بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 2 ديسمبر 2024

انتشال مقدس بقلم الراقي ادريس البوكيلي الحسني

 انتشال مقدس


اِنْتَشِلْنِي  

مِنْ يَمِّ حُطَامِي،  

فَالمَوْجُ عَاتٍ، وَهَذِهِ أَيَّامِي،  

لَغْوُ الأَغْيَارِ حَنْظَلٌ،  

وَكَلَامُ الأَقْرَبِينَ عَلْقَمٌ،  

بَلْ سُوسٌ يَنْخُرُ هَيْكَلِي وَعِظَامِي.  


اِنْتَشِلْنِي  

وَاْرْمِنِي فِي حَضْنِكَ الفِرْدَوْسِيِّ، وَلَا تُبَالِي،  

فَبَرْدُ البُعْدِ قَارِسٌ قَاسٍ،  

وَالْحِرْمَانُ جُرْحٌ عَمِيقٌ دَامٍ.  


أَنَا مَنْ هَجَرَ عُشَّ الهَوَى،  

هَا أَنَا الآنَ آتٍ،  

آتٍ أَهْفُو لِفَضَاءِ الدِّفْءِ،  

فَمَرْكَبُ عِشْقِي ذِرَاعٌ يَحْمِينِي،  

يَرْفَعُنِي، يَنْقُلُنِي لِجَزِيرَةِ هَوَايَ،  

يُدَاعِبُ فُؤَادِي، وَهُوَ مُنَايَ.  


هُوَ مَرْكَبُ عَالَمِ فَاتِنِي،  

ذَاكَ الذِي أَعْشَقُهُ وَأَهْوَاهُ،  

وَبِجِوَارِهِ إِمْتَاعٌ لِجُنُونِي،  

جُورِيَّةٌ فِي حَقْلِهِ أَنَا،  

مَعِينُهُ جَارٌ فِي إِحْسَاسِي يَرْوِينِي،  

كُلَّ لَحْظٍ فِي حَضْنِهِ حُلْمٌ جَمِيلٌ،  


أَنَا المَجْنُونَةُ بِعِشْقِ مَنْ إِلَيْهِ أَمِيلُ،  

كُلَّ النَّوَافِذِ الْمُوصَدَةِ فَتَحْتُهَا،  

لِيَدْخُلَ هَوَاءُ مَنْ أَهْوَى،  

فَبِهَوَاهُ وَهَوَائِهِ أُسَافِرُ فِي أَحْلَامِي،  

وَسَأَبْقَى وَفِيَّةً لِعِشْقِهِ عَلَى الدَّوَامِ،  

يَنْتَشِلُنِي مِنْ كَوَابِيسِ سَوَادِ الأَيَّامِ.  


فَحَبِيبِي،  

عَزِيزٌ أَهْوَاهُ رَغْمَ الجَفَاءِ،  

وَجَفَائِي،  

زَائِلٌ لَحْظَةً مِنْ سَمَائِي،  

حِضْنُهُ رُكْنٌ رَائِعٌ فِي فَضَائِي.  


أَرْتَجِفُ لَا خَوْفًا، بَلْ لِدَلَالٍ،  

فَعِزَّتِي وَمَكَانَتِي عِنْدَهُ أَقْوَالٌ وَأَفْعَالٌ،  

فَسَلَامِي لِعَاشِقِ هَوَايَ،  

وَلِلْحَالِمِينَ بِدِفْءِ الأَحْضَانِ وَالمَجَالِ.


            إدريس البوكيلي الحسني  

                        المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

المتبتلة في محراب الروح بقلم الراقي د.سامي الشيخ محمد

 رداء الروح 68 المتبتلة في محراب الضوء  سلام عليك أيتها الجريحة الذبيحة الشهيدة غزة العزة والجلال المهيب على مر العصور والأزمان سلام عليك من...