ما لي أحنُّ ..
مالي أحنُّ لمن لم ألقهم أبدَا
مسهّدٌ .. وخليُّ القلبِ قَدْ رقَدَا
يا غائبًا .. غربةٌ تجتاحني وأسًى
طالَتْ ليالي .. يغيبُ الفجرُ مبتَعدَا
يَرْتادني وَجَعٌ .. والرّوحُ تائهةٌ
وبالمآسي رماني الدّهرُ ما اقتصَدَا
وللزّمانِ سهامٌ ليسَ تخطئنَا
إنْ فاتكَ اليَوْمَ سهمٌ لم يفتْكَ غدَا
يطغى هواهُمْ وسحبٌ عتّمتْ أفقي
والقلب يشقى يعاني العسرَ والنّكَدَا
ذاك المهابُ وتاجُ الحسنِ كلّلهُ
في القلبِ سُكْناهُ دونَ النّاسِ منفردَا
ألمّ في جنحِ ليلٍ طيفهُ .. فإذَا
نور الجبينِ سراجٌ في الدّجى وَقَدَا
ولستُ أدري وذاك الطّيفُ يربكُني
أ في الكرى زارني .. أمْ يقظتي قصَدَا
أفنيتُ صبري ..وقلبي شفّهُ ألَمٌ
وملّني النّومُ عنْ عينيّ قَدْ شردَا
شوقي إليهِ يذيبُ القلبَ يتلفُهُ
قَدْ ذرّ بينَ الضّلوعِ الجمرَ متّقِدَا
وبينَ جنبيّ نفسٌ كم بهِ شقيتْ
تبكي العيون بدمعٍ سحّ فاطّرَدَا
كلّ الأماني ..سرابٌ .. لستُ أدركهُ
يتوهُ قلبي .. يعاني الشّوق والسُّهُدَا
لعلّ أقدارنَا بالبعدِ قَدْ حكمتْ
لذا أرى كلّ دربٍ بيننَا رُصِدَا
وليسَ لي من إليه أشتكي ألمي
إلاّ الحروف .. ومنها أطلبُ المددَا
في وحدتي قلمي ما انفكّ يؤنسني
يجري بحرفٍ على الأوراقِ مجتهدَا
أدعو القوافي .. وما في النّفسِ من وجَعٍَ
ينثالُ شعرًا.. بهِ أستلهمُ الجَلَدَا
عذبُ القوافي تواسيني .. تعلّلني
بها ألوذُ .. تداوي الجرحَ والكَمَدَا
بقلمي / رفا الأشعل
على البسيط
باريس (24/12/2024)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .