ولم أعد أملكُني..!!
ــــــــــــــــــــــــــ
-أما قبل..
وكان قد طرق الباب واستفتح..
ففتحت له أبواب الروح على مصاريعها..
فأُسكن..
فاستوطن..
ثم أوهن..
ولا بأس في ذلك..
فلا تنجو الأقدام من وخز الشوك في الدرب الطويل..
ولا تفلت من كبوة أو انكفاءة في بعض المسالك..
لكنه كان أسوأ من أن يمنع عني ريح الحسوم التي خلفها رحيله الملعون..
وإن من الجور يا سيدي أن أسكنه، فيضن بأن يوصد الباب خلفه حينما يرحل..
ومن الظلم البين أن يقتلني هكذا، وقد وهبت لروحه نبض الحياة..
ثم يأتي أمام الجمع يتحلل..!!
-يليه..
وها أنا ذا كبرت يا سيدي..
وكنت في صغري أقرأ..
أن كل قصص الفراق تخلف ألما لا يطاق..
لكنك كنت كريما جدا..
فتركت لي وجعين..
وجع الرحيل قبل اللقاء..
وكنت قد وعدتني بالبقاء الذي لا تنقض عراه قطيعة..
ووجع الخذلان الذي لا يطيب بكل اعتذارات الدنيا..
وقد تركتني لأحضان الصقيع بعدما عريت لك أوجاعي..
وتركت أبواب مدائني مفتوحة لجحافل الحزن..
لله أشكوك إذن..
لماذا أشعلت بداخلي كل هذه الحرائق؟!..
وأنت تعلم جيدا أن الروح من حطب..
وأن رحلة الأحلام ستصل حتما إلى محطة اليباس..
ما أسوأ أن تدعي الجهل لتفر من ذنبك..
والأسوأ منه..
أن تجهل..!!
-أما بعد..
وقد بات قصد الخيانة-في حق قلب وهبك العطايا بلا حساب- جليا يراه الرائي من خلف ستائر الصمت..
فاختر لنفسك عقابا يليق بشناعة الجرم حتى الموت..
بالنفي؟!..
وبم يفيد وشياطين طيفك تمرح على شواطيء دمعي؟!..
تعقد ألوية العربدة على جدث تقي لم يعرف من مواسم التبتل إلا وجهك..
عنوانا لكل الحقائق..
وميقاتا..
لكل حماقات البرد وزمجرة الرعد..
لكل ما يُظنُ أن يثور بداخلي من أعاصير وما يضرم من حرائق..
ترسم فصول الغواية بشمس وقمر ونجوم وأحداث وشخوص..
وتتركني وحدي للجفاء والقهر في كون شاسع من اللاشيء..
محض فراغ خانق..
تستبيح مساحات الضياء في دهاليز عيوني..
وتقذفني إلى قيعان العمى بلا رحمة..
بالتغريب؟!..
وفيم يجدي وقد صرت أنا الغريب وأنت صاحب البدن..
كل ما في الأمر أنك رددت لي بدنا مليئا بالأسقام والعلل..
وبقيتَ-به-فتقا عميقا لا ترتقه كل صنوف المواساة..
كجرح يعمد صاحبه إلى ملح كلما أراد أن يبرأ منه فيطببه به..
كمرض عضال لا يفارق إلا والروح معه..
بالنسيان؟!..
فهبني لمرة نسيانا-ولو صغيرا-به أمحوك من عالمي..
هبني مقبرة لذاكرتي، وأقم على شفيرها مأتمي..
وخذ مقابلها ما تريد مني، وإن كنت أظن أني لم أعد أملك شيئا..
حتى أنا..
حقا..!!!
معذور أنت أيها ال.....طان..
بريء..
لم تكن تعلم سوء ما تفعل..!!
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .