بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 30 أكتوبر 2024

عزف أناملي بقلم الراقية ليلى كو

 ((عَزف أناملي ))

حينما عَزَفَت أَنامِلي بالحُروفِ،

تَفَتَّحَت أمامي أبوابٌ من الزَّمَنِ،

كَأَفْكارٍ تَتَراقَصُ في مَهَبِّ الرّيحِ،

تَتَسَرَّبُ عَبرَ ثَنايا الرُّوحِ،

تَرسُمُ ظِلالًا على جُدرانِ الذّاكرةِ،

وتَحتَ كُلِّ قَمَرٍ،

تَحتَ كُلِّ نَجْمَةٍ،

تولَدُ أَسْئِلَةٌ عَميقةٌ،

تَتَسَلَّلُ إلى القَلْبِ كالنُّورِ،

تَستَفِزُّ جِراحاتِ المَضِيِّ،

وتُوقِظُ الأشواقَ المَيتةَ.


في كُلِّ حَرْفٍ،

أَجِدُ نَبْضَ الإنسانيّةِ،

أَرى مَآسيَ الفَقدِ،

وأَعْراسَ الأملِ،

مُشَتَّتَةً بين الأَبعادِ،

كَأَنَّها مَلْحَمَةٌ من الذِّكرياتِ،

تُعيدُ تَشْكيلَ العالَمِ،

تَنسِجُ خُيوطَ الوجودِ،

بأَلوانٍ من الألمِ،

وضوءٍ يَسرِقُنا من ظُلمةِ الوِحْدةِ.


أُبْحِرُ في بَحارِ المعاني،

أَغوصُ في عُمْقِ الوجودِ،

أُدْرِكُ أنَّ كُلَّ كَلِمةٍ هي حَياةٌ،

وأنَّ كُلَّ سَطرٍ هو صَرْخَةٌ للرُّوحِ،

تُنادي بَبَحثٍ دائمٍ عن المَعْنى،

تَسْأَلُ الوجودَ عن غايَتِه،

فَهَلْ نَحنُ فِعلاً هُنا لِنَتَعَلَّمَ؟

أَمْ أنَّ الحَياةَ مُجرَّدُ لَحظاتٍ عابِرةٍ،

تَسيرُ كالسُّحبِ في سَماءٍ عاتِية؟


أَكْتُبُ،

لأُجَسِّدَ الصِّراعَ الأَبَدِيَّ،

بَينَ الحُلْمِ والواقِعِ،

بَينَ الطُّموحِ والخَيْبةِ،

كُلُّ حَرْفٍ يُحَرِّرُني،

يَسْمَحُ لي بِالتَّساؤلِ،

بأنْ أكونَ،

بَينَ ضَجيجِ العالَمِ وصَمْتِه،

بَينَ صَرَخاتِ الفَرَحِ وأَنينِ الألَمِ،

أَكْتَشِفُ أنَّ الكِتابةَ

لَيسَتْ فقط تَعبيرًا،

بَلْ هي ثَوْرَةٌ على الوُجودِ.


وحينَما تَنْتَهي أَنامِلي،

تَتَسَلَّلُ لَحظَةٌ من الهُدوءِ،

كَأَنَّ الكونَ يَنْصِتُ إلَيَّ،

أُدْرِكُ أنَّ كُلَّ ما كَتَبْتُهُ

كان صَدًى لأَصْواتٍ داخليّةٍ،

أنَّ الحياةَ لَيسَتْ إلّا نُصوصًا مَكتوبةً

بِخُطوطٍ غَيرِ مَرئيّةٍ،

وأنَّني،

كالناسِ جميعًا،

أَبْحَثُ عن المَعْنى

في فَوْضى الكَلِماتِ،

في سُكونِ اللَّيْلِ،

بَينَ الحُروفِ،

وفي كُلِّ نَبْضةٍ من القَلْبِ.


(((ليلى كو)))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

هذا الصباح بقلم الراقي الطيب عامر

 هذا الصباح أرغب في حديثك كالعادة ليس من باب الحب فحسب  بل من باب الحياة ... ذلك بأن فيك رزق الأمل و قوت التفاؤل و أبهج موجبات البشرى  على م...