تقولينَ
تقولينّ إنَّ المالَ ملْحَمَةُ العصْرِ
ولا ذِكْرَ إطلاقًا لمُلْتَحِفِ الفقْرِ
بَلِ الْمَرْكَزُ العالي لمُكْتَنِزِ التِبْرِ
فهلْ نشتري قصْرًا بكنْزٍ مِنَ الشِعْرِ
أقولُ لعلَّ الْحُزْنَ يسكُنُ في القصْرِ
ونحنُ نَدْري ما يعْتري القصْرَ من شرِّ
ولكنَّ يُسرَ اللهِ يأتي مَعِ العُسْرِ
كما أنَّ نصرَ اللهِ يأتي مَعِ الصبْرِ
تقولينَ قلبُ المرْءِ يُفْتَنُ بالدُرِّ
وتنُزَعُ منهُ فطْرَةُ الوُدِّ والخيْرِ
فيلْجأَ من أجلِ المصالحَ للمكْرِ
كذلكَ قولِ الزورِ حتى إلى الكُفْرِ
أقولُ بأنَّ المالَ ليسَ بذي أمْرِ
سوى عِندَ شخص خائنٍ وذي نُكْرِ
ولكنْ عزيزُ النفسِ ذو الموْقفِ الحُرِّ
فلا ينْحني يومًا لِهيْمَنةِ الْخُضْرِ
تقولينَ إنَّ الانتِماءَ شذا الزهْرِ
يفوحُ حنينًا لو تنامى أسى الهجَّرِ
فكيفَ إذًا يسعى الأميرُ إلى وكْرِ
خبيثٍ لئيمٍ قدْ تميَّزَ بالغَدْرِ
أقولُ إنَّ الصلَّ يكمُنُ في الجُحْرِ
ويعْرِفُ من يصطادُ من ثُلّةِ الخَمْرِ
يبيعونَهُ الأوطانَ والناسَ بالنَزْرِ
وهم يشتَرونَ الخِزْيَ والعارَ بالعُهْرِ
تقولينَ إنَّ النذلَ يُكْسَرُ بالجرِّ
وجرُّ أميرِ القومِ بالخِزْيِ والكسْرِ
وحتى مَعِ القَبْقابِ والطبلِ والزمرِ
فيا ليتَ شِعري ما الذي عِنْدَهُ يُغْري
أقولُ يبوسُ النعلَ دعمًا لِمُفْتَري
لِحارِقِ أشعاري وَسارقِ دفْتري
غريبٌ عجيبٌ أمرُ ذاكَ المُسَخَّرِ
لِخِدْمَةِ شيطانٍ مَريدٍ وَبالْجهْرِ
تقولينَ ميزانيَّةُ القصْرِ لو تدري
تفوقُ كثيرًا ما يُخَصَّصُ للْقُطْرِ
إذا كنتَ لا تحتاجُ مالًا مدى العمْرِ
لماذا إذًا أصبحْتَ عبْدًا مدى الدهْرِ
أقولُ بأنَّ الأصلَ يدعو إلى الفخْرِ
وأصلُ أميرِ القومِ يدعو إلى الغدرِ
وكلُّهُمُ طبعًا عبيدٌ لدى الشُقرِ
فيا ويْحَ قلبي منْ عبيدٍ بذي قفْرِ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .