بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

فسحة سماوية بقلم الراقي نبيل سرور

 ○●29/10/202|4

○ نهر التراث       

فَسحةٌ سماويةٌ 

توسدت ضفاف النهر

الأشهبِ رمى الزيزفونُ ظلاله

شجرة صفصافٍ

تَدلت أغصانها مستسلمةٌ

للنسيمِ يُداعبهاباِشتياقٍ أضناه

كراقصة غجرية

اِبتلعها خنوعٌ تخافُ 

ممارسة طقوسٍ تلوكها أفواه

على الضفة 

جَلست صبيةٌ فتية

تغتسلُ بعينيها براءةٌ منسية

برعمٌ أنثوي  

شهي لزهرةٍ نَمت 

رهينة لظلالِ شموسٍ عربية

داهمها عراءُ 

الصحاري غَمرت في

النهر قدميهاكبياضِ ياسمينة

وَمضَّ السرير

الأغبر باللؤلؤِ الفضي

تَلقفتهُ براثن محظيةِ الأشهب

عوالقٌ كأرجلِ 

عناكب سُمّية الحواشي

تمارسُ البغي بثياب المترهب

أياد وخزتْ

أقدامَ الصبيةِ العارية 

كألسنةِ اللهيبِ مُثقلة بالفضب

برعنونة فاسقة

مَزّقت فستانَ الصبية 

تسلطٌ أبترٌ ساقَ التراث للهزيمة

عوالقٌ عفنةٌ

مخاتلةٌ رَفَدت مسيرته

اِمتزجت بروثِ جيوشٍ مغولية

عَكّرت مجراه 

النقي بتوالي الإذعانِ

أَوصدت أبوابَ الأملِ بالعصبية

صَرخت بشموخِ

الإنعتاقِ مَزّقَ صوتها

الفضاء اِرتعدتْ فرائصُ الصبية

صَيَّادُ عَجوز 

عَلَى الضِّفَّةِ الأخْرَى

دَوى في أسماعه صراخُ الأنثى

اِرْتَجفَتْ لِحيته

الشهباء حاولَ الإقتناص

غَمَزتْ صِنّارتَه والخَيْطُ أَسطى

 لاحتْ بالعمقِ 

سَمَكَة مكتنزةٌ بيضاء

هَمَّ نَتَرَ قَصَبَتهُ اِرتفعَتْ تَتَلوّى

حَرَرها بِيسراه 

أَعَادَهَا لنهر التراث

إلى محظية زمنٍ بائسٍ مضى

أيُّهَا الشَّقِي

الهادر مَصدَر رِزْقِي

ينبوعاً للأخلاقِ خلالَ القرون

خذْهَا قربان 

تراكم الأخطاء قطوف

الأوزارِ للزمانِ الغادرِ المأفون

عدمٌ مَكثَ

بصدري نذيزُ عصر

أرعن سَرَقَ اللوْنَ من العيون

أَشْعَلََ الشَّيْبَ

فِي الجُفُون حَفر 

بالوَجْهِ أخاديدَ متكأ للغصون

أيُّهَا الخَالدُ 

الوَارِثُ ينبوعك نَقِيٌ

صارمٌ إِلَى متَى تَهدرُ بالجنون

لِمَ لا تَهدرُ

مياهكَ بجيوشٍ وفَيالق

تُمزّق أواصرَ التخلفِ الملعون

فتنمو بضفافك 

مروجٌ وبساتين عرائش

السؤددِ والفلاح لقادم موزون

فأَنْتَ المَانِع

الصارم الودود دُونَكَ 

تتربصُ بأفئدتنا دوائرَ المجون

نبيل سرور/دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

هذا الصباح بقلم الراقي الطيب عامر

 هذا الصباح أرغب في حديثك كالعادة ليس من باب الحب فحسب  بل من باب الحياة ... ذلك بأن فيك رزق الأمل و قوت التفاؤل و أبهج موجبات البشرى  على م...