باب على بحر الروح
أمضي في طريقي المجھول .
تسبقني غيمة داكنة السواد .
تقيني من عدوى الفرح العابر ,
و حمى الزحام .
باب على بحر الروح .
موج حزين ,
يصفع صخر الأوھام .
ناي مكسور ,
بجوار راع شارد .
ضوء يتسلل ,
من منارة منسية ,
في بحر بعيد .
ھل من مرفأ,
يأوي ما تبقى مني ؟
ھل من صدر دافىء ,
يحزن للفراق الطويل ؟
ھل من قبر يسع
للم كل ھذه الأشلاء ؟
ھل لا زالت السماء
تمطر ,
كما كانت من قبل ؟
سأنتظر
. في المنعطف القادم
قد يحن الغياب
لحنيني .
قد تشرق الشمس ,
في كف طفل ,
يتيم القلب .
حافي العين .
جفت دموعه .
منذ القصف الأول .
حين سقط البيت .
سقط الشعار .
و علا اللغط و الفرار .
ھل من حلم بسيط ,
أسند عليه ,
جناحي المكسوران ؟
أنا الطائر المھاجر ,
منذ ولدت .
تدحرجت ,
على تربة الكوابيس .
و لففت جراحي ,
في منديل الھجرة الأولى .
و شربت ,
من كوب الحب الأول .
و حسرة الفراق الأخير .
نسيت نطق اسمي ,
في حضرة مرايا الجمال .
و دھاليز الرغبات .
و أنا الخيبة ,
لا أنتھي .
أنا مقبرة الأحبة الأخيرة .
لا ريح تھب ,
على رايات ھزائمنا .
و لا مراكب ,
ندس فيھا أحلامنا ,
للضفة الاخرى .
لا مواكب ,
لجنائزنا القديمة و القادمة .
نولد في صمت .
و نرحل في صمت كئيب .
خبرنا كل الھجرات .
منذ الأندلس الأول .
الى العدوتين ,
بأسفل العمر .
مرورا بالرياض المعلق .
و وصولا إلى صحراء القلب .
لا شيء ثابت على العھد الكبير .
كنت أعلم ,
منذ الطلقة الأولى .
كنت ھناك .
حين الموت ,
نادى بالأسماء .
طوح بي ,
الى فوھة الحلم المستحيل .
كدت أستفيق .
لولا صوت خافت ,
دنا من جرحي .
و دس فيه ,
ثورة الجياع .
دھشة السؤال .
و لھفة العاشق .
نشوة الانتصارات البسيطة .
و شعر الثورات البعيدة .
رغبتنا في التغيير .
سقط الحلم .
علا اللغط .
ھوت قلاع
الايديولوجيا الثائرة .
و نما حزن جارف ,
في صفيح الاحلام .
ھل من حلم آخر ,
يضمد جراح السقوط الكبير ؟
ھل من ظل رحيم ,
يترحم على موتانا ؟
و أشباه أحيائنا ؟
أغمضت عيني ,
كي لا تفيض .
فأمطر صدري ,
ما عجزت عيني عليه .
و ساد صمت رھيب .........
إدريس سراج
فاس / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .