شَوقٌ فوقَ الأشوَاق
اشتقتُ إلى أبي، والشوقُ
فاقَ البطولَةَ في مَعرَكتي
بكيتُ بجوارِ رمسهِ حتّى
شربتُ مع بُكائي مُرّ لوعَتي
عربي وَرِثَ الشهامةَ عن عَربٍ
وَوَرّثني كيفَ أثني مظالمَ بَلوتي
ظَل يُعلّمني دروسَ الحياةِ
مِن منابِتِ صِبايَ حتّى رُجُولتي
الحزمُ والعزمُ نارٌ، جَذوتُها
تستَعِر تأكل أخطارَ عَصَبِيّتي
وفوقَ شِدةِ فؤادهِ رقّةٌ
تُلينُهُ أمامَ شَرادَة بُنوّتي
حَاربَ ليَحمِينِي مِن مُعتَدٍ
وبارَزَ ليَشدّ عُودي ويَرفَع هِمّتي
ظَلّ مُكافحًا حتى غادَرني
فكَم أحيَا لأرُدّ ديُونَ ثروَتي
متسامِحٌ من قبلُ ومن بعدُ
إن قصّرتُ يُعاتبُ جِدِّي وهَزلتي
أتَقَوّّى بقوّةِ سَواعدهِ
وبقدوتِه تَسمو أخلاقُ تربيَتي
مُستجيبٌ أنا لنِدائهِ
بِرُّهُ يُضيئُ الوُجودَ في غُرفَتي
أُثري رَصيدَهُ في السِرّ والعَلنِ
بالدّعاءِ والتّصَدُّقِ طولَ يَقظَتي
وصَاياهُ عزيزَةٌ لا تُخطئنِي
يَحمِلهَا لي قَبلَ وبَعدَ فاجِعتي
نادَاه التُرابُ فتَركَ صَمتُهُ
أشَواقا أقرأ فِيهَا دَعوَتي
هَذَا هُو الإنسَانُ رِحلةٌ
بَين نَجدَينِ إحداهُما خُلوَتي
وهَذا هو أبِي بُرنوسُه وطنٌ
صَبرهُ ومَحبّتهُ شيّمُ قُدوَتي
غايَتهُ عيُونٌ يَقِظةٌ تَحرسُني
وعُيونِي تبكِيه وتُرثِيه بدَمعَتِي
مَاتَ بَانِيَ كيَانِي في الدّنيَا
مَلأ بأحزانِ فِراقِه كأسَ شَربَتي
ألمَّ ظَلامُ غيّابِه بشَمسِي وقمَري
فانطَفأ ضَوءُ سَمائِي وأرضِيَتي
فمَا عَادَ كَوكَبي عَاليًا
ومَا عَاد الأُنسُ كَامِلا بِخَيمَتي
هُوَّ أبِي أحنُو لأيّامِه أجعَلهّا
مِنهاجَ مَسيرةَ تٓرحالِي وحِلّتي
إن جَفّفَ غيابُهُ سَيلَ مُنايَا
فَطَيفهُ يَسقِي جَفافَ غَرسَتي
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر 9.1.2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .