حُرّاسُ الوَفاء
البَحْثُ عَنْ مَنْ يَقْهَرُ شَرَّ الأعْدَاء
سَبْعونَ عامًا ما يجْرِي في الخَفَاء
أُمَّةٌ تَعِيشُ مِحَنَ الضَّياعِ تِلْوَ البَلاء
ما أوْجَعَها إلاَّ بَغْيُ أَقْرَبِ الأقْرِباء
إذا فَرَّتْ مِنْ ألَمٍ حاصَرَها الزُّعَماء
اللُّيوثُ ما عادَتْ تَخافُ العُمَلاء
خَرَجَتْ مِنَ العَرِين مِنْ أَجْل البَقاء
لا وَجَلٌ مِنْ أَحَدٍ يَرُدُّها إلى الوَراء
اِنْتَهَتْ قُرونُ الهَوانِ عُقودُ البُكاءِ
زَمَنُ حَفْرِ القُبورِ لِلمَوْتى الأحْياء
زَمَنُ مَنْ يُرِيدُ تَدْمِيرَ العِزَّةَ الشَّمَّاء
اِنْتَهى قَيْظُ طَريقِ مَشَقَّةِ البَيْداء
وَصَلَ السَّيْرُ إلى واحَة الأقْوِياء
فلا مَكانَ اليَوْم لِأهْلِ الكِبْرِياء
وَلَّتْ تِلْكَ الأيَّامُ قَطَنَها الضُّعَفاء
عَهْدُ هَامَان جَمَعَ حَوْلَهُ السُّفَهاء
كانَتْ مَرْتَعًا لِلْحاشِيَة و الأخِلاّء
كُلُّ الشُّعُوبِ علَى لائِحَة الأظِنّاء
غابَ الماءُ التَّيَمُّمُ حالَةُ الاسْتِثْناء
اِستُصْغِرَتْ نَهَضَتْ لِتَرُدَّ الدُّخلاء
هَذِه أزْمانٌ لَمْ تَعُدْ تَتَقَبَّلُ الغُرَباء
لِتَحْكُمُها أكاذِيبُ أسْفَهِ الخُطَباء
تُحذِّرُ مِنْ زَأْمٍ في نَفْس الأخْطاء
كانَ الأذِلاَّءُ حِبْرَ أقْلامِ الشُّعَراء
طَبَّلُوا زَمَّرُوا لَعِقُوا حِذاءَ الرُّؤساء
قَبِلُوا الضَّيْمَ و جَمَّلُوا وَجْهَ اللُّقَطاء
حَوارِيو الشَّيْطانِ بَرَّروا دَمَ الأبْرِياء
مَوْتٌ في عِزَّةٍ خَيْرٌ مِنْ مَوتَة الجُبَناء
المَذْمومُ مَنْ رَضَعَ مِنْ ثَدْيِ الأهْواء
اِرْفَعْ رَأْسَكَ قُلْ لا لِحَنْظَل البَغْضاء
كَيْفَ يَلِيقُ بِالعاقِل شَرُّ مَوْتَةِ الأذِلاَّء
مَنْ طَلَّقَ الدُّنيا تَزَوَّجَ هُمومَ البُؤَساء
الذُّلُّ سَبِيلُ العُبودِيةِ عَيْشُ الشَّقاء
لا يَرْتَضِيه إلاَّ مَنْ باعَ عِرْضَ الأبْناء
هانَتْ عَليْه نَفْسُهُ فغَيْرُه شَرُّ الأشْياء
أهُناكَ نارٌ مُسَعَرَّةٌ أخْطَرُ مِنَ الضَّراء
طنجة 03/02/2022
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .