العَربُ يَبيعُونَ الهويّة
ــــــــــــــــــــــ
يَـا لاهيًـا. انْـزعْ رِدَاءَ عُـروبتـكْ
واخْفضْ لسيْفِ الغْربِ ذُلاً هَامتكْ
وانْظرْ لأمّكَ كيْـفَ أمْستْ عَاقـرًا
لا تنْجبُ الفرْسـَانَ تَحْمِـي عِزّتـكْ
فعِراقُنَـا يبْـكـي ويصـْـرخُ بَابـِلٌ
والقُدْسُ ينْعي بالدّموعِ شَهامَتـكْ
والشّـامُ ينْـزفُ كلّ يـوْمٍ دَمْعــهُ
ويصِيـحُ فِينـا كي يُأجّـجَ غِيـرتـكْ
لا زلـتَ تَلْهُـو لا تُجِيـبُ مُنَــاديًـا
فمتَى بِرَبّـكَ تسْتجيـبُ كــرَامتـكْ
هلْ متَّ في يَمَنِ الشّهَـامَةِ واقفًا
أمْ صُرْتَ تجْمعُ فِي المنَـايَا ذِلتــكْ
هلْ كنتَ في مِصرَ الحَزينَةِ فَارسًا
أمْ بِعْتَ منْ خَوْفِ السّجُونِ قَضيّتكْ
وتَركْـتَ تُونسَ كي يقُـودَ جَمـالَها
وثَنُ الجَحَـافلِ كي تكـُونَ مهَـانتكْ
هلْ خُنْــتَ لُبنَــانَ الأبيّــةَ دَمْعَهـا
أمْ بِعـْتَ أُولَى القِبْـلتيْـنِ وكعْبتـكْ
يا ويْـحُ قَـومٍ ضيّعُـوا منْ غمْدهـمْ
سيْفُ الشّهَـامةِ واسْتباحُوا دمْعتكْ
لا أنتَ في زَمنِ الحُـرُوبِ مُحَـاربٌ
كَـلا ولا أنْـتَ العَريــنَ لأُمّتــكْ
فَتركْـتَ أخْتكَ كي يُمـزّقَ عِرْضهـا
وبـلالُ يهْتفُ أيْـنَ مِنْـكَ رُجُـولتكْ
وصَلاحُ خَلْفَ الجَيْشِ يهْتفُ أُمّتـي
ليُثيــرُ سيْفًـا باتَ يشْكُـو راحتـكْ
فاخْفضْ رُءُوسَ المَجْدِ لا نصْرٌ هُنَا
قدْ ماتَ خَالدُ حيـنَ بِعْتَ عُرُوبتـكْ
وشَربْتَ مِنْ ثَدْيِ المزّلةِ وارْتَوَى
منْكَ الفُؤادُ فبِئْـسَ قُبْـحُ ولادتـكْ
فانْزعْ عِقَالكَ وارْتدِي ثوبَ النِسَـا
وانظرْ هُنَـا بيْنَ الخـِرَافِ مَكانتـكْ
واجْمعْ صِغَارَكَ حوْلَ مَوْقِـدِ ذُلـّكمْ
خَبّـرْ بِكـذْبٍ عنْ عَظيـمِ بطُـولتـكْ
اذهَـبْ وقبّـلْ كَـفّ ذَاكَ الغَـاصِبِ
نَـمْ بالْمذلّـةِ في زوَايَا خَيْمتـكْ
واركعْ لسيْـفِ الغَاصِبينَ ولا تَخَفْ
صوْتَ المَساجدِ حينَ تُنعِي سَجْدتكْ
لوْ يسـْألونَكَ ذاتَ يـوْمٍ موْطنـي
خبّــرْ بأنّـكَ قدْ فقَـدْتَ هوِيّـتـكْ
أَقِمِ السّــرَادقَ للعَذاءِ مـُوَلْـوِلاً
فاللهُ يرْحـمُ وهْننَـا وعُـرُوبتــكْ
..
هاني باتع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .