طِفلُ الضِيَاء أنَا
*****
تَشقّقَ صَوتُ وِجدَانِي وجَفّتْ
يَنَابيعُ الحنِينِ عَلى رُبَايَا
***
وأنا طِفلُ الضِيَاء وكُنتُ ميّتًا
فبعَثتنِي دُمُوعُ الأمْنِيَات عَطايا
***
أُحَاوِلُ أن أرَى فَجرًا ولكنْ
تُعانقُني الدُّجى قبلَ الزّوايَا
***
تسَلقنِي السُكوتُ كأنّ صَمتِي
صَلاةُ الراحِلينَ عَلى البَقايَا
***
وخَفَافِيشُ المَسَاءِ تَنَام صُبحًا
وصُبحِي مَات حُزنًا عَلى مَسَايَا
***
سُؤالٌ فِي الضُّلوعِ: أ إنتَهيْنَا؟
أم ابتُليَ الزمَانُ بِمَا سِوايَا؟
***
ولكِنّي رأَيتُ النُورَ يَسرِي
وجُرحُ الوقتِ، يَنمُو في خُطايا
***
كبَذْرَةِ صَبرِ نوحٍ حِين تَمضِي
تُعانقُ فوْقَ الطُوفَان نجَايَا
***
فمَا ضَاعَتْ خُطانَا فِي عَراءٍ
إذا زَرعَ الرّجَاءُ بهَا مُنَايَا
***
يُنادِينِي الغدُ المَخبُوءُ سِرًّا
وفِي قلبِي لهُ ٱلافُ الوَصَايَا
***
فنهَضتُ مِن الرّمَادِ، وفَجرِي
يُبارِكُني، ويَغْسِلُني جِرَايَا
***
وفِي عَينِيّ لم يَبقَ انكِسَارِي
سِوَى ظِلٍّ يَمُرُّ عَلى الحَكايَا
***
فَلا ليْلٌ يُقيِّدُنِي مُجدّدًا
ولا ألمٌ يُحدِّدُ فيَّ غَايا
***
سَأكتُبُنِي من النُورِ احتِرَاقًا
وأنقِذُ مُهجَتِي مِن ذَا الفَنَايَا
***
طِفلُ الضِيَاءِ أنَا وَكُنتُ مَيّتًا
فبَعَثتنِي دُمُوعُ الأمْنِيَاتِ عَطايَا
*****
بقلمي عزالدين الهمامي
بوكريم/ تونس
2025/07/29
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .