سفر الشرود
هل في خواء عواطفي وتشتتي
خلف الوجود أبث فيه تعلتي
أهدي لكل المعدمات صبابتي
حلمًا وللمتفانيات تحيتي
في صفحة المجهول أقرأ حكمة
فيها تقول الصّامتات رصنتي
حسبي هناءً ما تشتت من دمي
بين اللواتي لم يفرن مودتي
إني بسري لن أبوح وإنّما
سري يبوح بحرقة لشغافتي
دومًا أموت وﻻ أفوت ﻷنني
وزَّعت بين الراحلين إقامتي
فغدوت أسعى في سكون تخبطي
جلدي كسائي والغبار إتاوتي
من ذا أنادي والصموت يغطني
ويقول لي أخفى وساوس ريشتي
هل أستغيث من التعاسة بالردى
حتى أخفف بالهلاك مصيبتي
ثاوٍ على جنح الرياح تدور بي
في داخلي وﻻ تحرك جلدتي
فأعود من سفر الشرود محملًا
بفراغ نفسي من عوالق فكرتي
كم موقفٍ للفكر في رحلاته
كغمام صيفٍ في بداها تنتهي
يهذي بما ينساه من سبحاته
ويعيد ما ﻻ تستضيفه مهجتي
يهذي بمن ليس الفؤاد يرومه
خوفًا على من يستلذ مودتي
حتى كأن الذكريات عوانسٌ
في منتدى الكتمان تشرب قهوتي
أجري وراء المستحيل تيقنًا
أن النجاح رهين قوّة همّتي
وكأنني أجري كإبرة مغزلٍ
في محبسي وتدور تحتي بقعتي
إنّ اللواتي بالرحيل أرحنني
أشقينني بتعرضهن باللتي
أ/ جابر الجشيبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .