تراب
زياد دبور
على باب بيتنا المسروق
أقف
أرى الحكام
يلبسون ثياب العدل
يمضغون جلود البشر
يرتدون جماجم الضحايا تيجاناً
ويقتلون الأرض
في قصورهم
يكتبون تاريخنا بدمائنا
يمضغون عظامنا
على موائد نصرهم المزيفة
يطعمون كلابهم من أجسادنا
يسمون مقابرنا حدائق حرية
وسجونهم قصور عدل
يتركون لنا:
رائحة الموت في حقولنا
غبار الذل في رئاتنا
طعم القهر في خبزنا
صراخ الأشجار المخنوقة
بكاء الأرض المغتصبة
ونطعم أطفالنا
من فتات موائدهم
خبز المنفى
المبلل بدموعنا
كل صباح
نفتح نوافذنا
على جثث أحلامنا
نرى سياط جلادينا
تسلخ الأرض
حجراً حجراً
شجراً شجراً
بيتاً بيتاً
وخلف قضبان "حريتهم"
يكبر صوت أجدادنا:
"هنا كنّا
هنا سنبقى
هنا سندفن ظلمهم"
لكن في عروقي
تجري خرائط الحق
تحت جلدي
تنبض ذاكرة الأرض
وفي وجه الريح
نقف كأشجار الزيتون
وبين أضلعي
يكبر وطن
من رحم الموت يولد
من قلب الجراح يكبر
يأكل من لحمي
يشرب من دمي
ويرفض أن يموت
*. © زياد دبور ٢٠٢٥
جميع الحقوق محفوظة للشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .