عرسٌ دمشقيّ
"تيهي دمشقُ فإنّ الوصلَ قد حانا"
زفّي الدّموعَ دموعَ الوصلِ ألحانا
الظّلمُ يُهدَمُ في شتّى مسّــاوئه
والحقُّ يبني صروحَ النّورِ بُنيانا
النّصرُ يَضبطُ في كانونَ ســاعتهُ
ويرفلُ الوقتُ في سَعدٍ لهُ الآنا
قومي دمشق لكِ الرّاياتُ خافقةٌ
وقاسيون يبثُّ النّصرَ إعلانا
بيانُ نصركِ في الآفــاقِ ليسَ لهُ
حَدٌّ ، وأضحى لكلِّ الشّـــامِ تبيانا
كلُّ العقودِ التي كانت مُقيدةً
تجرُّ أذيالَها مُذ نصرُنا بانا
أبناؤكِ اليوم ثوب الفخرِ قد لبسوا
وكلُّ حُرٍّ بأرضِ الله حَيّانا
اللهُ أكبرُ كم ذَرَّتْ مدامعُنا
لَمّــا سكبتِ دموعَ النّصرِ ألوانا
لَمّــا لبستِ ثيابَ النّصرِ زاهيةً
عادَ الهوى أُمَوِيــًّا مثلمــا كانا
دمشق أنت الهوى فالشّعرُ من زمنٍ
قد خطّ من حُسْنِكِ الفَتـّانِ عُنوانا
وكلُّ قافيةٍ بالشــّـامِ مولعةٌ
وكلُّ حرفٍ لنـــا بالعشقِ أشجانا
فكمْ بَكَيْنا بأيـــّـامٍ لنــــا بعدتْ
عَنـّـا دمشقُ وكم ذا النأي أبكانا
اليوم عشقــًا لكلِّ العاشقين بدت
عروسةُ الشـّامِ تهدي حُسْنَها سانا
العرسُ فوقَ الثّرى يا شــامُ دامعةٌ
عيناهُ، يرجو الثّرى أنْ يُفتحَ الآنا
ما زالَ يا شامُ في الأحشاءِ مُعتقلٌ
يُرَدِّدُ الآهَ من شَكواهُ أزمانا
هَلّا فتحتِ بُطون الظُّلْمِ إنّ بها
بينَ الزّنازيــــــنِ أحبــابـًا وَخِلّانا
العرسُ يَكْملُ إنْ بانَتْ نَواجِذُهُمْ
والعرسُ ينقصُ مهما نصرُنا كانا
اللهم الفرج لمعتقلينا
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .