يا شرق ُ ..من أينَ يأتيكَ الأمانْ ..؟؟.! شعر/ وديع القس
**
قلْ لي يا شرق ُ :
من أين يأتيكَ الأمانْ..؟
**
أمن قادة ٍ جرّبوا فينا
كلّ أساليب ِ التجويع ِ
وكلّ أساليب ِ التّركيع ِ
وكلّ أساليب ِ
الطّغيانْ ..؟
**
وتنافسوا وتسابقوا
في السّرقات ِ
وتباروا في جحيم ِ الظلم ِ
والفساد ِوالنّفاق ِ والموبقات ِ
لاهثين َ ـ مهرولينَ وراء جوائز ِ
الخنوعِ وتيجان
الخذلانْ
**
قلْ لي : يا شرقُ
من أين يأتيك َ الأمان ..؟
أمن غانية ٍ
تتسوّلُ في شوارع الأمراء ِ
وبجانب ِ قصور ِ الأثرياء ِ
لتسرق ماتبقّى
من الخنوع ِ والسّفالةِ
والهوانْ..؟
**
قلْ لي : يا شرق ُ
من أينَ يأتيك َ الأمانْ..؟
أمن معارضينَ
يتكلّمونَ بالسياسة
وأفٌ لهكذا سياسة
وتبّا ً لهكذا خساسة ونجاسة
يقودها لصٌّ ومخادعٌ
وأصمٌّ وأبكمٌ وبعض
الجرذان العميانْ..؟
**
تمرّغوا في وحل الكلمات ِ من دجّالْ
ونادوا بمعاني الحريّة ِالمأخوذة ِ
من نوايا الغرب
بجاسوس ٍ جوّالْ
وقاتلوا .. وخرّبوا .. ودمّروا
وخرجوا بنتيجة ِ النّضال
بأنّ حريّة الشعوب ِ ومصيرها
وكرامتها مقيدة ً
بصداقة المستعمرين الكبار
من الأغراب
وبعض ُ التابعين لها من الحثالى
والفئرانْ..
**
ليتحوّل َ ماضيها المخزيّ
وحاضرها البائس
كالشّوك ِ في نعل ِ
السّكرانْ ..
**
قلْ لي : يا شرقُ
من أين َ يأتيك َ الأمانْ..؟
أمن هذا الشّعب الّلامسكين..!!
أجل أيها الشعب :
فعلى أخطائك َ تراكمت العلل
والأسباب
ومن خنوعكَ ظهرت الآلام
والبطلان والأحزانْ..
**
ألستَ أنت َ الدّجاجة التي كانت
تبيضُ تسعاً وتسعين َ بيضة ً
من المائه
في الإنتخابات ِ الرّئاسية مزخرفة
((بنعم))
في كلّ الألوانْ..؟..!!.؟
**
ألستَ أنتَ الذي تقدّسُ
الملوكَ والأمراء كيفما
صالوا وجالوا
بسفك ِ الدّماءِ
وباعوا الإنسان ِ والكرامة ِ
والأوطانْ ..
وأنتَ تقبّل أقدامهم
كعابد ِ الأوثانْ ..؟
**
ألستَ أنتَ الّذي
هلّلَ للجهل ِالقاتل ِو المستورد ِ
من بلاد المستعمر الطّامع والعجم ِ
وكرّمهُ كرامة ِ الفاتحينَ
في الأحضانْ..؟
**
أيها الشّعبُ : على أخطائك َ
كثر الطغاة والزّعماء
والحكّام والأمراء
وعلى طيبتك َ تسيّدَ
الثّعالب والذّؤبان
والخوّانْ ..!
**
وعلى أخطائك َ في الولاء ِ
لدعاة التفريق في العقائد
والقوميات
والمرض المزمن القاتل ِ
من سرطان ِالتفريق ما بين
الأديانْ ..
**
عذرا ً أيها الشّعب ُ المغدور
لا تقل : أنا طيّبٌ ومظلوم ومسكين
أنتَ الذي جلبت لعنقك َ
النحرَ والسكّين
وكنتَ تبتعدُ عن نور الضّمير
وكلمة الحقّ من صراخ الفقير
وتسدّ له القلوب َ
والآذانْ ..
**
وتقرعُ الطبولَ مهللا ً
للصمّ ِ
وتتزيّنُ راقصا ً مبرّجا
وهاتفا ً مهلّلا ً
وداعيا ً مصليّا ً
لدوام الزّمن ِ
المستورد من جهل ِ
العميان ..
**
والآن ..
يجب أن تعلم ونعلم
بأنّ كلّ سعادة العالم
تسقط ُ عند قدميّ
طفلين ِ يحرقانْ..!!
**
وكلّ راحة ِ العالم ِ تنتهي
عندَ دمعة ِ طفلتين
تُغتصبانْ ..!!.؟
**
وديع القس ـ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .