يموتُ الصبُّ مقضياً بعمرٍ
شعر : خالد الحامد
كتبتُ الشِّعْرَ كــي تغفـو دُمـوعي
فَجَــــدَّ الآهُ مــن بيـنَ الضُّـلُوعِ
أقَضَّ مواجــــعَ الأشـواقِ وخــزاً
وألقَــىٰ بِـيْ على مَـرْأىٰ الجميــعِ
فَعَيشُ الصَّبِّ بـعضٌ مــن عذابٍ
كـما لـــو كـــانَ ذا روحٍ صَـرِيـــعِ
وسُؤْلِـي مـا وجــدتُ لـهُ جــواباً
علامَ الدهــرُ يشربُ من دُموعي
علامَ العاشـقونَ بـــلا حُـظُوظٍ
كحَظِّ السَّهمِ في وجـهِ الـدُّرُوعِ
يمــوتُ الصَّـبَّ محصوراً بعمـرٍ
كذاكَ الخيطُ في جَوفِ الشُّموعِ
فَمَنْ رامَ الحـــياةَ بغيـــرِ عشــقٍ
أضاعَ العُمْـــــــرَ بالقحطِ الفَظِيعِ
علمتِ بأنَّ قلبـــــــــي مُستهامٌ
ولستُ بِذائــــــقٍ طعمَ الهَجِيــــعِ
فَقُلْتِ: سَرابَ عِشــقٍ فيكَ يشدو
فدعْ عنكَ التَّــــــوَلُّهَ في الهَزِيــعِ
وَقَــــدْ ذُقْتُّ المنيَّــةَ فِيكِ دهــراً
وَيَشْقىٰ كُـــــــلِّ قيسٍ مِنْ وُلُوعِ
أَهِيـــمُ وما لجَـــــدْبي مــن رَذَاذٍ
ومنها الجدْبُ كالبئــــــرِ النَّقِيـــعِ
ولــو منها ارْتــــــوىٰ هَـرِمٌ كسيحٌ
هَفَا في الحالِ كالطِّفلِ الرَّضيـــعِ
متىٰ يَطْرُقْ غدوقُ الشَّــــوقِ باباً
تُشَرِّعْهُ يديـــــــكِ علىٰ الرَّبيـــــعِ
أغيثينـي فمـن شُطـآنِ وجـــدي
غزيرُ الدَّمــــعِ في جَفنِ الصَقِيــعِ
هيَ الأشـــواقُ إن فاضت بصَبٍّ
تُريـهِ النَّــجْمَ في الصُّبحِ النَّصِيــعِ
أيُحكمُ في الصَّبَابَةِ مَحْضُ جُـرمٍ
كأنَّ الحُــبَّ مـن فعــــلٍ شَنِيــــعِ
سيشربُ من كُـؤُوسِ الداءِ طُــرَّاً
مُقِيمُ الحَدِّ في العشــقِ الرَّفيـــعِ
سَيَعـلَمُ أنَّ مـــن أفتـىٰ بِظُلــمٍ
خَصِيمُ اللّٰــهِ في اليــومِ المُرِيــعِ
فـــلا مــن ناصـــــرٍ عندَ التَّلاقي
وما يُنْجي العَوِيـــلُ إلى الرُّجُوعِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .