توأم الرّوح
حَدِّثْ مشــاعركَ التي لا تحتملْ
قِفْ عندهــا حتى يلينَ لها الجبلْ
رَوَّضْ لِســاحرةِ العيـــونِ جفونَهَا
أرسلْ لها نبضَ الصبـابةِ والمقلْ
وَارسمْ بخدَّيهــا مراسمَ بهجةٍ
لِتُضيءَ أنوارًا كبدرٍ إذ نَزَلْ
وَازرَعْ بعينيهــا مواسمَ زهرةٍ
تغري كأحلامِ الربيـــــعِ إذا اشْتَعَلَ
لا وَصْلَ إلّا ما تراهُ على المدى
متوقدًا من غير فَصْلٍ أو أجَلْ
لا عشقَ إلّا صــافحتُهُ مدامعي
والشوقُ مثل الرمحِ بالعينِ اكْتَحَلْ
هذي أنا كفــراشةٍ يا توأمي
والحبُّ يسري في دمي مهما ارتَحَلْ
هذي القوافي من عميقِ مشــاعري
وأصوغُها أمَلًا وعشقــًا مُحْتَمَلْ
الحبُّ عــافيةُ النّــفوسِ ودفئِها
ما أروعَ القلبُ الحنونِ وما افْتَعَلْ
لا شيءَ يشبهُ في الصّبابةِ سحرَها
تأتي على مهلٍ وتمضي في عَجَلْ
آهٍ من العينيــنِ حينَ تقولُ لي
آتٍ وألمحُ في جوانبهــا الخَجَلْ
أستلهمُ الرّمشَ الذي يغتالُني
وأذوبُ بالنّبضِ المُعَتَّقِ بالغَزَلْ
وتحبُّني الأشواقُ مثل فطيمةٍ
سكرى على ثغرِ القصيدةِ والجُمَلْ
في النّظرةِ الأولى حنينُ لشوقهِ
في النّظرةِ الأخرى رحيقٌ من عَسَلْ
وإذا القصيـــدةُ أغرقتكَ بُحورُهَا
فاختمْ لنبضكَ بالقصيــدِ ولا تَسَلْ
هذي حروفي بالجمــــالِ نسجتُهَا
ووهبتُهـــا عقدًا لقلبٍ مُعْتَقَلْ
مِنْ سائلِ النّجوى تَهــادت فرحتي
في عشقها المختومِ حَلّقَْ واحتَفِلْ
غنّى ربيـــعُ القلبِ سِـرَّ غرامِنَا
حتّى نَمــا في كلِّ زاويةٍ مَثَلْ
ما أجملَ الإبحــــار عندكَ سيّدي
مَدٌ وجزرٌ والقريــــنُ المُرْتَسَلْ
ما أروعَ الأحلامُ حينَ يقـــودُهَا
قلبٌ لهُ في كلِّ شــــارقةٍ أَمَلْ
يا خافقي يا نبضَ كلِّ صَبـــابةٍ
ما دامَ يحضرُكَ الحنيــنُ فلا تَمَلْ
جُدْ باللقـــا إنَّ السّعـــادةَ خطوةٌ
ما بين مَنْ ملأ الفـــؤادَ ومَنْ خَزَلْ
والحبُّ مثل الشعرِ يعشقُ بحرَهُ
فإذا تَهادى البَحرُ فالشِّعرُ اكْتَمَلْ
مرافئ الحنيـــن
05/02/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .