•••••••• حكايةُ الحاضرِ ••••••••
استُدعيَت عجوزٌ إلى
محكمَةٍ لتُدلي بإفادَة
ونحنُ نعلمُ أنَّ في
المحاكمِ ما مِن وِفادَة
فسألها المُدّعي العامُ
أتعرفين مَن أنا؟
فأجابَت ابنُ تلكَ
العوراءِ المسمّاةِ بسَنا
بالأمسِ كنتَ صغيرًا
ما لكَ مِن مَثيل
تسرقُ عن حبالِ
الجيرانِ كلَّ الغسيل
فقاطعَها خشيةَ الفضيحةِ
وارتجفَ وقال
سيدي القاضي قَد اكتفيتُ
ليس لديَّ سؤال
فقامَ المُحامي مِن
مقعدهِ وخاطبَها
أنا محامِ الدفاع أنا
كذا وكذا وما انتهىٰ
فقاطعتهُ العجوزُ عرفتُكَ
كنتَ مشهورًا بالأذيَّة
وكانَت كلماتُها تنزلُ
عليهِ كالشظيَّة
وكانَ الناسُ يكنّوكَ
بسعيدٍ الأهبَل
فردَّ عليها ماذا تقولين
هل هذا يُعقَل!
واستمرَّت في كلامِها
دونَ إذنٍ أو دَوْر
وأسكتَها المحامي خشيةَ
المهانةِ علىٰ الفَوْر
وقالَ سيدي القاضي
بهٰذا أنا اكتفَيْت
ليسَ لدي أسئلة
وللحقيقةِ قدِ اهتدَيْت
فأشارَ القاضي للمُدَّعي
العام والمُحامي
أن اقتربا إلى المنصَّةِ
على الفورِ أمامي
إياكما أن تنطقا أمامَها
بتاريخي وباسمي
أو تذكرا لها حتىٰ فيما
مضىٰ كيف كانَ رسمي
وإلا واللهِ حكمتُ
عليكما بالسجنِ سنَة
وأقولُها اليومَ أنا
مَن يُطلقُ الحُكمَ هُنا
وقُضيَتِ الجلسةُ
بهٰذا الحَجمِ والمِقدار
وعادَ كلُّ أدراجَهُ
إلى البيتِ والدَّار
هي أقصوصةٌ عجيبةٌ
حدثَت منذُ زمَن
دُوِّنَت عبرةً تنطقُ
بأسبابِ البلاءِ والمِحَن
فكم مِن رؤوسٍ
توافدَت وحكّام
أصلهُم معلومٌ
وأصلُ الدناءةِ في اللِّئام
وفي سبيلِ المناصبِ
يخشونَ الفَضيحَة
ويقتلونَ الشعبَ
جوعًا وقهرًا كالذَّبيحَة
ولهُم مِن سجلاتِ
الجريمَةِ فُصول
دُوِّنَت في الخفاءِ
كي لا تثيرُ الفُضول
وتوالوا على الحُكمِ
سنةً بعدَ سنَة علينا
حتّىٰ انتهىٰ الأمرُ
بما نحنُ فيه وما لدينا
فلَكُمُ الرأيُ فيما ذكرتُ
وكتبتُ يا إِخوان
ولقصَّتي اليومَ حكايةُ
الحاضرِ عنوان
غُـــلَواء √-----------------🖋️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .