارتقاء، و تلبسك ثوب الخديعة على أنه تاج الحكمة.
خوفي عليك من أن تصبح أسيرا لرغباتك المشتعلة، فتسقطك أهواؤك في مشاكل لا قرار لها.
خوفي عليك من فتنة الكبر التي تشعل كبرياء أعمى، ومن رغبة الانتقام التي تأكل قلبك قبل أن تجرح خصمك.
خوفي عليك من طيف الشهوة الذي يعمي البصيرة، ومن سراب القوة الذي يجعلك تظن أنك سيد الأقدار بينما أنت خاضع لها.
خوفي عليك من دهاليز الدنيا المنعرجة، حيث تسير الأرواح بلا دليل، و تتنازع الغايات بين شهوة السيطرة و مستنقع النرجسية.
خوفي عليك من غدر يتسرب كسم في شرايين الثقة، ومن أنانية تلبس قناع الإيثار، لكنها تخفي خلفها طمعا لا حدود له.
خوفي عليك من مكر يبنى على حساب النقاء، ومن حسد ينهش خيوط القدر المرسومة، يطفئ في القلوب وهج السكينة.
خوفي عليك من كذب يسكن بين حروف البشر، يسوق الوهم كأنه يقين، ومن نفاق يزرع زهورا في الظاهر، بينما الجذور مسمومة.
خوفي عليك من تكبر يحول العلو إلى انحدار، ومن عذاب الله الذي لا يغفل صغيرة أو كبيرة، ومن غضب نبي كريم يصيب من استهان بميراث الرحمة
خوفي عليك ليس خوفا من الحياة، بل من أن تصبح رهينا لها، فتفقد بريق قلبك الطاهر بين زحام يعج بالفوضى.
نفسك هي ميدانك الأكبر، و أشد أعدائك قربا إليك، فإن غفلت عنها كانت وقودا يهلكك، وإن أحسنت ترويضها صارت سفينتك نحو النجاة.
إنها شهب قد تضيء لك الطريق إن كسرت حدتها، وقد تحرقك إن تركتها تتسلط على روحك.
فيا صديق النفس، قاوم رغباتك كأنك تحارب عدوا داخليا متربصا، وزن أفعالك بميزان الطهارة، فإن الموازين المثقلة بالسوء لا ترفع يوم الحساب.
✍️ الكاتبة:الزهرة العناق ⚡
24/01/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .