بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

رسالة سجين لأمة بقلم الشاعر المبدع د. محمد الإدريسي

 رِسالَةُ سَجينٍ لِأُمِّه

كَيْفَ أُقْنِعُ قَلْبا يَخافُ أنْ يُصِيبَهُ النِّسْيَان؟

كَيْفَ أُقْنِعُ الأقْدارَ أنَّ الظُّلْمَ سَبَبُهُ الحِيتَان   

أُمِّي لا تَذْرِفي دَمْعا إنَّ السِّجْنَ للشُّجْعَان

السَّجَّانُ اِحْتارَ كَيْفَ أُقاوِمُ ظُلْمَهُ السَّهْرَان 


أمَّاه مِنْكِ رَضَعْتُ حَلِيبا لَمْ يَذُقْهُ السَّجَّان

أنْتِ هُناكَ أنا هُنا في ظُلُمات هَذا المَكَان

يجُنُّ اللَّيْلُ في زِنْزانَتي في غِيَاب الاحْتِضَان

لَكِنَّ حَبْلَ الحُبِّ لَنْ يَتَمَزَّقَ إن طالَ الزَّمَان


لا تَحزَني لَنْ تَنالَ مِنْ عَزيمَتي طُغْمَةُ الطُّغْيَان

وا أمَّاهُ اِشْتَقْتُ لِنُور وَجْهِكِ لِيُنْسِيني الأحْزَان

هَفَا القَلْبُ لِرُؤْياكِ غِيابُكِ أَفْقَدَني الاطْمِئْنَان

فَهُنا يَضيعُ البَشَرُ تُهانُ تُذْبَحُ كَرامَةُ الإنْسَان


في غابَةٍ لا صَوْتٌ إلا أنِينُ تَعْذِيبِ الأبْدَان

هَوْلُ بُطْءِ الأيَّامِ يُنْسِي يُخَيِّبُ أمَلَ الأزْمَان    

العَيْشُ ماضٍ ما الحَياةُ إلاَّ قاعَةُ الامْتِحَان

في الأخِير سَتُنْشَرُ النَّتائِجُ يُبَلَّغُ الإعْلان


قِيلَ لَهُ تُهْمَتُكَ التَّفْكِيرُ دُونَ الاسْتِئْذان

سنُعَلِّمُكَ الأدَبَ لِأنَّكَ طَوِيلُ اللِّسَان

أنْتَ ضَيْفٌ حَتَّى تَسْألَ السَّيِّدَ الغُفْرَان

الحَقِيقَةُ قَاوَمَ اِسْتِبْدادَ مَنْ باعَ الأوْطَان


مَنْ أرادَ تَحْوِيلَهُ إلى ذاك الرَّجُلِ المُهَان

بِلا رَأيٍّ بِلا صَوْتٍ في حَظِيرَة الخِرْفان

في نَشْوَةٍ زَيْفِ النَّصْرِ تَغَطْرُسِ الشَّيْطَان

 سَتُنَظَّفُ الأوْطانُ مِنْ مُخَلَّفَات البُرْكَان 


حَضَنَتْ الأُمُّ الرِّسَالَةَ فَهاجَتْ دُموعُ الحَنَان

اِنْسابَتْ جَرَتْ تَدَفَقَّتْ فاضَتْ بِقُوَّة الوِدْيَان 

 تُقَبِّلَها تَشُمُّ رائِحَةَ اِبْنٍ حَبيبٍ وَراءَ القُضْبَان

 رَفَعَتْ يَدَيْها إلى السَّماء تَسْأَلُ الحَقَّ الدَّيَّان

  

العَدْلَ القِصَاصَ مِنَ الظَّالِم المُسْتَبِدِّ الخَوّان   

ما أنْجَبَتْ أمُّ السَّجينِ إلاَّ ثائِرا يَرْفُضُ الهَوَان

بَعْدَ الضَّبابِ تَسْطَعُ الشَّمْسُ لِتَحْرِقَ الجَبَان  

بَعْدَ العُقُودِ مِن الاسْتِبدادِ طَالَ فِيه الحِرْمَان

طنجة 25/09/2021

د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

انا للأرض بقلم الراقي مروان كوجر

 " أنا للأرض " كلما هممت ببوح حزني أخجلني قول ربي                                      وبشر الصابرين خجول النفس من صبر جفاها     ...