يجور الزّمان ..
سُقِينَا كؤوسَ الأسى والألمْ
ودهرٌ علينَا قسا ما رحَمْ ..
يجور الزّمانُ على أمّتي
وجارَ عدوٌّ طغى وظلمْ
وأمجادّ قومي أراها تضيعُ
وكم بعضها تتمنّى الأممْ
أيا أمّة العربِ ماذا جرى
بعهدٍ مضى كنت خير الأممْ
زمانًا أيا عربُ سُدْنَا الورى
بعدلٍ حكمْنَا .. نشرنَا القيم
وماضٍ منَ المجدِ يجْمعُنَا
وتجمعنَا الضّادُ منذ القدمْ
مذاهبُ في الدّين قَدْ فرّقَتْنَا
فصرنَا شتاتًا وكمْ نختصمْ
جبين العروبة قدْ لطّختْه
مساوٍ .. وجهلٌ به نلتطمْ
وكنّا كموج الخضمّ اندفاعًا
فكيف احتملنَا العصَا واللّجُمْ
رعاةٌ مع الذّئبِ ضدّ القَطيعِ
يخونونَ .. ما ردعَتْهُمْ نظُمْ
تجنّوا .. وعادوا بنا للوراء
فأينَ الوعودُ وأينَ القسمْ
وصار الضّباعُ لَهُمْ سنَدًا
وهم طامعون ببعض اللقمْ
نَجوعُ ويُأْكَلُ مِنْ لحمِنَا
وقدْ يلعقونَ عظامًا ودمْ
عليناَ تغير طيور الدّجى
تصبُّ علينَا اللظى والحممْ
ببعض البلاد شعوبٌ تباد
وما من يجير ولا من دعمْ
ذوى الياسمين وزهر الرّبا
وغاب الضّيَا أطفأتْهُ الظّلُمْ
ويأبى لَنَا العزّ هذا الهوانَ
فعيشٌ بلا عزّةٍ كالعدمْ
جراحك يا أمّتي آلمتْنَا
سَيَفْنَى الزّمانُ ويبقى الألمْ
رفا الأشعل
على المتقارب
باريس(08/12/24 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .