... تراتيلُ النّصرِ ...
قسَت دموعُ اللّيلِ على غزّة
وَطوّقها ألمُ المُحتّلِ الجبَانِ
فتَولدّت رَوائع النّصرٍ أهدتها
لقلوبِ الصّبر وقوّةِ الإيمانِ
تَفرحُ بأبطالِ تلكَ القِصصِ
كتبُوها بحبرِ العيُونِ والوِجدانِ
حَدّثوا السّالكينَ دروبَ الحياةِ
إنّ حياةَ الأحرارِ بَذلُ الأثمانِ
حتٌى الزعترَ والزيتونَ سَاقوا
هُتافا حَرّكَ تضامنَ الأكوَانِ
وأشواقُ الأرضِ أورَقَت
في أفئدةِ التَشرّدِ بُغضًا للهجرانِ
نامَت علَى قداسَةِ الإنتِماءِ
وصَحَت ترفضُ العَيشَ بالنُكرانِ
حينَ توَاردَت أخبارُ التفاوضِ
تَزلّفُوا للأخبارِ بغيرِ عنوانِ
غَزّة يا أيقُونَة السّابعِ أنشدِي
المَواعيدَ يُخبركِ عن الألحانِ
واحمِلِي الألقابَ مِن أسرَارِ
حَضارةِ عَربِ قحطانَ وكنعانَ
واعزِفِي تراتيلَ النّصرِ
بِعودٍ كينونتَهُ كوفيّةُ الأعيانِ
كَفكفِي الدًمعَ وَضمّدي الجِراحَ
ترَيِنّ آياتِ التأييدِ مِن القرآنِ
واستَشرفِي الأيّامَ قَد أشرَقَت
لِجمالِكِ بَينَ خَرابِ العدوَانِ
واجعَلِي الأورَاقَ المُمزقَةَ
والأقلامَ المكسورَةَ وَطنًا بالألوَانِ
ومِن الثَكالَى واليَتامَى جِنودَ
الغدِ يَحمونَ الثُغورَ مِن الغِربانِ
ومِن صَوتِ الرَشّاشِ زُغرودَةَ
الشّهيدِ خَالدّا فِي الجِنانِ
وامشِي مُبتسِمةً فالرّايةُ تُرفرِفُ
والجِراحُ تندمِلُ والأرضُ لا تُهانُ
غَازلِي الأحلَامَ فقَد تَحقٌقَت
وابصِرِي للمُستقبَلِ بِنظرَةِ العمرَانِ
فالرّبيعُ بِأزهَارهِ يُقاسِمُكِ
العِطرَ تَرتَشفٓينَهُ قَهوةً بٓلَا فِنجَانِ
رَميتِ ثَوبَ المَذلٌةِ وامتَطَيتِ
الحُريّةَ بِشجَاعةِ الفِرسَانِ
وتَمسّكتِ بالهَوِيّةِ دِينًا ولُغةّ
فَكنتِ ثَمرةَ الجُذورِ والاغصَانِ
حُقّ لأسُودٍ تَحرسُ الأرضَ
والعِرضَ أن تَقفَ دِونَ خسرَانِ
فَكَم عَشقنَا طُهركِ للصَّلاةِ
بالأقصَى والحبُّ سَخاءٌ بالوِديَانِ
وَكَم صَغِرنَا عَن نُصرَتِكِ
وصُمودُكِ يَكبرُ خِلالَ الأزمَانِ
وَكَم عَلّمنَا أطفَالُك الرّميَ
ونَحنُ زُجَاجٌ نَحتَمِي بالنّسيَانِ
بقلمي دخان لحسن. الجزائر
22.1.2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .