بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 9 يناير 2025

الليلة الأخيرة بقلم الراقية كريمة احمد الاخضري

 قصة قصيرة بعنوان ✨ الليلة الأخيرة ✨ 

👈🏻الجزء الثاني:

_____________________

أنهت راضية عملها وتوجهت إلى غرفتها وهي تغني بصوت جميل "أنت عمري " نظرت إلى زوجها فرأته نائما فأرسلت إليه قبلة من بعيد وفتحت باب خزانتها واختارت أجمل بدلة نوم وارتدتها ثم استلقت بجانب زوجها وراحت تهمس في أذنه بكلمات حب كعادتها ،لكن وحيد لم يتحرك ولم يبدو عليه أنه سمع شيئا ، استغربت راضية من هدوئه فنادته : وحيد .... وحيد.....ثم حركته بيدها فلم يحرك ساكنا......أصيبت راضية بذعر شديد فأسرعت إلى المطبخ وأتت بالماء وغسلت وجه وحيد لكنه لم يستيقظ .....حينها أدركت راضية أن زوجها قد فارق الحياة فصرخت صرخة كادت أن تتصدع جدران الغرفة منها وانهمرت بالبكاء الشديد وهي تقول : لمن تتركني بعدك يا وحيد ؟ لقد غدرت بي يا وحيد ....لا لم تمت يا وحيد ... أنت نائم فقط ......

وبقيت راضية على ذلك الحال برهة من الزمن... ثم كفكفت دموعها وتمتمت : لن أخبر أحدا بوفاته الآن ، سأمضي ليلتي الأخيرة معه....وظمته إلى صدرها ، وأغمضت عينيها والدموع تنساب على وجنتيها.........

........طلع النهار وبدأ الصخب يملأ الحي من جديد ، وأقبلت جارة راضية وكانت تُدعى "وفاء " تدق الباب لتذهب معها كعادتهما إلى مركز الطفولة المسعفة حيث كانتا تنشطان .

دقت الجارة الباب عدة مرات ولكن راضية لم تفتح ولم ترد ،فشعرت وفاء أن هناك خطب ما ،فعهدها براضية لا تبيت إلا في منزلها فأسرعت إلى زوجها الذي كان يعمل حدادا في الحي ودكانه مقابلا للعمارة وأخبرته بحيرتها على وفاء فأسرع وهو يحمل مايحتاجه لفتح القفل وصعد إلى حيث تسكن راضية وزوجها وقام بقلع القفل بقوة بعدما لم يجد ردا من أهل البيت ، هرولت وفاء إلى غرفة نوم راضية وهي تناديها بصوت عال مرتعش وإذ بها تراها في سريرها وهي معانقة لزوجها والغطاء يلفهما معا ، وصفرة الموت قد كست وجه كل منهما ، ولحق بها زوجها ورأى المنظر ، فأدرك ماحدث فظم زوجته إليه وهو يقول : "إنا لله وإنا إليه راجعون " "إنا لله وإنا إليه راجعون".

04/01/2025

الجزائر 🇩🇿 

شفہٰاء الہٰروحہٰٰ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

دنياكم بقلم الراقي خالد اسماعيل عطا الله

 دُنياكُمُ     دُنياكُمُ تَبدو كمِثلِ جميلةٍ الواهمونَ يَرونَها تَتَبَسَّمُ فإذا تَقَرَّبَ بعضُنا في أُنسِها وَجَدَ السّرابَ مُخادِع...