بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 ديسمبر 2025

الخفاش بقلم الراقي يوسف خليل

 الخفّاش ..!

من أدب الأطفال

قصة: يوسف خليل


كان خفّاشٌ أعمى يشكو حظَّه، وقد اعتزل في كهفٍ يراجع أفكاره قائلاً:

– لماذا يجب علينا نحن الخفافيش أن ننام نهارًا ونبقى عميانًا طوال الوقت؟!

– بينما تكون سائر الطيور في النهار منشغلة باللعب والضحك، وعلى العكس من ذلك فالليل هو وقت راحة جميع الكائنات الأخرى، أمّا نحن فعلينا أن نستيقظ من النوم ونقضي وقتنا في الظلام… حيث لا نرى في السواد الدامس شيئًا غيره، فضلًا عن أننا نحن أنفسنا سودٌ ومحرومون من تلك الألوان الجميلة في الطبيعة.

لفتت دموعه انتباه نجمةٍ اقتربت منه وحيّته. ردّ الخفاش السلام، ولم يكن يتوقع ذلك، فلما فتح عينيه رأى نورها فصاح بصوتٍ عالٍ:

– من أنتِ؟ لا تقتربي مني، فلن أستطيع الردّ عليك، لأن نورك يؤلمني أكثر!

– لا تقلق، أنا واقفة خلفك حتى تستطيع عيناك الرؤية.

– ماذا تريدين مني؟

– أردتُ فقط أن أسألك عن حالك… تبدو حزينًا.

– أبكي على حظّي… لا أرى سوى السواد.

– لا تيأس، فلكلٍّ منّا طبيعته الخاصة… أليس صحيحًا أنني مثلك، ولا أخرج إلا ليلًا؟

– وهل يحبّنا أحدٌ من الكائنات؟!

– هذا غير صحيح… أظهر جمال أفعالك، وستُحَبّ بلا شك من الجميع!

– أأنا مثلَك؟ أيمكن ذلك؟

– على العكس، أنا بلا لسان ولا قدرة على الحركة؛ كلّ ما أفعله أنني بتلألئي أجمّل منظر السماء. أمّا أنت فلديك أرجل وأجنحة وصوت وأصدقاء، ويمكنكم أن تفعلوا أشياء تُسعدكم.

– ولكن كيف؟ لا أعرف يا صديقي!

– لا تعتزل نفسك، وكن متعاطفًا مع أصدقائك ومحيطك… ابقَ هنا وافعل شيئًا يجذب انتباههم إليك!

ابتسم ووجّه شكره للنجمة. وبذلك التشجيع شعر بخفّةٍ كبيرة، فخفق بجناحيه وانطلق بين سربٍ من أصدقائه. أمّا النجمة فابتسمت بدورها، وزادت من تلألئها لتجعل منظر السماء أجمل. ✨

Yous

ifkhalil290@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الفطرة بقلم الراقية كريمة أحمد الاخضري

 #تأملات_شفاءالروح: "الفِطْرَةُ" أن تكون إنسانًا… يعني أن تعود إلى فطرتك، وإلى تلك النواة الأولى التي جُبلت عليها؛ وأن تنتمي إلى ا...