بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 ديسمبر 2025

تقولين بقلم الراقي أسامة مصاروة

 تقولينَ (7)

تقولينَ كم مرّتْ مآسٍ على شعبي

لمْ نرَ أو نسمع سوى خُطَبِ الشجبِ

فحكامُنا لا يُحْسِنونَ سوى السلبِ

بَلِ القَتْلِ إنْ لمْ يكْتفوا بعصا الضربِ


أقولُ برغمِ القهرِ كانَ لنا مجدُ

وكنا كرامًا لا يليقُ بنا الجلْدُ

وحكامُنا مهما طغوْا للخنا حدُّ

فلا السورُ يحمي الظالمينَ ولا الجُنْدُ


تقولينَ ما زلتم تعيشونَ في الماضي

وحاضِرُكُمْ نحوَ الضياعِ بِكمْ ماضي

عقودٌ توالتْ والعدالةُ والقاضي

رصيدُهما في بنكِ أمّتِنا فاضي


أقولُ أيا مَنْ تطْلُبُ العدلَ من ذئْبِ

إذا لمْ تكُنْ ذئبًا فلا تعوِ كالكلبِ

ولا تبكِ أوْ تندُبْ تعبْنا مِن الندبِ

ولا تشكُ أو تشجبْ يَئِسْنا من العُرْبِ


تقولينَ تدنيسُ المُقدَّسِ في القدسِ

محاولةٌ قدْ كُرِّرَتْ بيدِ الرجْسِ

فهلْ يَفْهَمونَ الْقَوْلَ أوْ حكمّةَ الدرسِ

أَمِ القدسُ قدْ زالتْ منَ القلبِ والحسٍّ


أقولُ بكلِّ الحُزْنِ والأسفِ الدامي

حرامي دِيارِ العُرْبِ من ضعفِنا نامي

ونحنُ نذوقُ المرَّ منْ ذُلِّنا الحامي

كنارِ سعيرٍ والكريمُ هوَ الحامي


تقولينَ لا معنىً لبحرِ الإشاعاتِ

ولا للّذي يُروى لنا في الإذاعاتِ

ولكنّني فيما يخصُّ اقْتِناعاتي

نهوضُ شُعوبِ العُربِ بَعْضُ مناعاتي


أقولُ وإنْ مرّتْ علينا انْتِكاساتُ

وعزّتْ أيا قلبي الجريحَ المواساةُ

أتَتْني بأخبارِ الشعوبِ الدراساتُ

ستمحو عذاباتِ الشُّعوبِ الحِساباتُ


تقولينَ أعداءُ السلامِ هنا كُثْرُ

فهمْ عصبةُ الشيطانِ ديدنُهم شرُّ

ويا ويحَ قلبي يدَّعونَ هُمُ الخيرُ

وهُمْ شَرُّ هذا الكوْنِ والغدرُ والمكرُ


أقولُ ألا تبًا لمنْ طبْعُهُ الغدرُ 

وفكرُ بنيهِ بلْ وأحفادِهِ الكُفْرُ

أقولُ ألا سُحقًا لمنْ همُّهُ النُكرُ

وليسَ لَهُ في العدْلُ دورٌ ولا ذكْرُ


تقولينَ مَنْ يرْجونَ نصْرًا بلا فِعْلِ

نهايَتُهُمْ عيشٌ تَمَيَّزَ بالذُّلِّ

ففي زمانِ الْعُهْرِ هذا سنَصْطلي

بنارِ مِنَ الإذلالِ والْخِزْيِ والْجَهْلِ


أقولُ قُيودُ الذُّلِّ يا عُرْبُ لنْ تبْقى

ولا بُدَّ يوْمًا للْمَجَرَّةِ أن نَرْقى

فليْسَ مِنَ الْمعْقولِ للْحَشْرِ أنْ نشقى

وَقَدْ وَحَّدتْ أقْوامَنا عُرْوَةٌ وُثْقى

د. أسامة مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

تقولين بقلم الراقي أسامة مصاروة

 تقولينَ (7) تقولينَ كم مرّتْ مآسٍ على شعبي لمْ نرَ أو نسمع سوى خُطَبِ الشجبِ فحكامُنا لا يُحْسِنونَ سوى السلبِ بَلِ القَتْلِ إنْ لمْ يكْتفو...