بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 20 يناير 2025

رهين النكبات بقلم الراقي اسامة مصاروة

 قصيدتي "رهين النكبات" 

مكونة من 320 رباعيةً أي

640 بيتًا 

سأنشرُ أجزاءَ منها كلَّ مرٍّة، 

كلُّ جزءٍ يتكوّنُ من 20 رباعيةً

رهينُ النَّكَبات

1

كانَ لَنا في ذلكَ الزَّمنِ

بيْتٌ سعيدٌ دونَما مِحَنِ

كانَ مُسالِمًا وَسُكّانُهُ

يحْيَوْنَ في أمْنٍ بلا فِتَنِ

2

بيْتٌ تَقَدَّسَتْ مرابِعُهُ

حتى تَطَهَّرَتْ منابِعُهُ

بيْتٌ غدا بينَ الأَنامِ رُؤَى

لمَّا توَهَّجَتْ شَرائِعُهُ

3

بيْتٌ تَرَبَّعتْ منازِلُهُ

على ثرًى سمَتْ شَمائِلُهُ

بيْتٌ تلأْلَأَتْ نوافِذُهُ

وَفوَّحتْ مِسْكًا خمائِلُهُ

4

بيْتٌ تراءى لِيَ كالضَّيْعَةِ

بيْتٌ جميلٌ حسَنُ السُّمْعَةِ

مُشَرِّفٌ للْأَهْلِ والْعَرَبِ

لِما بِهمْ مِنْ سامِقِ الرِّفْعةِ

5

كانوا موحَّدين بحبِّهمْ

أرضًا عزيزةً على ربِّهمْ

بل وعزيزةً على قوْمِهمْ

ليسَ فقطْ على بني شعْبِهمْ

6

فَأَرْضُنا مُقدَّسٌ صَخْرُها

ترابُها هواءُها برُّها

هِيَ الصَّفاءُ والنَّقاءُ هِيَ

الْحُسْنُ الَّذي عَظَّمَهُ بَحْرُها

7

هي الْجمالُ مِثْلَهُ لنْ تَرى

عُيونُ جِنٍ أوْ عُيونُ وَرى

بورِكْتِ يا أرْضًا مُميَّزَةً

بِكُلِّ ما يَنْبُتُ فوقَ الثَّرى

8

فَكيْفَ لا يطْمَعُ فيها الْعِدى

على مَدى الأَعْصُرِ لكنْ سُدى

إذْ كانَ في أُمَّتِنا قادَةٌ

قدْ قدَّموا أرواحَهم للْفدى

9

وكُنتُ في بيْتِيَ ذا هيْبَةِ

وَأيْنَما سِرْتُ بلا رَهْبَةِ

أَمْشي وَأمْشي رافِعًا هامَتي

وقامَتي حتى وَفي غُرْبَتي

10

لمْ أَنْتَكِسْ يوْمًا بِرغْمِ الأسى

برَغمِ ظالِمٍ عليَّ قسا

ما زِلْتَ في الْقلْبِ أيا وَطَني

وها هُوَ الْمِفتاحُ حيْثُ رسا

11

وَكُنْتُ كالنِّسْرِ أُحِبُّ الذُّرى

لا عيْشَ لي في ظُلُماتِ الْوَرى

وَكلُّ ما أُنْجِزُهُ ناجِعٌ

ولمْ أَجدْ مَنْ بِاجْتِهادي ازْدَرى

12

قدْ كانَتِ الْجَنّةُ لي نُزُلا

وَلا أريدُ غيْرَها بَدَلا

فلْيَسْمَعِ الطاغوتُ مهْما طَغى

لنْ أَبْتَغي عنْ موْطِني حِوَلا

13

وكيْفَ أبْتَغي وَروحي بِهِ

ألَمْ أَعِشْ فقطْ على حُبِّهِ

هلْ يُنْكِرُ الْموْلودُ أمًا لَهُ

أوْ يبْرَأُ العاشِقُ مِنْ قلْبِهِ

14

كانَ أبي إمامَ جامِعِنا

وَمُشْرِفًا على مَجامِعِنا

كُنا جميعًا في عُرىً صلْبَةٍ

أسمى مَزايانا وَأّطْباعِنا

15

والحُبُّ قدْ كانَ يُميِّزُنا

والودُّ كمْ كانَ يُعَزِّزُنا

فلا نِفاقٌ بيْننا يُسْمَعُ

ولا إشاعاتٌ تُقَزِّزُنا

16

حتى وكُنا نجْهَلُ الْحَسَدا

وَنَمْقُتُ الْخائنَ والْمُفسِدا

في أرضِ غيْرِنا فَكيْفَ لَنا

أنْ نرْتَضي كِليْهِما سَنَدا

17

وَحْدَتُنا وَصَفُّنا واحِدُ

والْكُلُّ للرّبِ فَقطْ ساجِدُ

نعْمَلُ جاهِدينَ في أرْضِنا

ما بيْننا أوْ حوْلَنا حاقِدُ

18

ننهضُ باكِرًا لِكيْ نُمجِّدا

نركعَ للرَّحْمنِ أوْ نحْمَدا

ثُمَّ إلى أرزاقِنا نَخْرُجُ

معْ أنَّ بعْضَنا بَدا مُجْهَدا

19

وكنتُ أصْحو معْ أَبي باكِرا

وكُنتُ أبقى خلْفَهُ سائِرا

إذْ لمْ يكنْ مسجِدُنا نائيًا

ولمْ أكُنْ بِبُعْدِهِ شاعِرا

20

كانَ أبي بالفعْلِ بي يفْخَرُ

وكنْتُ دائمًا بِهِ أكْبُرُ

إذْ كانَ صالِحًا ذا نخْوَةٍ

وكانَ وفيًا ولا يَغْدُرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

صرف الوصال بقلم الراقي د. سامي الشيخ محمد

 رداء الرّوح 49  صرفُ الوصال كهاتين الوردتين في ربيع العمر  وطيب الود وصرف الوصال   كموجة البحر تعانق موجةً إثرَ موجةٍ في صباحات الشوق والحن...