بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

تاج فلسطين بقلم الراقية رانيا عبد الله

 تاج فلسطين


آه يا وردةً، في بستانِ الحياةِ،

تزهينَ بينَ الجراحِ والألمِ،

أنتِ نبعُ الأملِ وسطَ الشوكِ،

تتحدينَ الأقدارَ، وتراقصينَ كالنسمِ.


تسكنينَ في قلبي، يذوبُ الشوقُ،

تعلو ضحكاتُك فوقَ صوتِ الحزنِ،

لكن، في طياتِكِ شوكٌ مؤلمٌ،

يخدشُ الذاكرةَ، ويثيرُ الندمَ.


تسقطُ الأوراقُ في خريفِ الذكرياتِ،

وتظلُّ ألوانُكِ زاهيةً كالأحلامِ،

تحملينَ شجناً داخليًّا،

ينغصُ العيشَ ويعكرُ الأنسامَ.


آه يا وردةً، فيكِ المعاني مختبئةٌ،

وأحلامُ العاشقينَ تنتظرُ الفرحةَ،

فكوني دوماً، رغمَ الشوكِ،

رمزاً للجمالِ، للحياةِ وللبراءةِ.


وفي حديقةِ القلبِ، تزهرينَ وحدكِ،

تتسلّلينَ إلى أعماقِ الروحِ،

تشعلينَ الفرحَ في كُلِّ زاويةٍ،

وتُرسّخينَ الأملَ في نفوسِ الجروحِ.


فيا زهرةَ الأملِ، لا تندمي على الجراحِ،

فالشوكُ يعلّمُ كيف نُحبُّ بعمقٍ،

وكيف نصنعُ من الألمِ،

قصائدَ عشقٍ تُكتبُ من عروقِ الوردِ.


أنتِ الجمالُ، رغمَ قسوةِ الدنيا،

أنتِ النورُ في ظلامِ الوحدةِ،

فاستمرّي في بسطِ ألوانِكِ،

فالحياةُ بحاجةٍ إلى كلِّ زهرٍ ووردةٍ.


آه يا وردةً، أنتِ فلسطينُ الأبية،

تاجُ فوقَ رأسِ العربِ والعروبةِ،

تسكنينَ في قلوبنا، رغمَ الشوكِ،

وفي العيونِ تضيئينَ كالنجمِ الساطعِ.


يا زهرةَ الأملِ، في وجهِ الصعابِ،

تُعلّمينَ الأحرارَ معنى النضالِ،

تتحدينَ الزمنَ، وتبصرينَ الحقَّ،

ففيكِ وحدكِ تجمعُ الأماني والآمالَ.


فلسطينُ، أنتِ جرحُنا الذي لا يُنسى،

وصوتُ الذاكرةِ في كلِّ آنٍ،

سنبقى نغنّي لأرضِكِ الغاليةِ،

وكلُّ شبرٍ فيكِ هو مُهدى للأجيالِ.


يا وردةَ التاريخِ، يا رمزَ البطولةِ،

لا تظني أنَّ الشوكَ يمكنُ أن يحجبَ ضوءَكِ،

فإنَّ كلَّ زهرٍ يحتاجُ إلى ربيعٍ،

كما يحتاجُ الوطنُ إلى عزيمتنا وولائنا.


ففي كُلِّ صرخةٍ تُرفعُ لأجلكِ،

وفي كُلِّ دمعةٍ تُهراقُ في سبيلِكِ،

ستبقينَ، يا فلسطينُ، أنتِ الوردَ،

أنتِ تاجُ العربِ، وأنتِ الروحُ الحيةُ.


آه يا وردةً، ستبقى فلسطينُ حرةً،

تتفتحُ في قلوبِنا، وتزهرُ في أرواحِنا،

فبكِ نعيشُ، ومن أجلكِ نناضلُ،

وأنتِ، في نهاية المطاف، السعادةُ التي لا تنتهي.

           رانيا عبدالله

                 2024/10/29

                     توقيت/٦:٢٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

هذا الصباح بقلم الراقي الطيب عامر

 هذا الصباح أرغب في حديثك كالعادة ليس من باب الحب فحسب  بل من باب الحياة ... ذلك بأن فيك رزق الأمل و قوت التفاؤل و أبهج موجبات البشرى  على م...