بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 يناير 2025

انتهاء الصلاحية بقلم الراقي الهادي المثلوثي

 *------------{ انتهاء الصلاحية }-----------*

إذا مات الضمـير والوعي لا ينفع الوخز بالإبرِ

وكلما تعطل العقل فلا معنى للاتكال على القدرِ

ولا خـير في من يتقـيد بالقديم ولا ينعم بالتحرّرِ

يجتر ويتكرر ويتخوف من التجديد وكل تطـوّرِ

وقد يعيش ولكن كأسير معدوم الأمل والتصوّرِ

والحال أن لا مقـام للـبشر بدون دور ودون أثرِ

وكم من الناس أضحى عبـئا لغياب سداد النظرِ

وبيننا كثيرون عكّروا الحياة بالجهالة والتهـوّرِ

فتعطلوا وعرقلوا الغير بكثرة العراقيل والخورِ

وهذا قد زاد في ترهل المجتمع وتأبيـد التدهوّرِ

والأغرب أننا استسلمنا للوهن وعوامل التأخّرِ

وها نحن نعـيش وكأننا غرباء بين سائر البـشرِ

فلا كرامة وسيادة ولا علم أو دور حسـن الذكرِ

ورغم كـثرتنا وتـنوع ثرواتنا نحيا في ذلة وفقرِ

ولا عجب أن نكون أرخص من الطين والحجرِ

وكيف لا وأن كل ما نفعله يدرّ علينا بمرّ الثـمرِ

وتستمر مهازلنا وتـتفاقم وتتعدد أسباب الخطرِ

ولا نجد من حل غير الصبر على تواتر الضررِ

ولم نبحـث يوما في دواعي الانحطاط المستمرِّ

ولم نتساءل أبدا عن عوامل الانكسار المـتكرّرِ

وعلى الله نتوكل وعلى الجهل نعتمد دون حذرِ

ومن توكل لا يخيب فلا داعي للتفكير والتبصّرِ

إن الله معنا ولو كنا في قيعان البحار أو الحـفرِ

ولا مفر فنحن غرقى فوق الأرض وبقاع القـبرِ

وقد بدا أننا ميّـتون لا محالة وليـس لنا أي مـفرِّ

ولا ضرورة لوجودنا ولا مفهوم للحياة والعـمرِ

انتهت فينا الصلاحية ولا بد من الدفـن والطمرِ

كي لا نظل عارا وقد انفضح ما بالسر والجهرِ

وباتت العورات والسوءات مكشوفة أمام الغيرِ

وكفى من المناكفات والترّهات والكبر والجورِ

ونحن نتخبط في الرذالة ولا نتوقف عن الفخرِ

والتباهي بماض مجـيد لا يغني من وهـن وقهرِ

*----- { بق

لم الهادي المثلوثي / تونس } ----*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

إلى أين أعود بقلم الراقية وفاء غريب سيد أحمد

 إلى أين أعود لم يعد ليّ مكان أذهب إليه أصبحت الأماكن أوقار للألم والحزن.  لم أعد أحسك!  تغيرت وأنتزع من ذاكرتي ملامح الأمس.  صرت أبعد بالمك...