سيمفونية الحروف
يا حروفَ العشقِ، يا نبضَ الكلامْ
يا موسيقى تفيضُ بها الأقلامْ
أنتِ الحرفُ، أنتِ الوترُ، أنتِ السلامْ
فكلُّ حرفٍ فيكِ لحنٌ وسلامْ
تعزفينَ على أوتارِ الروحِ نغمةَ الحياةْ
ترقصينَ بين الصمتِ والكلماتِ،
وتُحْيينَ فينا رمقَ الأملِ،
في حضرةِ الألفاظِ، تجودينَ بالعطايا،
ويا للدهشةِ في لحظاتِ البوحِ،
حيثُ يتساقطُ الحرفُ كالندى،
تكتملُ الحكايةُ،
لتصبحَ الحروفُ سيمفونيةً أزليةً
في حضرةِ الشعرِ والمشاعرِ الدفينةْ.
يا حرفَ الوجدِ المتراقصِ بينَ أناملِ الزمنْ
يا سيمفونيةً خالدةً، تُسَكِّنُ الأنينَ في صدورِنا،
تجمعينَ بين الشوقِ والشجنْ،
وتُحْيينَ فينا نغمةَ الحنينِ، فننصهرُ بينَ يديكِ كأطفالِ الدهشةْ.
أيا حروفَ النورِ، ضمي أرواحَنا،
كوني لنا مأوى، وزادي، وطريقاً يضيءُ أمامنا،
كطيفِ الحلمِ حينَ يلامسُ الأفقَ البعيدْ
فتتراقصُ معانيكِ كأنغامِ الناي الحزينْ
قد عاهدناكِ يا حروفَ الشِعرِ والسحرِ والخلودْ
بأن نكونَ عاشقينَ، منكِ وإليكِ نعودْ،
فننسجُ من قصائدِنا سيمفونيةً عذبةً،
تُحاكي صمتَ الليلِ وأسرارَ الوجودْ
في حضنِ حروفكِ، أجدُ السلوى وملاذَ الأرواح،
لكنَّ الشجنَ يظلُّ في صدى الهمسِ العميقْ،
كأنَّ الحرفَ يرثي نفسهُ في صمتِ الدجى،
ويبكي على صدرِ القصائدِ… حنينًا لا يُفيقْ.
يا سيمفونيةَ الحروفِ، لو كنتِ بلسماً للروحِ يوماً
فأنتِ اليومَ جرحٌ يفيضُ من نزفِ الوريدْ،
تُحيينَ فينا شجناً خالداً، عالقاً كالضوءِ في ملامحِ الغروبْ
رانيا عبدالله
2024/10/30
توقيت ٦:١١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .