في ضيافةِ عنترة
خُيولُكَ في دُروبِ الْفَرِّ تَعْدو
وَعَبْلُ يَسوقُها في الغَزْوِ وَغْدُ
وفارِسُنا يَبيْتُ الليلَ فينا
على سُرُرٍ بها الحَسْنا تُعَدُّ
فَلَو خَرَجَتْ إلى الشّرفاتِ ليلى
تنامُ برَعْشَةِ الأحضانِ هِنْدُ
لَقَدْ وَلّى زمانُكَ ياابنَ عَبْسٍ
ونامَ على فراشِ اللهْوِ جدُّ
فَقَدْ صاحَتْ بِكَفِّ الغَزْوِ عَبْلٌ
وما لَبّى بظَهْرِ الخيلِ رَدُّ
وغيرَتُكَ التي ساقَتْكَ حَزْمًا
لغيرِ النّصْرِ حَزْمُكَ لا يُشَدُّ
أراها اليومَ بالآهاتِ تغفو
ومِنْ ساقِ المَليحَةِ تُسْتَمَدُّ
وأَمْسَتْ في عِناقٍ واشْتياقٍ
يقودُ عنانَها للمجدِ نَهْدُ
إذا ما النّارُ يخلفُها رمادٌ
فَلا عَتَبٌ على مَجْدٍ يُهَدُّ
لقد كنتَ الغضنفرَ في عِراكٍ
وفي كَفّيْكَ سَيْفٌ لا يُرَدُّ
إذا ما صِحْتَ في صَهْواتِ كَرٍّ
يُزَغْرِدُ في صَليلِ السّيْفِ غمْدُ
تعيشُ اليومَ في تَرَحٍ بلادي
وكلُّ النّاسِ للإذلالِ شَدّوا
نَخيلُكَ ليسَ يُؤْتى منهُ تَمْرٌ
على عرجونِهِ قد حَطَّ قِرْدُ
تَهَوَّدَتِ الصّحاري والبراري
وَسِيْقَتْ في كفوفِ الذلِّ نَجْدُ
تجفُّ الضّادُ جزرًا كلَّ حينٍ
ولا يبدو ببَحْرِ الضّادِ مَدُّ
فَعُدْ أدراجَ قَبْرِكَ ياابْنَ عَبْسٍ
هنيئًا للذي آواهُ لَحْدُ.
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .