بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 ديسمبر 2025

طقوس الانطفاء بقلم الراقي حسن آل مراد

 طُقوسُ الِانْطِفاء


كَهُلْتُ

سَأَحْبِسُ أَحْلامي

في سِرْدابِ الـنِّسْيانْ

كَهُلْتُ

خَمَدَتْ أُمْنِيّاتي

كَـقَصَبٍ رَمَّدَتْهُ الْـجَمَراتْ

سَكَنَتْ ثَوْرَةُ عَواطِفي

أَتْعَبَها الـلَّهَاث

رَقَدَتْ أَشْواقي الـيائِساتْ

في غَياهِبِ الْـغِيابْ

حَوافِرُ خُيولِ الْـواعِظينَ

مَزَّقَتْ نِقابَ أَخْيِلَتي

وَسَحَقَتْ رُؤوسَ أَفاعِي الـشَّهَواتْ

الْحُزْنُ، أَلِفْتُهُ

مُلَفَّفَ الْـقِماطْ

قُرْبَ مَهْدي أَضْطَجِعُ

غَنَّيْتُهُ في الْأَعْيادِ وَالـسَّمَرْ

حَتّى بَرِئَ مِنِّي الْأَلَمْ

وَباتَ سِياطُهُ

كَـنَسيمِ الـصُّبْحِ

يُدَغْدِغُ شِغافَ الْـقَلْبْ

سِيَّانِ عِنْدي

أَكانَ مُغيثًا أَمْ نِقَمْ

وَالْفَقْرُ

ذلِكَ الْـمَليكُ الْـجَبّارْ

ما عادَ يَخْتار

فُتاتَ خُبْزي

لِمَوائدِ ذُلّي

سَحَقَتْ غُرورَهُ

حِكْمَةُ الْـمَجاعة

الْعُمْرُ

طافَتْ بِهِ الْأَعْوامْ

يَرْثي الْـوَقْتَ الْـخِتامْ

يَطْرُقُ أَغْلالَ الْـجَسَدِ

بِمِعْوَلِ الـضَّجَرْ

نَعَسَتِ الـسّاعَةُ

نَاحَتْ أَجْراسُها:

أَلا تَنامْ؟

كَيفَ أَنامْ؟

لا ظِلَّ لِـرُخامْ

غريبٌ تائِهٌ

بَيْنَ ازدِحامْ

لا سَكَنَ لي

مُعَلَّقَةٌ روحي

في أَرْضِ الْـحَرامْ

سَأَخْرُجُ مِنْ صُورَتي

اِحْرِقوا جُثْماني

أَلْجِموا شَفَتَيْ جُرْحي الـلِّثامْ

كَي لا يَتَقَمَّصَ

كُلُّ مَوْتٍ وَجْهي

وَلا يُدْرِكَ كُنْهَ ذاتي الْإِفْهامْ


الشاعر: حسن آل مراد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

تقولين بقلم الراقي أسامة مصاروة

 تقولينَ (7) تقولينَ كم مرّتْ مآسٍ على شعبي لمْ نرَ أو نسمع سوى خُطَبِ الشجبِ فحكامُنا لا يُحْسِنونَ سوى السلبِ بَلِ القَتْلِ إنْ لمْ يكْتفو...