القِناعُ الحِربائِي
سَقَطَ القِنَاعْ
وَانكَشَفَ وَجْهُ اللاَّوَجهْ،
تَلَوَّنَ كَالحِرْباءْ،
ذاكَ الَّذي لَم يُتقِنْ رَقصَ المَساءْ.
تَصَنَّعَ الوِدادَ قِناعَا،
وَتَظاهَرَ بِالعِشقِ هَدرًا وَسَماعَا.
ظَنَنتُهُ دَوائِي،
بَلسَمًا لِجُروحِ أَجْوائِي،
صَرحًا عالِيًا وَسَطَ العاصِفَهْ،
حُلمًا وَردِيًّا في اللَيالِي الدَّاجِيَّهْ.
لَكِن، آهٍ...
اِنتَظَرتُ، ثُمَّ اِنتَظَرتْ،
وَكَالحَالِمِينَ آمَلتُ وَصَبَرتْ،
غَيرَ أَنَّ الحَقيقَةَ كَشَفَتِ الزَّوايَا،
وَالوَاقِعَ قَرَّبَ الخَفايَا.
لَعِبَ القِناعُ عَلَى الحَبلَينْ،
أَهُوَ وَجهٌ واحِدٌ أَم وَجهَينْ؟
وَجهٌ عاشِقٌ بِجُنُونْ،
وَوَجهٌ بِالرِّيبَةِ وَالشَّكِّ مَوسُومْ.
كَلِمَاتُهُ أَلوانٌ مِن رُمُوزِ السَّرَابْ،
مُغَلَّفَةٌ ما شَاءَ اللَّه
بِلازِمَةِ "إِن شَاءَ اللَّهُ"،
وَ"النِّيَّةُ" هِيَ "النِّيَّهْ"،
تُبعِدُ الحُلمَ نَحوَ الهَاوِيَهْ.
الآنَ أَرَاهُ فِي داخِلِي لَيسَ إِلَّا غُرُوبْ،
كَضَوءِ شَمعةٍ مُعَلَّقٍ عَلَى جِدارٍ يَذُوبْ.
ذِكرَياتُهُ سَقَطَتْ فِي أَحضَانِ الخَرَفْ،
وَصَوتُهُ الَّذِي أَسْكَرَنِي أَصبَحَ كُلُّهُ قَرَفْ.
صَارَ لَحْنُهُ بِآلاتِ نَفخٍ مَثقُوبَهْ
تُعَزِفُ سِمفُونِيَّةَ "إِن شَاءَ اللَّهُ" بِصُعُوبَهْ.
كَم كَانَ عُرقُوبًا هَرَبًا مِنَ اللِّقاءْ؟
وَكَم مِنَ وعوده تَبَدَّدَتْ فِي الخَوَاءْ؟
كَانَ كَخَيطٍ رَفِيعٍ مِنَ أنوَارِي،
لَكِنَّ النُّورَ احْتَرَقَ فِي مآقِي.
إدريس البوكيلي الحسني
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .