**أقلامٌ لا تنكسر**
تُسَائِلُنِي الكَلِمَاتُ:
مَاذَا تُرِيدُ؟
أَمَا آنَ لِلصُّرَاخِ أَنْ يَصْمُتَ
فِي آذَانِ المَوْتَى
الَّذِينَ بَاعُوا الوَهْمَ
تَحْتَ أَقْمِشَةِ الشِّعَارَاتِ؟
أَمَا آنَ لِلدُّمُوعِ أَنْ تَنْتَهِي
فِي مُدُنٍ أَحْرَقَتْهَا الخَيْبَاتُ،
أَمَا آنَ لِلْحِبْرِ الأَحْمَرِ
أَنْ يُنْبِتَ أَزْهَاراً
فِي حُقُولٍ أَغْرَقَتْهَا العَتَمَةُ؟
تَوَقَّفْ عَنِ الرَّكْضِ بَيْنَ القُبُورِ،
فَالأَمْوَاتُ بِلا ذَاكِرَةٍ،
وَالأَحْيَاءُ دَفَنُوا أَصْوَاتَهُمْ
تَحْتَ رُكَامِ الحُرُوبِ.
قُلْ لِي،
هَلْ تَكْتُبُ لِتَسْتَعِيدَ وَطَناً
ضَيَّعَتْهُ أَيْدِي العَابِثِينَ؟
أَمْ أَنَّكَ تُجَدِّدُ حُلْمَكَ
عَلَى أَرْضٍ تَبْتَلِعُهَا الرِّمَالُ؟
هَلْ تَرْسُمُ غَداً
عَلَى لَوْحَاتٍ مُمَزَّقَةٍ؟
أَمْ تَحِيكُ مِنْ كَلِمَاتِكَ
ثَوْباً يُلِيقُ بِالشُّهَدَاءِ؟
قُلْ لِي،
لَعَلِّي أَرْفَعُ صَوْتَكَ
إِلَى قُصُورٍ أَغْلَقَهَا الطُّغَاةُ،
أَوْ أَنْسِجُ مِنْ صَمْتِكَ
جِسْراً يَعْبُرُهُ البَائِسُونَ.
لَعَلِّي أُشْعِلُ مِنْ حُزْنِكَ جَمْرَةً
تُضِيءُ وَجْهَ الحَقِيقَةِ
فِي لَيْلِ الأَكَاذِيبِ الْمُتَجَذِّرَةِ.
أَنَا هُنَا،
أَحْمِلُ المِعْوَلَ وَالمِطْرَقَةَ،
لِأَجْتَثَّ صَرْحَ الطُّغَاةِ
وَإِنْ شِئْتَ سَأَنْبُشُ التَّارِيخَ
لِأُوقِظَ الأَرْوَاحَ الْمَنْسِيَّةَ
لِتَبْنِي فَجْراً جَدِيداً لِلنِّضَالِ
فِي أَرْضِ الرَّافِدَيْنِ، وَمَجْدَ سَبَأِ.
فَلْنَسْتَعِدْ لِلْحَقِّ،
وَلْنَزْرَعِ الأَمَلَ فِي قُلُوبٍ
أَطْفَأَهَا الظَّلَامُ.
لِنَنْحَتْ مِنَ الأَلَمِ تَمَاثِيلَ لِلنَّصْرِ،
وَنَرْفَعَ رَايَاتٍ تَرْفْرِفُ
فَوْقَ الجِرَاحِ.
دَعْنَا نُعِيدُ بِنَاءَ مَا تَهَدَّمَ،
وَنَكْتُبَ تَارِيخاً جَدِيداً
بِأَقْلَامٍ نَحْتَتْ مِنَ الدَّمِ
حُلْماً لا يَنْطَفِئُ.
- الأثوري محمد عبدالمجيد.. 2025/1/17
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .