إلى روح الشهيدة والصحفية الفلسطينية غفران وراسنة . التي اغتالتها يد الغدر في مدينة الخليل ..
أهدي هذه القصيدة .
( غُفْــرَانُ )
سَلَبَتْ أَيَادِي الْغَـدْرِ مِنْـكِ مَسَـاءَ
رُوحَ الحَيَـــاةِ .. وَأَيْكَـهَـا الغَنَّــــاءَ
وَاسْتَقْبَلَتْ ظُلَلُ الغَمَــامِ شَـهِيدَةً
خَطـَرَتْ بِنُـــورٍ ... عَمَّـهَـا وَأَضَـــاءَ
لَيْـلٌ طَـوِيْـلٌ فِـي حِمَـانَا جَـاثِـمٌ
مُنْذُ اسْتَبَاحَتْ قُدْسَـنَا العَصْمَـاءَ
قُطْعَـانُ جَيْـشٍ لِلْعُــدَاةِ مُحَصَّـنٍ
بِتَـوَاطُــؤٍ ... زَادَ اليَهُـــودَ عَمَـــاءَ
فَانْحَازَ قَانُونُ الجَـزَاءِ لِمَنْ بَغَـىٰ
وَسَطَا عَلَىٰ رُكْـنِ السَّلاَمِ وَنَـــاءَ
بِالْهَـمِّ شَعْبٌ فِي الشَّتَاتِ مُشَرَّدٌ
قَـدْ ذَاقَ أَلْــوَانَ العَـذَابِ عَنَـــاءَ
غُفْرَانُ قَدْ سَالَتْ دِمَـاكِ عَلَىٰ الثَّرَىٰ
لِتَهُـــزَّ فِينَــــا النَّخْــوَةَ الشَـــمَّاءَ
وَرَوَتْ تُرَابـًا فِي بِقَـــاعٍ أَيْقَظَتْ
عِنْـــدَ الرِّجَــالِ مُــرُوءَةً وَإِبَــــاءَ
فَتَخَضَّبَتْ أَرْضُ الخَلِيلِِ بِطُهْرِهَا
وَتكَلَّلَتْ غَــــارًا سَـــمَا وَتَـــرَاءَى
وَازْدَانَ رَكْــبٌ لِلْبُطُولَــةِ حِينَمَــا
فَجْرُ الخَلاَصِ عَلَىٰ الرِّيَاضِ أَفَـــاءَ
وَقَوَافِـلُ الشُّـهَدَاءِ تَتْــرَىٰ كُلَّمَــا
نَــادَىٰ المُنَــادِي لِلجِّهَــادِ وَجَــاءَ
فِتْيَانُ أَقْصَـانَا إِلَـى سُـوحِ الوَغَـىٰ
وَتَسَاقَطُوا فَـوْقَ الرُّبُـوعِ فِــدَاءَ
لِحِمَى فَلَسْطِينَ الجَرِيحَةِ وَالعُــلَا
بَلَــدُ الْمَحَبَّــةِ لَـنْ تَضِيْـعَ هَبَــاءَ
وَالمَسْجِدِ الأَقْصَىٰ المُبَـارَكِ حَوْلَـهُ
مَسْـرَىٰ النَّبِـيِّ عَلَـىٰ الدُّنَـا وَضَّـــاءَ
يَسْتَصْرِخُ الشَّعبَ الأَبِـيَّ لِثَـأْرِهِ
وَيَضُـجُّ لِلْمَوْلَـىٰ الكَرِيـمِ دُعَـــاءَ
غُفْرَانُ يَاعِطـرًا يَضُـوعُ بِقُدْسِنَا
مِـنْ وَهْـجِ إِسْمِكِ نَبْلُـغُ الجَوْزَاءَ
وَنَرُودُ دَرْبًا قَدْ قَطَعْتِ وَمَذْهَبًا
فِي التَّضْحِيَاتِ عَلَى المَدَىٰ حَمْرَاءَ
كَانَتْ دِمَاؤُكِ كَالمَنَـارَةِ فِي الدُّجَى
تُهْــدِي لَنَــا سُـبُلَ الرَّشَــادِ وِقَــــاءَ
وَتَخُـطُّ فِي سِـفْرِ النِّضَالِ وَصِيَّـةً
لِلنَّيْــلِ مِمَّـنْ دَنِّسُــوا الْأَرْجَــــاءَ
ظَـنَّ البُغَــاةُ بِـأَنَّ قَتْـلَكِ غِيلَـةً
يَثْنـِي عَزِيمَـــةَ أُسْـدِنَا القَعْسَاءَ
وَيُغَيِّبُ الصَّوْتَ الَّذِي صَدَحَتْ بِهِ
غُفْرَانُ لِلأَقْصَىٰ .. صَبَـاحَ مَسَـاءَ
بُشْـرَاكِ يَا خَيْـرَ النِّسَـاءِ فَجَنَّــةٌ
لِلْخُـلْـدِ نَـادَتْ .. وَالجَحِيمُ تَنَـاءَى
طِبْتـُمْ بِعَيْـشٍ سَــرْمَـدِيٍّ وَارِفٍ
فِي ظِـلِّ أَنْهَـارٍ جَـرَتْ سَـمْحَاءَ
يَا مَنْ غَصَبْتُمْ أَرْضَنَـا لَنْ تَهْنَـؤُوا
سُكْنَى بِهَـا ـ لَيْسَ الغَـرِيبُ خَفَــاءَ
وَسَيَعْلَمُ الغَـازِي الأَثِيــمُ بِأَنَّنَــا
لاَبُـــدَّ يَوْمـًــا نَطْـــرُدُ الدُّخَــلَاءَ
وَيَشُبُّ مِنْ بَيـْنِ الرَّمَـادِ ضِرَامُنَـا
وَيُزِيـلُ رِجْسًـا قـَدْ طَمَـىٰ وَغُثَــاءَ
.. رشاد عبيد
سورية ـ دير الزور
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الأحد، 26 يونيو 2022
غفران بقلم الشاعر رشاد عبيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
على صرخة الموت بقلم الراقي وليد علي السماوي
على صرخة الموت نَبيتُ جِياعاً دمـاءُ الـطـفـولـه بــشـرعٍ مُـبـاح اُنـاديـكَ لـيـلاً تــعــبــنــا ظـلامـاً سـؤالاً مــتى يـستـفـيـقُ الص...
-
مجرّةٌ في العلياءِ: متأنِّقةٌ غصونُ الوردِ لحُلَّتِكَ لابِسة وبوُجدِ عبيرِكِ مرحٌ يترامى المَدى مِحبرةُ الشَّذا بفيضِ حُسنِكِ شَامِسة وي...
-
-- عِتابُ العِتاب -- عتاب العتاب مِنّا لكم ياأهل المحبة والسلام ياساكن الفـؤاد رأفـة لا ت...
-
( سئمنا البوح ) لَكَ الأَيَّــام كَـمْ عَـانَيْـت صَـبْرا وَصَـبْر الشَّـوْق مَبْسِـمهُ كَـئِيب وَمِنْ عَيْنِيِّكَ سَهْم صَاب صَدْرا وَ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .