أتدثَّرُ المداد...
أُذاعُ نوراً بين الأبيات
ما أن لمستني السُّطورْ
حلَّقت من كلِّ حرفٍ آلافُ النجوم
عانقت أضواؤُها جدائلي
التي انفردتْ
و كلُّ شعرةٍ منها
تطرقُ بابَ الأجنَّة التي كفَّنتها البذورْ
ألا هبِّي يا فينوس...
تستلُّ قامتها ...
تهزُّ هامتها...
يمسِّدُ النسيمُ بتلاتها...
ليحلبَ الأثيرُ عذبَ العطورْ...
يُرْضِعُ جحافِلَهُ التي أرداها الظمأ
و هي تلهثُ
تمزِّقُ المَدى...
توزِّعُ الرَّجاء على الصُّدورْ
تقرأُ على الحبرِ آياتِها
و اليراعُ جلسَ في دهشةٍ
يترصَّدُ ثنايا التضاريس
ليفصِّلَ على المقاسِ
تنورةً أو فستاناً
ينجِّدُ على الأطوادِ و في الوديان يغورْ
رقدً على حوافِ قَدَّكِ
يشربُ همهماتٍ
ينقلها إلى عودهِ
فراحَتِ الأوتارُ تتمايلُ
تفرجُ في كلِّ لحظةٍ
عن الآلافِ من الألحانِ لكِ أنتِ
حبلتْ بها دُهورْ
يسكبُ مقاماً
من الرَّصدِ و البياتِ و النهاوند على الطَّحين
يُخَمِّرُ النوتةَ بحبرِه
تظاهرت المفرداتُ...
كُلُّها يسألُ أن يكونَ شلواً في العجين
الطَّوى يضربُ
و الورى تضورْ
يسدرُ القرطاسُ
تهمسُ خلاياكِ
و الحيرةُ تفرضُ جزيتها
من أينَ للدواةِ أن تدوّن على لججها نفحَكِ؟
من أين لصفحاتها أن تواكبَ جوقتكِ؟
و تنشدَ الحروفُ أناشيدٍ
عيت فيها البلابلُ و العنادلُ...
نبت فيها حناجرُ الطُّيور
لا ...
لا قلماً يجرأ أن يدنو من حدودكِ
تذوبُ تفعيلاتُهُ عند الحواشي
ترضى أن تخدمَ نادلةً في حانتك
تقدّمُ الجمالَ في حروفِها نبيذاً ...مُداماً من الخمورْ
م.الياس أفرام /إنسخده – 23-09-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .