﴿ جريمة النقاء ﴾
أحيانًا
تكون الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها... أن قلبك كان أنقى من أن يُصدّق هذا العالم
أنك مشيتَ في دروبهم حافي النية، تنثر السلام في وجوهٍ ما اعتادت سوى على الحذر وتقدم الطمأنينة كأنها حقّ مشاع، لا صدقة من روحٍ تعرف الجفاف جيدًا
أنك آمنتَ بالبشر أكثر مما يجب، وأحببت أكثر مما يليق بهذا الزمن، وظننت أن للصدق حصانة، وأن النقاء لا يُطعن... فإذا بك تُدانُ بذات الصفات التي ميزتك، ويُلقى عليك اللوم لأنك لم تُجِدْ التلوّن
يقولون: "كان عليك أن تكون أقسى، أن تكون مثلهم..."
لكنهم لا يعلمون أنك ولدت من رحمٍ عرف الطهر أولًا، وأنك ما خُنت قلبك يومًا، حتى حين خانه الجميع
إنه عالمٌ لا يُجيد التعامل مع النور يتوجّس من الضوء النابع من الداخل فيهرب من كل ما يُشبه السماء ويشكّ في كل قلبٍ لم يتعلم الكذب بعد
فلا تأسَ، يا من كانت جريمته النقاء...
ففي زمنٍ كهذا، النقاء بطولة
والمذنب هو من تخلّى عن إنسانيته ليشبه القطيع.
نور شاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .