(( تخومُ الشوق ))
في بقاعِ حصونٍ سومرية
عاينتُ طقوسَ الحواري
وحكايات عشق تليدة
لم تلدْ من أرحامٍ همجية
بصّرتُ في نجومِ فصولي
فتراءى لي شهابٌ
كنتُ أحسبهُ خواتمَ ظلمتي
وأنّ رياحَ الليلِ تشقُّ رئتي
تفرغُ منها زفير خريفي
تنضِّدُ عمري بمواقيتَ
أجني من رُطبٍ عسلية
تنشلني من كهوفِ أحزاني .
لم يجرِ شهابي بنواهلي
تشنّفَ بمخادعِ الخذلان
حيثُ أراهُ يثقِّبُ قلبي
كالناي يعزفُ أغنيةَ قدرية .
أضاعَ موقدي يومَ صقيعه
فأضعتُ حطبي في غابةِ النسيان
أهادنُ نفسي بين جمرات
أجلو تضاريسَ خطّها ببهتان
يغمسُ دمي بمخالب التجافي
يُعتِّقُ الجرحَ فلا خيط يمسكه
وفحيحُ ساعاتي يلتهمُ نعشَ رعودي
يُصيِّرني كعصفورٍ تحتهُ نار
جناحاه عابثان يرتجيان هربا .
عيونُ صمتي تفاقمتْ برمادِها
وخطوي يجتاحُ نواعيرَ أجفاني
إذ يرمي طيوفَ ودادِه
ولهاث خيلهِ يفُجُّ سدودي
كان كصاحبِ الجنتين متباهيا
لن يداهمهُ إعصار أو اندثار
واليوم ينوحُ مرارا فؤادُه
حيث ضفافُ عشقي هجرتُها
وخلجانُ روحي حبيسة الأطر
تسَمَّرَ هواهُ ولم أكنْ أجهلهُ
يثوي على ألمي كوحمةٍ
لا يزيلُها شارعُ مدمعٍ أو كفنِ
أو يُطيِّبه تنفُّس فجرٍ بعد مغيب .
فتخومُ الشوقِ فقأتْها أشواكُ التمني .
كيف الرقود بأهدابِ الردى؟
فهل من مُسمعٍ تحتِ رداءِ المطر؟
لم يكنْ شهابي إلا ومضةً
انطفأتْ في طريقِ وعِرِ .
انكفأتْ رايةُ الهوى بضراوةِ ميدان
أنّى لقلبٍ أن ينبضَ بعد ممات ؟
ولو أسعفوه بصعقةِ الغفران .
بقلمي / سناء شمه
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .