بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 يناير 2025

مقام الحنين بقلم الراقي عماد نصر

 مُقام الحنين


على أي صدرٍ يضع الطفلُ الحائرُ رأسَه؟

وأيُّ كفٍّ ستربت على انكساره حين يغفو؟

لقد أغلقت السماء أبوابها

وباتت النجوم تتساقط كحجارةٍ على صدر الليل

والأرض تخلّت عن دفئها

تركت كفه الصغيرة ترتجف

كريشةٍ خذلتها الريح.


من يعيد للطفولة وجهها؟

لألعابه التي تناثرت في ركام البيت؟

للضحكات التي انطفأت في شقوق الجدران؟

من يغسلُ عن صوته رماد الخوف

ويعيد للعمرِ نبضه المسروق؟


هناك...

تجلس الأمُّ على عرش الغياب

تغزلُ خيوط الصبر من شظايا الدموع

تفتحُ صدرَ السماء

لتخبئَ في قلبها صغيرها

تُعلّم الرياح أن تمسح عن وجنتيه آثار الحطام

وتُمرّن المطر على أن يغني له أغنيةَ الحنين.


لكن من يُعيد الزمن الذي كُسر؟

من يُعيد الألوان التي سرقها الرماد؟

من يُعيد للطفلِ جناحيه

ليحلق في سماءٍ لا يكفّنها الدخان؟


يا للضياع الذي لا وطن له

يا للوجوه التي أكلها الغياب

والعيون التي سكنها الأسى.

أما آن للسماء أن تبكي؟

أما آن للأرض أن تحتضن وجعه؟

أما آن للصوت أن يصدح في الأفق

"هنا طفلٌ يبحث عن أمّه،

هنا عمرٌ يبحث عن حياة."


عماد نصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

حكم في الصحبة بقلم الراقي حمزة جمعة

 «حكمٌ في الصُّحبة»  ليس الصديقُ الذي إن جئتَ تطلُبُهُ أمرًا ذَوَت في صدى أعذارِهِ الشِّيَمُ إن الصديـقَ الذي إن جئـتَ تطلـبُـهُ بلا حديـثٍ ...