ناصية المتنبي
رمقتني غادة في موج الألوان
وفي أنفاس حروف حفرت
حول الاعمدة الشامية
وجدتني
في ( أوغاريت ) أبيع قوارير عبير
القداح
قالت من أنت
أتذكر أني كنت رأيتك
في ( شيخان ) تذود كلاب الصيد
عن النبع
تمسك (بالمسحاة)
ترسم شقا لسواق ينحدر الماء بها
نحو تلال الآشوريين
أتذكر أنك تبحث عني بين ( الكفل ) ( وبابل )
وكنت لقيتك في أحياء نورانية
قلتَ أنا أنتِ ...........
لم أتكلمْ
تركتك في إحدى الحانات
تغيب عن الوعي
إلى عصر ملوك طوائف أرض النهرين
وحين أتتك اليقظة لم تتمالكْ نفسك
وجدت الكتب المفروشة في ناصية المتنبي
تحت لهيب النار
فداهمك الأغراب من أيمن من أشأم
عصبوا عينيك
ألقوك وراء القضبان
تلاشيت وراء ضفاف (المعشوق)
سألت الحجر المركون على ركني باب السلطان
عن مثواك
أجاب بأن المهووسين بحب الوطن
المقطوع الشريان
تفانوا
ما عاد لهم ذكر إلا في رفة موج
الثرثار
في جنح حمامات ( الفضل ) الفضية
بين عيون الاطفال
المحرومين من العطف
في شجن لوَّع عشاق ضفاف (الدغارة)
في كل عصور التاريخ الماضي والحاضر
أشعر أنك تمشي خلفي تتبعني
أنى حطت قدماي
وحين أحاول أن ألقاك تغيب
أقول حبيبي أنا غادة
من ( أوبسالا ) حتى Rafa h
وأنا عنك أحدث كل طيور الهجرة
أتتبع آثاراً من أرجل نورسةٍ
عَلَّ بها صدفاً من رمل الخابور
علّي أتنسم سورات من عبق الشام
أنبت بين الادغال
فصيلة سنبلة توخز في صدري النشوة
حين ألامس كفيك
ماذا عني؟
أفلا تلحظ قوقعة تتملل في رمل
الحبانية؟
أفلا تسمع صوت طيور الغاق تردد
وقعا كنا نتبادل ذكراه
وراء نقاط تلاشي الاقواس العباسية
د. محفوظ فرج المدلل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .