بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 يناير 2025

نغالط بقلم. الراقي محمد الدبلي الفاطمي

 نُغالطُ 


قبيحٌ أنْ نعــــــيشَ بلا أملْْ

كما فعلَ الكثيرُ من الهـــــملْْ

نُطمّعُ في النّفوسِ بلا حُدودٍ

ونحْلمُ في الحياةِ بــــلا عمـلْْ

وهذا مَسْلكُ الكســـــلاءِ منّا

وديْدنُ منْ تربّــوا بالوجـــلْ

ومن شقّ الطريقَ إلى المعالي

سيدركُ عزمُهُ قبـــــسَ الأمـــلْ

وأمّا من تكاسلَ في الأمـــاني

تقوقعَ في الحــضيضِ بلا أجلْ


نغالطُ في الكــــثيرِ من القِيَمْ

ونتّهِمُ الشّــــريعةَ بالــــقِدمْ

ونتّخذُ النّفاقَ لنا سبــــــــيلاً

وشــرُّ النّاسِ يَصْــنعُهُ الوهَمْ

تنوّعَتِ المساوئُ والقضايا

فزادَ القــهرُ منْ وجَـعِ الألمْ

وليس لنا سوى التّغييرُ حلاًّ

إذا شِئنا الخــــلاصَ منَ السّــقَمْ

وإنْ نحنُ اسْتمرّ الغيُّ فينا

سنـــبقى تابعينَ إلى الأمــــمْ


نُراوغُ في الوعودِ بلا سببْ

ونعــتبرُ الـــــنّفاقَ من الأدبْ

كأنّ عُقولنا في الغيّ شاختْ

فضيّعتِ الأصولَ مع النّســـــبْ

وفضّلتِ الجمودَ على اجتهادٍ

سيدفعُها إلى خــلْعِ الرّهَبْ

فوا سوءَ الرّتابةِ في بلادي

أحلّتْ للورى عــــصرَ العنـــــبْ

وفي جوْفِ الملاهي نامَ قوْمي

وَوُزّعَتِ الكؤوسُ على النّخبْ


شربْنا القنّبَ الهنْدي انتظارا

وكان القــــــصْدُ أنْ نجِدَ الفِرارا

وجدْنا بالحَشيشِ الموتَ سهْلاً

فشٍئْنا المَوْتَ في وطني انتحارا

شبابٌ عاطلٌ في كلّ بيتٍ

بلا أملٍ يكونُ لهمْ مَـــــنارا

وَمُنْكرُ أمّتي يزدادُ بغْياً

وقد شَلَّ الطـــفولةَ والكِبارا

تسيرُ بنا الهواجسُ نحْو ليلٍ 

به الظّـــلماءُ هاجمتِ النّهارا


تناسلتِ النّوائبُ والخطوبُ

وبالتْ فوقَ أمّتنا العـــــيوبُ

تخلّفَ رَكْبُنا في كلّ حقلٍ

وأُغْلِقَتِ البـــــصائرُ والقلوبُ

نشرّعُ عكسَ دين اللهِ جَهْلاً

ومن مَسْــــــخِ الهُدى تأتي الذّنوبُ

ونزعمُ أنّــــــــنا قومٌ بُناةٌ

ومنْ أوطاننا كَــــثُرَ الهُروبُ

قوارِبُهمْ بِقَعْرِ البحْرِ نامتْ

وموتُ النّاسِ يعقــــبهُ الرّسوبُ


جزيرتُنا تُولولُ من قـــطرْ

وجامـــــــعةُ العروبةِ لا خبرْ

وداعشُ في العراقِ تقولُ كلاّ

وشعبُ البطنِ ينتظرُ المــــطرْ

قتالٌ في الحواضرِ والبوادي

ونهبٌ بالتّســـــــلّطِ للبشرْ

وزورٌ وانتقامٌ واحتــــــــقارٌ

تغلغلَ في الورى فعَمى البــصرْ

وهذه كلّـــــــــها قِيمُ التّدنّي

تؤدّي بالشّعوبِ إلى الحُفَرْ


محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

تجرد من الأوهام بقلم الراقي عماد فاضل

 تجرّدْ من الأوْهامِ تجرّدْ من الأوْهامِ والحَسَراتِ ولا تكْثرتْ ما دمْت بالصّدماتِ فبابُ الرّجا للْآملين سكينةٌ ووعْدٌ من الرّحْمن لا بدَّ ...