#تأملات_شفاءالروح:
"الفِطْرَةُ"
أن تكون إنسانًا…
يعني أن تعود إلى فطرتك، وإلى تلك النواة الأولى التي جُبلت عليها؛
وأن تنتمي إلى الطينة الربانية التي خُلقت منها،
وتدرك قيمة جسدك الفاني،
وعقلك الذي يميّزك عن سائر الخلق،
وروحك التي سترتقي يومًا وتُحاسَب.
أن تكون إنسانًا،
هو أن تبقى رجلًا إن خُلقتَ رجلًا؛
فكرًا، وشعورًا، وبُنيةً وكيانًا.
وأن تبقي امرأةً كما خُلقتِ؛
بطبيعتكِ، وإحساسكِ، وحضوركِ الذي يشهد عليكِ.
فالفطرة وحدها قادرةٌ على أن تعيد للحياة ميزانها،
وتلملم شتات المعاني على اختلافها.
إن العبث بهذا الميزان
شوَّه النُّظُم، وبدّد الطعم من الأشياء،
ودفع العالم إلى تخوم اللامعقول.
أليس غريبًا، بل ضربًا من الجنون،
أن يحافظ الحيوان على فطرته…
ويفقدها مَن وهبه الله نعمة العقل؟
فكم هو مؤلمٌ أن يكون الأمر كذلك!
إن الخروج عن الفطرة ليس خروجًا أخلاقيًا فحسب،
بل هو تفكك داخلي... وتصدع في العقل البشري، وانفصام في النفس الإنسانية
فالمساس بالفطرة يجعل المرء يعيش انفصالًا عن كينونته الحقة؛
فلا يعود يشعر بأنه سويّ،
مهما بدا ظاهرُه في صورةٍ متماسكةٍ زائفة.
وحين يتصارع الأصل مع النسخة المصطنعة…
فالنتيجة حتمًا انهيارُ المعنى، وضياع الهُوَ و الهِيَ، وتضارب الحقيقة مع الوهم،
حتى يعود الإنسان إلى فطرته،
ليجدَ نفسه من جديد.
فالفطرة أن تبقى الفطرة فطرة،
ببقاء أصل كل شيء وكل مخلوق على طبيعته،
دون انسلاخ أو تزييف أو تشويه يحيد بها عن أص
لها.
05/12/2025
شفاءالروح
الجزائر 🇩🇿
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .