بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 ديسمبر 2024

العروبة الضائعة بقلم الراقية د.أحلام أبو السعود

 قصيدة بعنوان

العروبة الضائعة

بقلم: د. أحلام أبو السعود

༺༺༺༻༻༻


توشَّحتِ العروبةُ بالذُّلِّ السَّوادِ

وضاعتْ الحضارةُ والمجدُ التِّلادِ


أهوَ قَدَرٌ جرى منْ حُكمِ رَبٍّ؟

أمِ استسلامُ سُلطانٍ لضياع البلادِ؟


أصبحْنا في الخيامِ بلا أمانٍ

كأنَّا في الزمانِ دُروبُ هلاكِ


فلسطينُ الجريحةُ كمْ تُعاني

وتهتفُ: أينَ إخوتي من عنائي؟


منذُ وَعدِ بَلفورَ والليلُ دامٍ

وشعبٌ في المَهاجِرِ كالجوادِ


وفي غزَّةَ الباقيّةِ الجُرحُ غائرٌ

قذائفٌ وحصارٌ كالرمادِ


يُبادُ صغيرُها والكُلُّ صامِتٌ

وكأنَّ الصَّمتَ دينٌ في الجهادِ


لكنَّ أهلَها صمودٌ عَجائِبٌ

كأنَّهُمُ الجِبالُ بلا انحدادِ


وصُراخُ الطّفلِ يَصرخُ في العروبةِ

ألا مِنْ ناصرٍ؟ أمْ مِنْ عنادِ؟


وفي السودانِ نارٌ قدْ تسامَتْ

تُمزِّقُ أرضَهُ دونَ ارتدادِ


قبائلُ تَستغيثُ ولا مُجيبٌ

ودمعُ الفقرِ يهطلُ كالمدادِ


حروبٌ بينَ إخوتِهِ اشتعلتْ

كأنَّ الدمَّ زادٌ للفسادِ


أيادي الغربِ تعبثُ في ربوعٍ

تُراهنُ بالخرابِ على البلادِ


وفي لبنانَ أُسطورةُ جراحٍ

بكى الأرزُ فيها من النواحِ


تمزَّقتِ الطوائفُ بينَ شعبٍ

وقومٌ صارَ حكمُهمُ سِفاحِ


وصوتُ النارِ يخترقُ سماءً

كأنَّ الكَونَ أُوقِدَ في الشِّعابِ


وفي اليمنِ العزيزِ دموعُ ثكلى

وحزنٌ في الحنايا كالجِرَاحِ


تمزَّقَت القبائلُ في صراعٍ

وصارَ النّارُ عُرفًا في النِّزاعِ


شريدٌ، جائعٌ، طفلٌ يُنادي

ألا هلْ مِنْ مُغيثٍ للضِّياعِ؟


وليبيا في ظلامٍ لا يُضيءُ

تقاتلُ أهلُها رُغمَ الحِدادِ


حُطامُ القَلبِ من حربٍ عمياءٍ

وصارَ القبرُ أملاً للأيادي


وآبارُ النّفطِ في الأيدي غنائمٌ

كأنَّ الشعبَ لا يُرجى لحادِ


وفي الشّامِ الحبيبةِ كمْ بكينا

على جُرحٍ ينوحُ بكلِّ وادِ


عصورُ الظّلمِ من أسدٍ لأسدٍ

وصوتُ الحقِّ مبحوحُ المنادِي


دمارٌ في الشوارعِ والمباني

وكُلُّ الأرضِ تبكي في السَّوادِ


شريدٌ، لاجئٌ، طِفلٌ بكى دماً

وصمتُ العالمِ الجَبريِّ بادِ


فلسطينُ الجريحةُ لا زالت تعاني

تنادي أهلَها رغمَ الجراحِ


وفي القدسِ العريقةِ ألفُ جُرحٍ

تضمَّدهُ المآذنُ بالصداحِ


بكى الأقصى ونادى ياإخوتي

أفيكمْ مَنْ يحرِّرُني وساحي؟


وحيُّ الشيخِ جراحٍ استغاثَ

ولكنْ أينَ أبطالُ الكِفاحِ؟


تهدُّ البيوتَ أيدي المُعتدينَ

بلا عُذرٍ كقُطَّاعِ الرياحِ


ونحنُ صامتونَ بلا حياءِ

كأنَّ القهرَ أضحى من سِلاحِي


دماءُ الطفلِ تُسقي الأرضَ طُهرًا

وتُزهرُ بالبطولاتِ الفِلاحِ


إذا الأقصى يُنادي، من يُجيبُ؟

وأينَ العِزُّ في صوتِ الصِّياحِ؟


متى العروبةُ تُستعيدُ عَزيمَةً؟

وتوقظُ شعبَها من سبعِ رُقادِ؟


فإنَّ القدسَ تسألُنا بِحُزنٍ

متى التحريرُ يا أهلَ الجِهادِ؟

༺༺༺༻༻༻༺༻

أحلام أبو السعود /غزة/فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سيدة التناقضات بقلم الراقي عماد نصر

 سيدة التناقضات أنتِ امرأة الهزائم والمراثي تغزلُكِ الخيبات وشاحًا للغيم وتنسجُكِ المواجع قصيدةً لا تنام. أنتِ من تقرأ الكواكب خطاها وتستدل ...