بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 يناير 2025

صليب الأسئلة بقلم الراقي الأثوري محمد عبد المجيد

 **صَلِيبُ الْأَسْئِلَةِ**


في لَيْلٍ يُشْنِقُنِي الْحُسَيْنُ

بِرُمْحِ الْحَقِيقَةِ،

وَيَذْبَحُنِي مُعَاوِيَةُ بِسَيْفِ الْخَدِيعَةِ،

أَنَا الْمَصْلُوبُ مَرَّتَيْنِ،

عَلَى خَشَبِ الْخِيَانَةِ وَأَلْوَاحِ الْفَجِيعَةِ.


يُسَائِلُنِي رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ:

"أَيَّ طَرِيقٍ سَلَكْتَ؟

وَأَيَّ نَبِيٍّ اتَّبَعْتَ؟"

فَأُجِيبُهُ بِدَمٍ

نَزَفَ مِنْ شَرَايِينِ الْكَلِمَاتِ،

وَأَصْمُتُ حِينَ تُخْنَقُنِي

حُرُوفٌ لَمْ تُكْتَبْ،

وَأَزْمِنَةٌ لَمْ تُخْلَقْ.


أَنَا الْمَقْتُولُ فِي كُلِّ وِلَادَةٍ،

وَفِي كُلِّ مَوْتٍ أُحْيَا مِنْ جَدِيدٍ

لِأَمْشِي عَلَى رَمَادِ الْجَوَابِ،

بَاحِثاً عَنْ يَقِينٍ

وَسَطَ أَنْقَاضِ الْأَسْئِلَةِ.


يَا وَجْهَ الْعَرَبِ،

كَمْ تَقَيَّحَتْ مَلَامِحُكَ

كَجِرَاحٍ تَئِنُّ تَحْتَ جُلُودٍ صَامِتَةٍ،

كَمِ انْكَسَرَتْ مَآذِنُكَ

كَأَحْلَامٍ دُفِنَتْهَا

مَوَاكِبُ الْجَلَّادِينَ وَالْمَارِقِينَ.


أَنَا ابْنُ آدَمَ،

لَكِنَّ كُتُبَ التَّارِيخِ تُنْكِرُنِي،

تَقُولُ: أَنْتَ الْغَرِيبُ

بَيْنَ أَرْضٍ لَا تُنْبِتُ عَدْلاً

وَسَمَاءٍ

لَا تُمْطِرُ إِلَّا حَرْباً.


يَا رَبَّ الشَّرْقَيْنِ،

أَيُدْرِكُنِي ضَوْءُكَ؟

أَمْ أَنَّنِي ظِلٌّ

لَامَسَ أَطْرَافَ الْعَدَمِ

وَتَلَاشَى؟


فِي لَيْلِكِ يَا أَرْضَ الْأَنْبِيَاءِ،

تُدْفَنُ الصَّلَوَاتُ،

وَيُشْنَقُ الدُّعَاءُ

عَلَى أَبْوَابِ السَّمَاءِ.

مَتَى يَتَوَحَّدُ لَيْلُكِ وَنَهَارُكِ؟

مَتَى يُطْفَأُ سَيْفُ الْمَذَابِحِ

وَتُولَدُ الشَّمْسُ بِلَا دِمَاءٍ؟


- الأثوري محمد عبدالمجيد.. 2025/1/14

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

بين السطورالمهجورة بقلم الراقي معز ماني

 بين السطور المهجورة بين السطور المهجورة  وجع تاه في الزمان نظرت فيه فوجدت قلبي  محاطا بالحرمان أنين لا يسمعه أحد وزفرات حلم ضائع وفي كل كلم...