بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 31 يوليو 2025

كهف النجاة بقلم الراقي أحمد عبد المالك احمد

 "كهفُ النجاة"


يا سائلي عن سِرِّ كهفِ النُّورِ والعِبَرِ

وموردِ الحقِّ في الآياتِ والسُّوَرِ

اقرأ هنا سُورةَ الإشراقِ إنّ بها

مفتاحَ فَهمٍ، وذخرَ الرُّشدِ والفِكَرِ

في فتيةٍ آمنوا باللهِ ما وهَنوا

وراحَتِ الأرضُ تضيقُ الدَّربَ بالبَشَرِ

قالوا: "إلهي لنا، لا نبتغي بَدَلًا

فارزقْ رضاكَ، وهبْنا رحمةَ القدَرِ"

ناموا سنينًا، كأنَّ الوقتَ غافلُهم

لكنَّ ربَّهمُ أوحى إلى الكِتَرِ

درسُ الثباتِ إذا ما الدِّينُ في خَطرٍ،

وأنَّ للشِّركِ أبوابًا من الصُّوَرِ

ثم انظرِ البطرَ إذ يكسو الجُنونَ غِنًى

وذاكَ ذو الجنّتينِ المُبْتلى خَسَرِ

قال لصاحبِهِ: "أنا أعلَى، وما بَقيتْ

هذه الجِنانُ لِتفنى أوْ لها عُمُرِ"

فجاءهُ الوعدُ، لا تُبقي له ورقًا

وغارَ زَهرُهُ وانسابَ في الحَفَرِ

درسُ الغُرورِ، إذا ما المالُ أغرَقهُ،

وأنّ للشكرِ بابًا غيرُ مُنْكَسِرِ

ثم ارتقِ الدربَ، وانظر في مسيرتِنا

مع نبيٍّ التقى عبدًا من البَشَرِ

ذاكَ الخَضِرْ... وهو في علمِ الإلهِ سنا

ينقضُ ما خالفَ الظاهرَ من نَظَرِ

سفينةٌ خُرِقَتْ، والغُلامُ قد قُتِلا

وجِدارُ يُقوَّمُ في أرضٍ من الفَقرِ

لكنَّهُ عِلْمُ ربٍّ لا يُحاطُ بهِ

وكلُّ أمرٍ له في الحُكمِ مُعتَبَرِ

درسُ التواضعِ، فالعلماءُ ما بلغوا

سرَّ الإلهِ، ولا طاقوا مدى البَصَرِ

وانظرْ إلى الملكِ "ذو القرنينِ" ما سلكَ

سُبلَ الصلاحِ بلا ظلمٍ ولا كِبَرِ

بنى السدودَ، وجاوزَ القومَ في عدلٍ

فلم يُباهي، وقال: "الفضلُ للغَيَرِ"

درسُ القيادةِ في عدلٍ وفي ورعٍ،

وأنَّ زينةَ تقى الملوكِ في الأثَرِ

يا من تُطيلُ الرجاءَ في الحياةِ، أما

علمتَ أنّ الحياةَ زائلةُ العُمرِ؟

كم من غرورٍ، وكم من زائفٍ خَدَعَتْ

أحلامُ دنيا... كظلٍّ هاربِ الصُّوَرِ

هذا كتابُ الهُدى، "الكهفُ" إن بهِ

نورَ النجاةِ، وإكسيرَ الهُدى العَطِرِ

فامسكْ بحبلهِ، وارتقِ في سَنَاهُ سُدًى

تنالُ خيرَ الهُدى، والدرجَ في السُّوَرِ


بقلم د. احمد عبدالمالك احمد

في البدء لم تكن بقلم الراقي طاهر عرابي

 "في البدء لم نكن" 

هذه القصيدة ليست رحلة في الخيال، بل غوصٌ في عمق الأسئلة التي نخشى طرحها:

من أين بدأ النداء الكوني؟ ولماذا تبتلع الحروب صلواتنا؟

وكيف تحوّلت الفضيلة إلى مادة تُحقن في مختبرات الاستلاب؟

ليست تأمّلًا في الخليقة فقط، بل محاكمة شعرية للتاريخ، وللقيم.

أرى في المعادلات الكونية قصيدة لم تُفكّ شيفرتها بعد.

النص لا ينكر وجود الخالق، ولا يدخل في سياق الأديان،

بل يصرخ في وجه القهر، ويبحث عن الإنسان وسط ركام الزيف.

إنها نزهة… لا في السماء وحدها، بل في داخلنا،

نداء خافت لاستعادة المعنى،

قبل أن تُطفئ الشمس ثوبها الأخير.



في البدء لم نكن

(قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي)

دريسدن – 27.07.2024 | نُقّحت في 01.08.2025


كانت السماء سوداء،

أو لم تكن من أيّ لون نعرفه،

ونحبّه كما نختار لون ربطة العنق.

ظلٌّ خام، لم يخضع للتسمية،

ولم نعثر عليه حتى في أطراف قوس قزح.

كان الهواء غبارًا محترقًا، 

يتلظّى في جوف الثقوب السوداء ذات العنق الشرس،

والضوء دخانًا كثيفًا،

ملغًى من جميع القناديل.

وكان مُكلفًا لنا أن نعلم،

لكنّنا سكتنا،

فالصمت أرحم من تحريف المجهول،

ولا إبداع في نفاقٍ مخزٍ… للكون هو المستحيل.


لم تكن السماء منحنية كما نراها،

لا كقبة، ولا ككرةٍ من ثلج،

بل كانت كيانًا بديعًا،

بلا يدٍ تلوّح، أو عينٍ بشرية تراقب.

ويوم وُلدت أول صدفة،

أو نُفخت الإرادة العظيمة في الفراغ،

كان الميلاد أعظم من كلّ ما نراه الآن،

ونحن لا نخشى حتى ما نراه،

رؤيتُنا تمتدّ للملذّات العابرة،

تتجاهل ما يجبرها على الفهم الصريح.


قالوا:

تشكلت الكواكب من بذرة كونية،

بحجم حبّة حمص،

لكنّها أثقل من كلّ المقاييس،

زرعت نفسها بنفسها،

بأمرٍ من الله،

الذي سبقها، ولا يليه شيءٌ بعده.

تدحرجت بقوّةٍ أولى

لم تُعرّف بعد في كتب الفيزياء،

ولا في حديث النسبيّة عن الذرّات؛

فلا كتلة، لا زمن، لا سرعة.

ولولا الإبداع السريّ لانْهار الهواء قبل أن يُخلق.


ثمّ اتجهت حبّة خجولة إلى ثقب

في مكانٍ يُدعى “البدء في الفراغ”،

نبتت، تمزّقت، تبعثرت،

ثمّ تكوّمت إلى مليار كوم،

تسابق نفسها بسرعة

لا تدركها أعين،

ولا تفسّرها العقول المصنوعة،

حتى من تراكم العقول في فنّ الفيزياء.


انتهى المخاض دون شاهد،

تمدّد الكون، واستوى العرش،

ولم نُولد من تفّاحةٍ ضخمة،

ولا من بركان،

بل تُركنا خارج الحساب،

تابعين للاشيء،

في نواةٍ تهاجر منذ مليارات السنين.


لم نكن في مسجد، أو كنيسة، أو معبد

يحتفي بقداسة الإنسان،

ولا زرعنا أشجارًا تمجّد الدعاء.

الكلام الصاعد إلى الله

عاد إلينا،

عالقًا في حناجر الخيبة،

ضائعًا بين زحمة الفضيلة.

ومتى كنّا صالحين؟

ما أصعب الإجابة ونحن لا ندري

كيف نتعامل مع اليقين!

متهمون بترك ما لا يُترك لنعيش.

المؤمنون يموتون جوعًا،

خلف أبواب شفّافة،

نراهم… ثم نغضّ الطرف،

لا لأننا نكرههم،

بل لأنّ وجوههم تفضح صمتنا.

ننتظر السماء أن تُنزل تفاحًا وعنبًا مجفّفًا،

وأنا… أعلنتُ صمتي،

خلعتُ ربطة العنق،

وصرتُ الأوّل في عُرف الشقاء،

وصونِ البقاء،

والأخيرِ في صفّ الضعفاء.

توقفتُ عن مناشدة الدم الذي يجري

في العروق

أن يبني سدًّا على مرأى الخيبة من فوق الجسد.


لم نكن مشاركين في المنتدى الكونيّ،

ولا في مسوّدة الحياة العفيفة.

وقبلنا بثانيةٍ وُلدت الأرض،

ثمّ القمر، ثمّ النجوم،

وفي الثانية التالية،

خرجنا من الخلق المقدّس،

معلّقين على حافّة “من نحن؟”


هطل المطر مليار سنة بلا تعب،

نصفه سقط،

ونصفه ظلّ معلّقًا بحبل الأسرار،

لا فيزياء تفسّره،

ولا جغرافيا توضّحه.

هل أمطرت فوق الأرض؟

أم بعد غرق المجرّات؟

سقط الحديد، ومعه غرامٌ من الذهب،

لنقتتل.

الكيمياء خافت أن تبدأ،

والفيزياء انتهت،

وتركت لنا مغناطيس الحياة

يجذبنا ولا نعقل.

والكلّ معلّق من الأعلى بلا شيء،

ومن الأسفل بلا شيء.

قداسة لا تُفكّ شيفرتها،

حتى لو زعمنا أنّنا

مسافرون بالتقوى نحو الفناء.


وأخيرًا، تجمّد الماء مليار سنة،

ثم ذاب فجأة،

حين وُلدت الحيتان،

وتنفّست الضفادع،

وقرّر الماء أن يملأ كلّ منخفض،

فصار محيطًا،

وصارت الأرض جزيرةً نائية…

كما نعرفها اليوم،

فيها كلّ ما نحتاجه لنختلف حول السعادة.


قال الشيخ، وقال القدّيس،

وتجادلا في النشأة:

أكانت سمكة؟

أم حواء من آدم بعد جمع الطين؟

أم داروين وقروده الذكيّة؟

كلّهم وُجدوا بعد الخلق،

وكانت ستّة أيام، حتى استوى العرش العظيم،

وفي السابع بعد المليار، صلّينا معًا،

وفي الثامن بعد المليار، بدأ الصيام،

وفي اليوم التاسع، بعد أربعة آلاف مليار سنة،

بدأنا الحرب.


وفي بقيّة الأيام،

تذكّرنا الستة الأولى،

حين بزغ أوّل صباحٍ على هذه الأرض.

هل جاء من الشرق؟

أم بقيت الشمس معلّقة؟

كلّ المجرّات رجَتْ الله شمسًا،

لكنّ فضله رسا علينا.

وأنكرنا كل معادلات الفطنه.

نحن واثقون أنّ الأرض

استقبلت الصباح برضى،

بلا حرب، ولا كذب،

ثم نبتت الكارثة،

حين اخترعنا القوّة،

والقهر، والتسلّط، والعنصرية، والظلم…


ما أصعب الظلم، أيتها السماء!

وهنا، نختلف:

هل هناك شيءٌ اسمه “قدر”؟

إلى متى يطول القدر عند المظلومين؟


المهم، أيها السادة،

أنّنا سنموت،

وندخل عالمًا

فيه أنهار، وأزهار،

وحوريّات

تُنسينا اليوم التاسع،

حين استلمنا الأرض عذراء وبدأنا عملية التزوير…

زورنا الكهف الأول، والمنعطف الأول،

والاتجاه صار منحنيًا…

كلّ ما لدينا مصطلحات بشريّة،

وأفعال بشريّة،

لا علاقة لها بالأيام الستة،

ولا بالانحباس الحراري،

بل بالنفي ذاته لما ينفينا أتقياء.


نتعبّد الآن

من أجل رؤية ثانية

تلك الأيام الستة…

ولم نكن هناك،

لأنّ العبقريّة غابت.

وإن غابت، نصلّي المغرب مع العشاء،

لنهنأ حتى الصباح.


وفي اليوم التاسع… بعد أربعة مليارات،

بدأ التعصّب،

وبدأت الفضيلة تُحقن في المختبرات،

لكنّها فشلت.

وجاءت الثورات، فكسرت المختبرات،

وبلعنا مسحوق الفضيلة… وسكتنا.


ولرحيق الراحلين غايةُ البقاء، أيها السادة:

لقد مات الجدُّ جائعًا… ونحن نعلم.

نعلّق الأخلاقَ على مشجبِ الغيب،

ونمضي في أعمارِنا

مسافةً

أقصرَ من عرضِ ذرّةِ غبار،

ونظنّ أننا نعلم شيئًا من هذا الكون!


في صباحٍ

كان بينَ النهايةِ والوداعِ لحظاتٌ،

رأيتُ أبي

يقضمُ أظافرَ أصابعه،

ويُحدِّقُ في سَجّادةِ الصلاة.

قال:

أبحرتُ العُمرَ…

ولم أَعُدْ حاملاً لا صدفًا

ولا سمكًا، والشاطئ كان بحر رمل.

ماذا أُورّثك؟

وطنًا مسلوبًا،

وكفاحًا متعثّرًا،

حتى صارَ حُلمُ العودةِ

يُدرَّسُ في مدارسِ الخيبة.


قُل لي…

متى وُلدتِ النصيحةُ

في وجهِ المقهورين؟

كم مرّةً

تراجعتُ خُطوتين

من أجلِ خُطوةٍ رائعة،

فوجدتُني أعودُ إلى قوقعتي.

صرختُ…

فتردَّد الصوتُ،

وذكّرني أنني

أمضي إلى الخلف، وأُتقنُ الدمعَة.


خذ طريقين… أو أكثر، فطريقٌ واحدٌ

قد يَهدرُ عمرك، والعودةُ فيه

كمن يحفرُ قبرَه.

وزّع خُطاك لتُنقذَ ما تبقّى

من روعةِ رؤياك للحياة.


الفضيلة، يا سادة، لا تُلقَّن،

بل تستيقظ

حين يشتبك الإنسان

مع آخر ما حمله إلى التراب.


يا الله…

حين لا تُنقذ الصلاة مظلومًا،

ولا تشفي الزكاة مريضًا،

ولا يُكتَب اعترافُ الحياة

إلّا تحت الركام، نكون في قلق،

نتلوّى مثل زوبعةٍ تنتحر.


هل يعلم الأشرارُ

أنّهم سوسُ القمح،

والرغيفُ المسمومُ بلونِ الجوع؟

يمضغون سكّرَ الأيام

بفمٍ يشبهُ باب المواقد،

يزحفون كحيتانِ الجشع،

بفمٍ عملاق…في نهايته ضياعُ الزمن.


لن يتعلّموا

أنّ للآخرين حياةً لا تقلّ ضوءًا عن حياةِ من يحيا.


علّموني

كيف نُبدع في الخير

إن كان الأشرارُ يحتفلون بقهرنا.

علّموني

أن نُشرق الشمس من الجهات الأربع،

كي يرى الضحايا الألم

في وضحِ النهار، ويتوضّأ به الأشرار.


ينظرون إلينا كصناديقَ للحزن،

ونحنُ نبني عروشَهم بصمتٍ

مغلّفٍ بورقِ الأرق.

لا تسأل: أين تنبتُ روحُ الإرادة؟

إن لم يكن لديكَ وقتٌ للبهجة.


علّموني أن كثرةَ الصفحات

لا تصنعُ نهايةً سعيدة.

البدايةُ في كلّ عنوان،

والنهايةُ تُكتب… منذ البداية.


ارحلوا عنّا جميعًا، وخذوا معكم

مفاتيحَ النهاية.

أشرارٌ على عتبةِ الرحيل…سنراكم في طريقٍ

ليس طريقَنا.


ارحلوا…

لم تعد الحروفُ تنطقُ كلمات،

ولا الكلماتُ تحملُ معنى

يشدُّ الخيرَ إلى القلوب.


أزهقتم روحَ أمّي…

وروحَ الزيتون.


لم أرَ في الحروب

سوى أقنعةٍ للخداع،

وموتًا

يقتلعُ أشجارَ العمرِ من جذورها.


منكم تموتُ أقدسُ القيم،

فانتصرت معنا الحياة لتأخذكم

حيث يبقى الليلُ بلا نهار،

ويبقى شعاعُ الشمس

دليلًا على الخير.


سيُثمر الربيعُ لنا قبل الصيف،

ويغنّي المطرُ أنشودةَ الزفاف.


في معادلاتِ الخلق،

لم تكن هناكَ حرب…ولا مظالم،

ولم نكن لِنُفسد،

لو فهمنا أنّنا لن نَخلُد.


وإعجابي…

أنّنا لن نخلُد.

انكشف السرُّ العظيمُ في المقابر…

فلا تُكابر.


(ط. عرابي – دريسدن)

عذب الخلائق بقلم الراقية رفا الأشعل

 عذب الخلائقِ ..


عذبُ الخلائقِ .. من وقارٍ تاجهُ

سمح الضّمائرُ للمهابة يفرضُ


كالنّجم حلّ خيالكمْ في خاطري

وضيا الجبينِ كمثْلِ برقٍ يومضُ


طيفٌ طروقٌ زارني متأخَرًا

وكأنّ صِبْغًا للدياجي ينفضُ


وإذا الثريّا في أواخر ليلها 

 نورٌ تماهى باهتٌ ومفضّضُ


والبدرُ بالغيمِ الرّقيقِ مبرقعٌ

والنّجم يسري في السّماءِ ويركضُ


ألقى التحيّة ثمّ قام مودّعًا

عيني همتْ لمّا رأتهُ ينهضُ


ناشدته حتّى يطيل بقاءهُ

ومن الجفونِ جرتْ جداولُ فُيّضُ


وإذا الفؤادُ تسارعتْ نبضاتهُ 

وكأنّهُ بدمِ التوجُّسِ ينْبضُ


يهواهُ قلبي لا يطيقُ فراقهُ

كلفٌ بهِ ومن الهوى ما يمرضُ


حتّى إذا عزّ اللّقا في يقظةٍ

ألقاهُ في الأحلامِ لمّا أغمِضُ


والشّوقُ نارٌ كم أذابتْ أضلعي 

ستبيدني .. والصّبرُ عنّي معرضُ


ويطول ليلي لا يطلّ صباحه 

والدّمعُ سفحٌ في الخدود مغيّضُ


أيّامنا اسْودّتْ بعيدَ غيابكمْ

أفلاَ يُرَى للدّهرِ يومٌ أبْيَضُ


يا مِنْ أعدتَ الرّوحَ بعدَ غيابها 

وجعلتَ قلبي من سباتٍ ينهضُ


أشقى فللأيّام طبعٌ غادرٌ

أركان قلبي في الهوى تتقوّضُ


يا عاذلي ..ليس اختيارًا حبّهُ

إنّ الهوى قَدَرٌ علينَا يفرضُ


                 رفا الأشعل

                 على الكامل

مركبي الآتي بقلم الراقي عماد فاضل

 مرْكَبِي الآتي


تَنَاسَى الكُلُّ آهَاتي

وَأقْصَى الصّمْتُ أصْوَاتِي

فَتَاهَتْ مِنْ مَدَى شَجَنِي

عَنَاوِينِي وَأوْقَاتِي

تَرَانِي اليَوْمَ مُحْتَسِبًا

أحَاكِي فِي الخَفَا ذَاتِي

عَلَى ألَمِي وَأخْيِلَتِي

أصَارِعُ حَرّ وَيْلَاتِي

وَلَا تَخْلو لِثَانِيةٍ

منَ الأوْهامِ ليْلَاتِي

أبِيتُ اللّيْلَ مُبْتَهِلًا

أرَاقِبُ مَرْكَبِي الآتِي

وَفِي جَوْفِ الدّجى أمَلٌ

يُحَاوِلُ لَمّ أشْتَاتِي

وَإقْدَامٌ بِكَامِلِهِ

يُعَشْعِشُ بَيْنَ طَيّاتِي


بقلمي : عماد فاضل(س . ح)

البلد : الجزائر

أنين الجوعى بقلم الراقي سامي الشيخ محمد

 معراج الصعود 7

أنين الجوعى 


أي جوع هذا الذي يمتد من البحر 

إلى البحر؟ 

أي عطش هذا الذي في بلاد الشمس والكرمة

 والنخيل؟

لا أمل يلوح في الأفق البعيد والقريب

لا رجاء يرتجى في ممالك الفقر والأمعاء الخاوية

 إلا من سيد هذا الكون الرحيب

قد جف الزرع والضرع خاوية

وانحبس القطر إلى أجل غير مسمى

أي كرامة للخلائق في هذا الوجود

بعد أن عم الخراب والدمار

  في موطن القداسة الأولى؟ 

التصق الجلد بالعظم

حتى أضحى الموت سيدنا الرحيم

طوبى لمن ارتحل واستراح

في هذا الكون

ومضى إلى الفردوس المنشود


د. سامي الشيخ محمد

مد الشوق بقلم الراقية نور البابلي

 مدُّ الشوق 


في مدِّ الشوقِ

تتكسّرُ أسراري على صخورِ الغياب،

وتعودُ إليَّ خطايَا مبلّلةً بندى الذكرى،

تلوّنُ وجهي بأصداءِ ماضٍ لم يكتمل،

وتكتبُ في قلبي وشمَ سؤالٍ لا يزول…


أصغي لنداءِ قلبٍ

يرتّلُ أسماءً نسيتها الرياح،

وأمسكُ بحروفٍ تسافرُ في دمي

كالمدّ والجزر،

تُقبّلُ شواطئ روحي ثم تنسحبُ صامتة،

تاركةً وراءها رائحةَ الحنين…


يا موجةً من نورٍ وحيرة،

علّمتِني أن أكونَ الضفةَ والحلم،

أن أصغي لصوتِ الغياب

كأنه صلاةٌ خفيّةٌ

تنبتُ في صمتِ القلبِ وردةَ أمل…


في لحظةِ المدِّ

أشعرُ أنني أذوبُ في وهجِ الشوق،

أتوضأُ بملحِ الدمع،

وأرتّلُ أنينَ الغياب

كمن يتعلّمُ أبجديةَ الوجدِ للمرةِ الأولى…


وفي جزْرِ الشوقِ

أعودُ إلى وحدتي كسفينةٍ فقدتْ ريحَها،

أرتّقُ شروخَ الذاكرة،

وألمسُ جراحَ الانتظارِ

التي صارتْ جزءًا من صمتي…


يا شوقًا لا يهدأُ

يمتدُّ من غيابِكَ إلى حضوري،

من رمادِ الأمسِ إلى يقينِ اللحظة،

أراكَ في همسِ الليل،

في ارتجافةِ النورِ عند الفجر،

وفي ارتعاشةِ دعاءٍ لا يُقال…


وأنا بينَ المدِّ والجزرِ

أكتشفُ أنّ الحبَّ صلاةٌ بلا حروف،

وأنَّ القلبَ لا يشفى

إلّا حينَ يسجدُ في محرابِ الحنين…

أُدركُ أنَّ البُعدَ ليسَ مسافةً تُقاسُ بالخطوات،

بل مرآةٌ تعكسُ وجهي الأعمق،

وأنَّ القلبَ كلّما اتسعَ وجعهُ

زادَ صوتهُ نقاءً،

كبحرٍ يتهجّى أسماءَ الغائبين

ثم يسجدُ في صمتِ الفجر،

حاملاً أسرارَ العاشقين…

ليعودَ كلَّ مرةٍ

أكثر نقاءً،

وأكثر انتماءً لمدِّ الشوقِ الذي لا ينتهي…


نور البابلي

يمضي مركب المساء بقلم الراقي الطيب عامر

 يمضي مركب المساء و يتركني 

على ضفاف انتظارك طفلا في 

مهد الزمن مشتاقا ،


يا سر الرحيق الذي يجري بين 

صلبي و ترائبي ،

خذيني مني فوق عروش الهوى ،

حيث يومض بريق الضحكة الأولى ،

و يجلس السؤال إلى أشهى إجابات الشقاوة ،


كلماتي حبلى برذاذ اسمك ،

تسافر إليك مع غرور الأثير ،

عطرها على معانيها من شدة ما مسها 

منك من أثر العبير ،


فقفي على ناصية سطوري و غني 

بصوتك المائي المدجج بالطفولة ،

و ارسمي لكوني شكلا آخر أكثر حيوية ،

و أشد ميولا لبسمتك الندية ،


سلام مرة أخرى لعينيك اللتين أصلحتا

في عيني شكل الشمس ،

و صالحتا بيني و بين مفهوم القمر ،

سلام لضحكتك الأزلية التي أعادتني

إلى أسطورة الليل مصدقا بنبأ السكينة ،


سلام إلى كل غيمة ظللت شأنك على 

أرض العابرين ،

إلى الصدفة التي أنجبتني من لقياك ،

محبا بارا يمشي على صراط أمانك ،

ألى بساتين الكلام التي أينعت بحضورك 

حتى صارت دانية الإلهام ،

تتدلى على أسوار فيها شفاء للخاطر 

و بسطة انتشاء عليا للبال ، 


سلام إلى ديار تشهد في كل حين رؤياك ،

طاب عمرانها و طابت أزقتها و شرفاتها 

بطيبة ممشاك ،


خذيني إلى أقصى حضن من أحضان 

هاويتك ،

و اتركيني في مهبك لقياك ،

نعم الهاوية و نعم الهوى هواك ... 


الطيب عامر/ الجزائر...

آن الأوان بعد التوهان بقلم الراقية نجاة دحموني

 " آن الأوان ...بعد التوهان "

        توهان...

أحسستُ تائهة عن عنواني،

في زمنٍ ما عاد يشبه زماني،

ضَيعتُ طريقي، و بهتت ألواني،

غُصتُ في أحلام يقظتي وكوابيس منامي،

الغضب مع اليأس صارا يطوياني،

ريح شتوي خريفي أضناني،

عواصفُهُ توالت، ففجرت بركاني،

نثرتْ لهيبَه في كل صوب ومكان. 


          توهان...

جلمد صار ما يسكن أحضاني،

كاد يتوقف نبض وجداني،

إحساس التردد و الحيرة باتا يغرياني،

حروفي اختارت نسياني،

ما عادت تستوعب المعاني.

شجن صارت جل ألحاني،

أتراني مت، وحياة العدم قدري أحياني؟! 


         توهان...

مذ غزا ذاكَ السمّ شرياني،

صار السلم والسلام من الماضي الفاني،

ما عادَ الصّبحُ بنسماته ذاك النشوان،

ولا الطّيرُ بريشه ذاكَ الولهان

غاب العطر عن النرجسِ والأقحوان 

توقفت عن الرقصِ له بنخوةٍ وعنفوانِ،

أغصانُ الزّيتون والزيزفون والرمان،

.

           توهان...

بالعدلِ الإلهي لنا شديد الإيمان،

لا غيره قادر أن يُصلح البنيانَ،

ندعوه ونتوسلُ في الجهرِ والكِتمان،

أن يرشدنا الصّواب وينهي هذا التوهان،

يجعلَ قلوبَنا بخصبِها تتباهى وتزدان،

و نصرنا مشهود للعيان.

           و ليَ اليقينُ... أنه آنَ الأوانِ.

            

🌹🌿BY N🌿🌹

بقلمي الأستاذة نجاة دحموني من المغرب.

الأطفال حائرون بقلم الراقي د.عز الدين حسين أبو صفية

 من حكايات أكتوبر الحزين ...


قصة قصيرة : : :

الأطفال حائرون : : :

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

بين الفينة والأخرى يشتد قصف طيران العدو بكافة أنواعه ومدافع دباباته على كافة أحياء المدينة وعلى مُختلف الأماكن ؛ فتُدمرت المنازل والمباني والعمارات والأبراج السكنية فتنهار على رؤوس ساكنيها بعضاً من ركامها يُغلق الشوارع والطُرُقات فتمتلئُ بالشهداء من مختلف الفئات و الطبقات ، وتزدحم بالجرحى الذين بصعوبة يتم نقلهم للمستشفيات لأن الحرب دمرت مُعظم الشوارع والكثير من السيارات والإسعافات .

يخرج العديد من سكان الأحياء المُدمَرة ليُنقذوا الجرحى لاصطحابهم لبعض المراكز الطبية والمستشفيات للعلاج والعديد منهم تبقى جُثَثَهم تحت وبين الأنقاض ، والعديد منها تتحلل لعدم توفر المعدات المناسبة والآلات التي يُمكن استخدامها لرفع الركام وإنقاذ من ظلَ حيًّاً وإخراج الجرحى والشهداء . تمكن بعض الشباب من إخراج بعض المصابين الجرحى من الأطفال؛ فكان منهم الطفلة ( ذكرى ) إبنة الثلاث سنوات وكان الطفل ( وسيم ) ابن السبع سنوات، وكلاهما أُصيب إصابات بالغة في ساقه . 

نُقلا إلى المستشفى للعلاج وعمل ما يُقرره الأطباء بشأن حالة كل منهما . 

في غرفة الانتظار جاء بعض الأطباء والوجع يعتصر قلوبهم و تفكيرهم ويُصَعِب عليهم اتخاذ القرارات بشأنهما ؛ فقرروا أن يبدأوا بحالة الطفلة ( ذكرى ) التي كانت رجلها قد تهشمت من القدم حتى نهاية الساق، فكانت محاولات الأطباء لم تجد بُداً من أخذ أصعب القرارات بعد أن لم تُجدِ كل محاولات العلاج وإيقاف نزيف الشرايين فقرروا بتر الساق . 

كان الطفل ( وسيم ) يسمع القرار، فحزن وتألم وبكى ليس فقط على حالة الطفلة ( ذكرى ) بل أيضاً على حالته التي هي إصابة صعبة في ساقه وهي تُشبه حالة إصابته ( ذكرى ) . 

لم يكُن هناك علاجات ولا مسكنات ولا بنج ولا مُخدرات جميعها دُمر عند تدمير العدو لغرف العمليات ومختلف الأقسام والصيدليات في المستشفيات. 

أجرى بعض من الأطباء عملية بتر ساق ( ذكرى ) بدون مخدر وبدون بنج . 

نجحت العملية وأُخرجت ( ذكرى ) من غرفة العمليات مبتسمة محمولة على عربه بعجلات يدفعها والدها وأمها ؛ مرت من أمام ( وسيم ) الذي ينتظر قرار الأطباء بشأن إصابته ، تبسمت له ( ذكرى ) وبعض الدموع تنهال من مقلتيها وتقول يا ( وسيم ) لا تخف إن الله سيرعاك. 

أُدخِلَ ( وسيم ) غرفة العمليات وكانت آراء بعض الأطباء تتجه نحو قطع ساقه لصعوبة إصابته وتمزق أجزاء من الشرايين التي تنقل الدم لتُغذي الساق ؛ ولكن كان للدكتور الجراح والمتخصص و المُتفرغ ليلاً نهاراً لعلاج مختلف حالات الإصابات كان له رأي آخر يحتفظ به لما بعد بدء العملية في ساق ( وسيم ) وبعد أن يتضح له وضع الشرايين في الساق. 

مَرَ دكتور ( بكر ) بجانب السرير الذي يرقد عليه ( وسيم ) وينتظر موعد عمليته ، فنادى بصوته المخنوق دكتور ( بكر) ؛ أرجوك وبالله عليك يا دكتور لا تقطع ساقي . 

تبسم ( د. بكر) وتساقطت من عيناه بعض قطرات الدموع وهو يمسح بكفه على جبين ( وسيم ) ويحاول مُداعبته وطمأنته ويسأله ، من أين عرفت إسمي ؟ قال ( وسيم) : والدي حكالي عنك وعن إمكانياتك وطمأنني أنك ستقوم بإجراء العملية لساقي وهذا ما أخبره به العديد ممن يعرفونك من الحاضرين والعاملين في المستشفى. 

تبسم ( د. بكر) وقال له : سنقوم أنا ومن معي من أطباء وممرضين بعمل كل ما يلزم، فإن شاء الله ، ربنا معك ومعنا . 

استمرت العملية أكثر من خمس ساعات وكان ( د. بكر) ينتقل من جرح إلى جرح آخر ويُقطِب كل التمزقآت في الشرايين المصابة صغيرها وكبيرها ؛ وأخيراً قام بإجراء فحص موضعي وسريع ليتأكد أن تقطيب كل الجروح والتمزقات في الشرايين قد تم بنجاح وأن سريان الدم فيها أصبح طبيعياً 

كان الجُهد الذي بذله ( د. بكر) جهداً غير عادياً وكان الإرهاق قد أخذ منه ما أخذ وهو أصلاً يُعاني من صعوبة الوقوف بسبب غضروف في بعض فقرات عموده الفقري قبل سنتين تقريباً . 

خرج ( د. بكر) من باب غرفة العمليات الذي كان أهل وسيم، والده ووالدته وأخوانه وأخواته والعديد من الأصدقاء والجيران و جميعهم كانوا ينتظرون ماذا سيقول ( د. بكر) ؛ فانهالت عليه الأسئلة ( طمنا يا دكتور ). 

أخرج الدكتور من بين شفتيه ابتسامةً صامتة ولكنها ابتسامة عريضة وهو يقول :

(( الحمد لله كل شيء بأمر الله تعالى تم بنجاح )) . 


د. عز الدين حسين أبو صفية،،، 


؛

الوهم المقاوم بقلم الراقي عبد السلام جمعة

 الوهم المقاوم

.........

يا صديقي أنت شاعر

تكتب الشعر المقاوم

واهمٌ تنكر ايام الهزائم

وتسميها انتصارا

وتقاوم

في شعارات سقيمة

كم تعودنا عليها

وتقاوم

في أهازيج عقيمة

فاقبض الأجر ولا تنس الجياع

تسرقون الخبز منهم والمتاع

تسرقون الزرع صبحا ومساء

فاكتبوا الشعر المقاوم

وخذوا كل الغنائم

كم رأينا الويسكي في باريس

في لندن تقاوم

والصبايا جلسات قربكم حتى تقاوم

فخذوا كل الغنائم

هذه أم المآتم

هذه ام الهزائم 

يوم صار الشاعر المخمور والمحمود 

من اهل العزائم

بعضنا ...إننا

خارج السرب نغرد

نحن من غنى وغنى للوطن

نحن من سار على شوك الوطن

فاسألوا المحراث عنا

واسألوا المنجل عنا

واسألوا الحقل الذي فيه نغني

نحن من هيأ للزيتون زيتا

وخبزنا القمح من هذا التراب

ما تركنا الأرض يوما

ما رغبنا في اغتراب

فأتى الكذاب والسمسار  

من بعد الغياب

يزرعون اليأس فينا والعذاب

يزرعون الذل أيضا و الخراب


........

بقلمي .الشاعر .عبدالسلام جمعة

ستنهض غزة الجريحة بقلم الراقية عقيلة بلقاسم بعبوش

 ستنهض غزه الجريحه♕♕♕

بقلمي أنا الشاعره والاديبه وسفيرة السلام الجزائرية عقلية بلقاسم بعبوش 🇩🇿🇵🇸🇩🇿🇵🇸


ستنهض غزة الجريحة


لتسترجع حقها المسلوب


أقولها بعبارات صريحه


النصر آت هذا وعد مكتوب


ارتوت بدماء صغارها


 فوق أرضها طريحه


في زمرة الشهداء


 اسمهم منسوب


ويح الأعداء بجرائمهم


 وأعمالهم القبيحه


سيأتي يوم يحاسبون 


 وكلّ الذنوب


تفنّنوا في قتللهم واستعملوا 


كلّ الأساليب المتاحه


ظنّهم فازوا ونالوا المرغوب


 لن تطولوا شبرا منها


 مهماطال إجرامكم 


 كلّ مخطّطاتكم مفضوحه 


إنقلب عليهم سحرهم 


ودنا أجلهم


لن ينالوا المطلوب


ستنهض غزة الجريحه


ويبقى القدس شامخا 


بالصلاة على النبي المحبوب

غزة الخلود بقلم الراقية أميمة نجمة العلياء

 🇵🇸"غزة الخلود"🇵🇸


هلموا أطفال الحجارة

هلموا أشعلوا للقدس أنواره

هلموا بحد السيف والقلم،،

نسترجع حقا مغتصبا

وندحض للظلم أشراره

هلموا أطفال الحجارة

نستل سيوفنا البتارة

ونغدو قدما جحافل جرارة

وفرسانا مغوارة

هلموا أطفال الحجارة

لن يطفئوا نور الشمس،،،

قلوبنا نزرعها ألغاما

أرواحنا نشعلها شموعا

للأطفال والإماء الحيارى

ونعلي كلمة الحق

نفوسنا الأبية الجبارة

بأيدينا نفك أغلال أبطالنا

وتغدو إماءنا أخيارا

هلموا أطفال الحجارة

غزة" الخلود" لن تهون

سيبزغ فجر الحرية

ونغدو أسيادا أحرارا

بقلمي

الأستاذة الشاعرة 

أميمة نجمة العلياء

ظل يرتدي المسافة بقلم الراقي سعيد العكيشي

 ظلٌّ يرتدي المسافة

''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''

لا تدع ظلّك يجلس فوق

 هضبةِ الحنين،

يعدُّ الوصول بأصابعِ الوهم،


تذكّر

أن الصبر لن يطوي المسافات

على معصم السراب،


لا تبحث عنك في أجنحة الضوء، 

فالضوء غالباً ما يكون قناعاً

لظلمةٍ أخرى،

ربما وأنت في منتصف الصمت

تناديك عُتمة من زاوية الشرود باسمك

وتشهق الحسرة من داخلك

حين يثرثر الليل بلغةِ الأنين،


وأنت… أنت العابر 

فوق أرصفةِ التيه،تجرُّ التعبَ

كحشرجةِ دمعة في عين الصمت،

وتسقط

كبكاء يتيمٍ تخطّاه العيدُ دون ضحكة،

تتكاثر الكآبة في دمك.

لم يكن الصراخ خائناً ،لكن الوقت

 لصٌّ أخرق يعيد ترتيبك 

على هيئة خسارة،


فامضِ،

كأنك صدى يتكئ على فراغ،

لا شيء يسندك سوى ما يتناثر

من رمادِ ذاكرتك،


حينها تكتبك خطاك

في تاريخٍ ضرير لا يرى الحقيقة،

ويسير فيه الوهم

كظل يرتدي قناعَ المسافة.


سعيد العكيشي/ اليمن

نحن لا نكذب بقلم الراقي محمد محمود البراهمي

 نحن لا نكذب

***********

نحن لا نكذب

كي يقولون نتجمل 

نقول الحق قبل أن نصل الميزان

نحن أبناء الرعيل الأول

لا ندعي

حين يدق أبوابنا السؤال

لا نفر حينما يأتي الخوف

من صدور المتأملين زيفا

نأخذ من أحلامنا زروعا خضراء

حينما لا نجد الظل

ويغيب الدفء والعالم يلتف 

من حولنا،

كأننا غرباء آتوا من منفى

لا يدركون أن لنا باعا في الخطابة 

نحن أطفال الشجرة التي كانت تشرب

من كفوف الآباء

لكن الزمان لا يكتب في قصيدته

ملامح أبي 

لا لشيء فقطْ بل لأن الوقت لا يرى أنا هناك مساحة

كي تأتي فيها للعالم وتقول أنا 

لسنا أصحاب الخطيئة 

بل أن العار يقع على من انتزع الثوب

وظهرت العورة

فكان وجه الاختلاف قبيحا

مابين امرأة جميلة ودمية

  الشاعر محمد محمود البراهمي

تلف الأسى بقلم الراقي سعد الله بن يحيى

تلف الأسف 
................
على تخوم الأسى 
أذرف الدمع وأتأسى 
حاضر منظره جبن اكتسى
أمسى المصاب رعب 
في النفس سلكا
و الضمير رماد من ذل قد هلك 
الوفاء غشيه موج حتى أمسى 
في الحضيض ما أفجعه وما أقسى
أجامل الصبر حتى يبوء بالجلد 
وركام الأحزان أحبط تطلعي 
أتحاشى الأذى لينفر الأسى 
وهو في الحشا قد سرى 
أنظر إلى مصاب أبكى رجلا 
وامرأة من غدره ثكلى 
طفل يتأوه من ثغر آهات شتى 
 يتوجع جوعا 
و جسمه عيدان رفيعة بالقهر تسقى 
مصاب جلل 
تلف الأسف ماعاد يجدي نفعا 
سقوط حر 
في جب الضياع 
أسمع وأرى أملأ بطني 
وأفترش ليلي بالأسى 
كبلت يدي 
لم يبق لي غير ضعف الإيمان 
أدعو وأحتسب 
لله المشتكى 
خذلت نفسي وخذلت خليلي 
لم أسعفه ولم أغثه لم أطعمه 
لم أنصره لم ولم و لم 
فقط أراقبه ينكسر يندثر 
حسبي ربي أعلم بحالي 
وما يجول ببالي
صرخة من صميم المصاب ملجئي 
كالنار من عمق بركان فيها تذللي 
اللهم استودعتك حرمات انتهكت 
ودماء سفكت 
وصوامع هدمت 
اللهم عليك بآل صهيون أعداء الدين 
عاثوا فسادا 
تجبروا 
 اللهم هون ثم هون ثم هون 
ما يعلم بالمصاب إلا أنت 
حسبنا الله و نعم الوكيل 
.
. بقلمي سعدالله بن يحيى

زخات المطر بقلم الراقي عبد الله سعدي

 "زَخّاتُ المَطر"

– بقلم: سعدي عبد الله


---


زخّاتُ المطر...

كأنّ السّماءَ تبكي،

لكنّها لا تحزن.

تغسلُ المدينةَ من ضجيجها،

وتهمسُ للنوافذ:

افتحي… فقد عاد النقاء.


المطرُ لا يأتي عبثًا،

إنّه رسائلُ من الغيمِ

إلى القلوبِ التي ما زالت تؤمن.


كلّ قطرةٍ،

تعزف على الزجاج

أنشودةً

لا يفهمها إلّا العاشقون.


زخّاتُ المطر...

توقظُ فينا شيئًا قديمًا،

حنينًا مُبهَمًا

لأحاديثِ المقاهي،

لضحكةٍ تحت المظلّة،

لبدءٍ ما… تأخّر.


حين يهطل المطر،

نُعيد ترتيب مشاعرنا،

نهدأ،

نصغي،

وننتظر شيئًا لا نُجيد تسميته،

لكنه... يأتي دومًا معه.


زخّاتُ المطر...

كأنّ الله يُربّت على كتف ال

أرض،

ويقول لها:

لا بأس… أنا هنا.


--

لو أن غضبتنا بقلم الراقي جهاد إبراهيم درويش

 لو أنّ غضبتنا

بحر الكامل

...

لو أنّ غضبتنا تُجلجل سرمدا

يوما بقبضتنا سنخترق المدى

ما حكّ جلدك مثل ظفرك سُنّةٌ

تبقى صراطاً للتدافع والندى

أعلى بها الرحمنُ شرعاً خالدا

عبقاً تَضوّعَ بالأريج وبِالنّدى

بِظلاله عمّ الأمانُ على الورى

وتنفّسَ الصبحُ الْمُفعّمُ بِالصدى

والشمسُ بالسمتِ الجميلِ تزيّنتْ

بالدفءِ أحيتْ للكرامة فرقدا

شوقاً تُردّد للإباءِ حكايةً

أحيتْ وفاءً بِالتُّقاةِ تَوقّدا

زَفّتْ مخاضاً للخلودِ ورايةً

حيّاً شذاها قد تَعطر مَشْهدا

يا ويلَ أُمهْ .. ليتَ قلباً واعيا

بحروفها الشّماء ينطقُ سُؤْددا

بل ليت أنْ يلقى الأبيّ مُؤازرا

لِيرى التململَ في الحنايا مُصعدا

غَضباً تنفّسَ رغمَ أشكالِ الْعَنا

متمتْرساً بالحقّ .. خفّاق النّدا

يا ويل أُمّهْ .. ذي الشرارةُ ثَورةٌ

أعلتْ مساراً بالإباءِ تَجنّدا

رسمَ الأباةُ فُصوله بدمائهم

فغدا كزرعٍ باليقينِ مُسدّدا

أبداً سيرضى الذلّ عبدٌ مُؤمنٌ

يهوى التفاؤلَ شِرعةً وتَعبّدا

أيصحُ تجويعٌ وقتلُ أحبّةٍ

رفضوا الخنوعَ وقلّموا ظُفرَ الْعِدا

حاكَ الحصارُ لهم توابيتَ الردى

بالْغيّ أمعنَ في الغوايةِ عربدا

يا من تَنكّسَ بالهوانِ فُؤادُه

إغضبْ لكي تلقى الحياةَ مُجدّدا

كأبي بصيرٍ فامتشقْ سيفَ الإبا

وانقشْ حروفك في السماء مُخلّدا

ما مات من طلب الخلودَ مُجاهدا

يحظى المنى أبدَ الزمانِ مُمجّدا

...

جهاد إبراهيم درويش

فل سطين - قطاع غ.ز.ة

أغالب فيك شوقي بقلم الراقي سامي رأفت محمد شراب

 أغالب فيك شوقي

بقلمي مهندس/ سامي رأفت شراب 

أغالب فيك 

شوقي وهو 

بناره أغلب

وفؤادي لجفاك 

وهجرك حزين 

متعجب 

وأكابد الليل 

ساهدا ولطيفك 

أنتظر وأترقب

أهانت عليك 

أيام كنت فيها 

لهمسي تترقب

كان ليلنا همسات 

تشفي روحي

وفؤادي المعذب 

الآن هوانا قد 

أفل كشمس آن 

لها أن تغرب

وأفل البدر خجلا

ولفراقنا متعجب

بعدما كان لهمسنا

بالأشواق يترقب

وبات هواك صحراء

قاحلة بها الأحلام 

وهما وسرابا يكذب 

بقلمي مهندس/ سامي رأفت شراب

الراح تضرب دهشة بالراح بقلم الراقية أماني الزبيدي

 الرَّاحُ تضربُ دهشةً بالرَّاحِ

عَجَباً لمن قد سُرَّ في أتراحي


بالأمسِ كانوا صُحبةً ياويحهمْ 

واليومَ صاروا زمرة الأشباحِ


ظنوا هدير الموجِ أغرقَ قاربي

وبأنهم قد أطفؤوا مصباحي 


ما زلتُ أشدو والقصيدُ يَشُدُّني

وتنفست في فجرهِ أصباحي 


فَجَزاءُ فعلُ المرءِ مما قد سعى

لنْ تَهْمِلًنَّكَ دُوْلةُ الأقداحِ  


ما يُلْفَظُ القولُ البذيءُ بمجلسٍ

إِلَّا وَخٌطَّ القولُ في الألواحِ


فَزِنِ الكلامَ إذا نَطًقْتَ وَصُنْ بٍهِ

صِدقاً وَعَدلاً في الدنى يا صاحِ


حَسْبُ ابن آدمَ لوعةً يجتاحها 

يوماً ثقيلاً مالهُ مِنْ ماحي 


واعلم رعاك الله ما من شيمةٍ

خَيرٌ مِنً الإكرامِ والإصلاحِ


فاجعلْ كلامكَ للأنام مرققاً

باللطفِ وارحم حٌرمةَ الأرواحِ


      أماني الزبيدي

بوح الخواطر بقلم الراقية ميساء مدراتي

 بوح الخواطر


     نزف القلم 


على ناصية الروح

لاأذكر كم من المرات

توشوشني ذكرياته بحرقة وجد 

تنام على زند روحي بارتياح

تجيد لغات العشق والهيام 

تداعبني بهمس رقيق تتسلق سلالم

الأشواق تقود أسراب طيوفه 

وظلاله يشع كالقمر في مجرة الآمال

أمنيات مكدسة بحافظات الأمان 

تجرجرني عيونه الكحيلة..

 لأرسم قبلة على الجبين

 يقيني أنه لازال بنبضي..

 يستكين ..

حشود اللهفة تراتيل ...

 عند شرفة الياسمين

قص شريط الحضور بعد عشرين عاما 

وأناصامدة كالسنديانة..

 رجعت الذكريات وعاد الحبيب للأمان بعهد وختم بتشابك الأكف والدنان..

 ورجعت الصيفية وانهزمت الأحزان

نبض القلب بالأشواق ...

 بعدما فك عقود الغزل والهيام ...


على ناصية الحرف

تعود نوارس القلب

وتفتق شقائق النعمان 


د. ميسا مدراتي

سورية

وطني أنت الأمان بقلم الراقي محمد ابراهيم ابراهيم

 💜وطني أنت الأمان 💜

أيها الوطن الكئيب.....

تسألني من أنا.....

أنا الذي تجرعت آلام جرحك النازف.

من مطلع الشمس حتى المغيب...

أنا الذي ليس لي....

على ثراك بيتا يحميني.....

من زمهرير الشتاء وحر اللهيب..

أنا على ثراك مجرد رقم...  

أحصيتموني....

أنا وعائلتي...

أنا باختصار على ثراك....

شخص غريب... .

لم أذق خبز أمي......

فقد رحلت إلى البعيد البعيد...

إلى مكان لا يجوع فيه أحد.....

ولا يموت فيه طفل شريد.....

***************************

وطني.....

ليس هناك مكانا....

أدفأ من حضن أمي.....

لكن أمي ذهبت....

تبحث لي عن عن ثوب ....

يستر جسمي....

عن كسرة خبز....

ترد غائلة الجوع عن جسدي.....

خرجت تبحث عن شربة ماء.....

تروي جوفي الذي كاد يحترق....

***************************

آه ياوطني الكئيب.... 

رغم جراحاتي... 

ورغم آلامي المبرحة...

فإن حبك يستو طن قلبي....

مازال اسمك يخفق في صدري.....

يواسيني .....

يربت على كتفي بحنان ....

فأنام ناسيا كل شيء.....

فحضنك بعد حضن أمي.....

هو الأمان 

💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛

مع تحيات 

الشاعر:محمد ابراهيم ابراهيم 

وطني أنت الأمان 

سوريا

💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜

حكاية عجوز فلسطيني بقلم الراقي اسامة مصاروة

 حكايةُ عجوزٍ فلسطينيّ

"جدّي انتَظِرْ" صرختْ مُحذّرةً نغَمْ

"متوتِّرٌ وضْعُ المدينةِ في الحرم،

لا تخرُجَنْ! لا يُجْدي التَنكُّرُ للهَرَم،

يكفيكَ ما بكَ منْ همومٍ أو سقمْ."


"هيّا اتركيني، لستُ بالمُتخاذِلِ، 

لستُ الذي يرضى بأيِّ تنازُلِ،

لا تستهيني، بانتفاضِ مناضلِ، 

أوْ تستَخفّي بانبعاثِ مقاتلِ."


"خُذْني إذًا، فهناكً معْ أحرارِنا

نحمي ربوعَ بلادِنا وديارِنا،

والقدسُ رمزُ كَيانِنا وَفَخارِنا

بالروحِ نفديها وَعزْمِ قرارِنا."


خرجا معًا حتى انتْتَهتْ بِهما الطريقْ

عندَ الحواجزَ حينما شبَّ الحريقْ

وبنادقٌ للموتِ أعياها البريقْ

وقنابلٌ للغازِ تحْتَبِسُ الشهيقْ


زرعَ الغريبُ ظلامَهُ في كلِّ بابْ

خُطَطٌ رعاها لا رقيبٌ أو حسابْ

عربٌ! أَتسْأَلُ أيْنَهمْ؟ ماتَ الجوابْ

وَقَضتْ كرامتُهمْ فأحياها الشبابْ


رَفَضوا الخَنا بكبارِهمْ وصغارِهمْ

تَركوا منازلّهمْ ودفءِ دِثارِهِمْ

نَبذوا الأَنا وتّمسّكوا بقرارِهمْ

وَسعوْا لصدِّ الغاصبينَ وَنارِهِمْ


أدّوا الصلاةَ على الثرى بكرامَةِ 

رصّوا الصفوفَ بِصلابَةٍ وصَرامةِ 

رفضوا المذلّةَ وانْحناءِ القامةِ

وتسلّحوا بشجاعةٍ وشهامةِ


"لا تقتربْ جدّي ولا تتصادمُ،

معً منْ أيا جدّي هنا تتفاهمُ؟

باللهِ عدْ، فالوضعُ قد يتفاقمُ،

وبدونِ عذرٍ رُبّما يتأزّمُ."


غضِبَ العجوزُ وقال :"ويلَكِ لم تعِ

ما قلتُهُ لكِ قبلَ أن تأتي معي.

إنْ لمْ تعِ فتحمّليني واسمعي:

إمّا نناصِرُ بعضَنا أوْ ترْجَعي."


"كيفَ الرجوعُ وَقُدْسُنا مُسْتنْفرَهْ،

والعربُ صمتُهمو كَصمتِ المقْبرَهْ،

برعوا أجادوا قدْسَنا في الثرثرَهْ،

لا عُذْرَ ينْفُعُهمْ وما من مغفِرَهْ."


وقفَ العجوزُ يصُدُّ كيدَ الغادِرينْ

وبِدونِ خوفٍ ردَّ شرَّ الماكِرينْ

وبعزّةِ المُتَوكِّلينَ الصابرينْ

سقَطَ العجوزُ سقوطَ قومٍ ظافرينْ

-------------------------------

د. أسامه مصاروه

الطيبة

مزامير الصباح بقلم الراقي بن سعيد محمد

 مزامير الصباح ! 


أجمل بفاتحة النهار لقاءا 

و روائعا تسم الثرى وسماء 


كم لوحة أذكت منى و ضمائرا 

و جمالها يسبي النهى إغناء 


 يا ريشة خطت جمالا خالدا 

ورواء كون يبهر الحكماء 


يا ريشة رسمت منى و بشائرا 

أسرت نفوسا جمة و فضاء 


متع تمج جمالها ورواءها 

لم يثنها الأمد الطويل دهاء 


يا روعة الصبح الجميل ونوره  

أنت الأماني تعتلي إمضاء  


ضمت حناياك السنا و أزاهرا 

و أريج بعث يذهب البرحاء   


كم من صفير راقنا وترنم  

عزفته طير تبهر الأنحاء 


و يد النسيم بلطفه و تماوج 

تدع البسيطة روضة فيحاء 


متع تثير قلوبنا ونفوسنا  

و تحو ك كونا باسما ورجاء 


هزم الصباح بورده وضيائه 

حجب الظلام ،و وقعها ،ودهاء 


هو ذا السواد يصير لوحا ناصعا 

و اليأس يغدو وثبة وعلاء  


 و الكون في برد ، وحسن آسر 

يسبي النفوس محاسنا وغناء

ما عدت أعرفني بقلم الراقي عز الدين الهمامي

 مَا عُدتُ أعْرِفُنِي

***

مَاعُدت أعْرِفُنِي، مَا عُدتُ أشبِهُنِي

كأننِِي طَيفُ حُلمٍ فِي الدُجَى انحَدرَا


مَا عُدتُ أعرِفُنِي، ما عُدتُ أشبهُنِي

كَأنّنِي كُنتُ وهمًا ثُم قد عَبَرَا


مَا عُدتُ أذكرُني، ما عُدتُ أُبصِرُني

كأنّني خُطوةٌ في التيهِ مُنحدِرا


ما عُدتُ أسمعُني، ما عُدتُ أفهَمني

كأنّني الصَمتُ فِي الأعْمَاقِ مُنكسِرا


ما عُدتُ أؤمنُ بي، ما عُدتُ أحتملُ الـ

ـمَاضِي، ولا الحُلمُ في عَينيَّ مُنتَظِرا


ما عُدتُ أكتبُني، ما عُدتُ أنسُجُني

كأنّني الحِبرُ في دفْترِ الأسَى انحَدَرا


لكنّنِي لم أزلْ، رغمَ انكِسَاراتِي

أبكِي وأجْمَعُ مِن رُوحِي الذِي انْتَثَرَا


ما عُدتُ ذاكَ الذِي قَد كانَ مُمتَلئًا

لكنّنِي رغْمَ خَوفِي لستُ مُنكَسِرَا


ومَا عُدتُ أرجُو المَدَى، مَا عُدتُ أُسكُنُهُ

كأنّني خَيطُ وهمٍ فِي الدُجَى انحَدَرَا


ولكِنّنِي بَين أطيَافِ الأسَى، لمَحَتْ

عَينَايَ ظِِلُّ رَجَاءٍ كَانَ مُنْتَظِرَا


فَمَا عُدتُ أُلقِي سُؤالي فِي فَضاءَاتٍ

كأنّنِي سُكّنتُ الصَمتَ مُعتَذِرا


مَا عُدتُ أُخدَعُني، ما عُدتُ أُقصَي بِي

عنّي، ولا ضَوءُ قلبِي بَاتَ مُندَثِرا


ما عُدتُ كلَّ الهَوى، لكنّ بِي بَقَايَا

رُوحٍ، إذا مَا دُعِيَتُ لِلحُبَّ، قَد أنثُرا

***

بقلمي عزالدين الهمامي

بوكريم/ تونس

2025/07/31

بهجة باهتة بقلم الراقي شتوح عثمان

 بهجة باهتة ...... 


كان صغيرًا، لكن الحزن في عينيه أكبرُ من سِنِيِّ عمره.

مهرِّجٌ بقبعةٍ حمراء ووجهٍ ملوَّن، لكن قلبه بلا ألوان.

يقبع فوق كتابٍ عتيق، كأنه يحلم بحكايةٍ لم تُكتَب بعد،

ينتظر ضحكةً حقيقية، لا تأتي من تصفيق الجمهور، بل من حضنٍ صادق.

كأن الحياة أجبرته على ارتداء القناع،

وكأن الضحك غدا وظيفةً لا مشاعر.

طفلٌ يحاول أن يُضحك العالم... بينما يبكي بصمت.

يا صغيري،

من قال إنّ المهرّجين لا يُسمَح لهم بالحزن؟

ومن علّمك أن تُخبّئ دموعك خلف الكحل؟

دع حلمك يهرب من بين الصفحات،

ولتكن ضحكتك يومًا ما... صادقة، لا تذوب حين يُطفأ الضوء.


بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان

الموت والحياة بقلم الراقية آمنة ناجي الموشكي

 الموتُ والحياة. د.آمنة الموشكي


لَا مَفَرَّ مِنَ الْهَلَاكِ الْمُدَبَّرْ

مُتْ قَتِيلًا أَوْ مُتْ بِجُوعٍ مُكَرَّرْ


أَوْ فَعِشْ فِي هَوَانِ ذُلٍّ وَقَهْرٍ

مِثْلَمَا يَشْتَهُونَ أَوْ عِشْ مُدَمَّرْ


هُمْ بِقِلَّة حَيَاءٍ يَبْنُونَ جِيلًا

قَاتِلًا لِلْحَيَاةِ فِي كُلِّ مَظهرْ


هُمْ دُعَاةُ الْحُرُوبِ، هُمْ مَنْ أَبَادُوا

كُلَّ شَيْءٍ جَمِيلٍ فِي الْكَوْنِ أَزْهَرْ


إِنْ رَضِيتَ الْحَيَاةَ عَبْدًا ذَلِيلًا

عِشْتَ تَحْتَ الْحَصِيرِ مَذموما أَبْتَرْ


لَا يَرَوْنَ السَّلَامَ إِلَّا كَلَامًا

خَالِيًا مِنْ بُنُودِ قَلْبٍ مُحَرَّرْ


يَزْرَعُونَ الشِّقَاقَ فِي كُلِّ بَنْدٍ

يُعْلِنُونَ الشَّتَاتَ فِي كُلِّ بَنْدَرْ


يُخْرِسُونَ الْفَصِيحَ بِالْمَكْرِ حَتَّى

يَصْمُتَ النَّاطِقُونَ فِي كُلِّ مَنْبَرْ


عَالَمٌ لَا يُطَاقُ مَكْرًا وَحِقْدًا

صَارَ بِالْمُنْكَرَاتِ وَالْجُرْمِ يجْهَرْ


فَاجْعَلُوا الِاتِّحَادَ سُورًا مَنِيعًا

يَقْهَرِ الظَّالِمِينَ، لِلشَّرِّ يَدْحَرْ


وَازْرَعُوا بِالسَّلَامِ وَرْدًا وَفُلًّا

تَكْتَسِي أَرْضُنَا جَمَالًا مُعَطَّرْ


مُشْرِقًا بِالزُّهُورِ وَالنُّورِ يُهْدِي

رَايَةَ الِانْتِصَارِ فِي مَرْجٍ أَخْضَرْ


لِلْقُلُوبِ الَّتِي تَرَى الْخَيْرَ نَهْجًا

خَالِدًا فِي الْوُجُودِ، بِالْجُودِ أَثْمَرْ


آمنة ناجي الموشكي

اليمن. ٣١. ٧. ٢٠٢٥م

لن أبوح بقلم الراقي أحمد رسلان الجفال

 لَن_أَبوحَ


لأنِّــــي أحــبُّــــك لــــن أبــــوح

ســـأجــعــلُ حــبَّــكِ لـي مــدَّخر


لأنِّــي أحــــبُّــكِ لــــن أَقــــــول

وأرســم وجـهَـكِ فــوقَ الــقَــمر 


وأسـكـب شِعريَ مــلء السُّطور 

لِــيَــنـهــلَ مــنــهُ جمــيعُ البشَر 


لأنِّـي أحبُّــكِ حــتَّــى الــجُنُون 

سـأَمشِي لأَجــلك دربَ الــخَطَر 


تَــعــالي وكــوني بــينَ الجُفون 

للــعــينِ كــحــلاً ونــورَ النَّــظر 


تــعــالي وكــوني بين الضُّلوع 

كرهتُ التَّمنِّي كرهتُ الــضَّجَر 


فــحــبُّــكِ مثلُ عــبيرِ الزُّهور 

وحــبُّــكِ مــثلُ رذاذِ المَــطَــر 


وحــبُّكِ أســمى مــن أن أبوحَ 

للــنَّاسِ حــتَّــى تفــشَّى الخَبَر 


ولــكــن رأوكِ بيــنَ الحــروفِ 

وهــم يقرؤون قــوافي الشِّعر 


فــإنَّ الطُّــيورَ تعــودُ المساء 

ويــبقى أنيــنٌ وقلبي انكسر 


وهــكذا الدُّنــيا مثــلُ الربيع 

ويأتي الخَريفُ يعرِّي الشَّجر 


بقلم:أحمد رسلان الجفال

لعلّي بقلم الراقي محمد الدبلي الفاطمي

 لَعَلّي


أغارَ القاسِطونَ على الحُقوقِ

وأقْبَلَتِ النُّفوسُ على العُقوقِ

كأنّ الغَيَّ أجْبرَنا جميعاً

على نَهْبِ المَزيدِ مِنَ الحُقوقِ

كأنّ الشَّرْعَ مِثلَ الغابِ أمْسى

يُطَبّقُ في المحاكمِ بالفُروقِ

وخلْفَ قَضاءِ أُمّتِنا ضباعٌ

يُعنينونَ القضاةَ على الخُروقِ

ومنْ وجعِ المُواطِنِ جِئْتُ أشْكي 

لَعَلّي قدْ أُساهِمُ في الرُّتوقِ


أسأنا بالتّجارة في العدالهْ

فَصِرْنا في ثَقافَتِنا حُثالهْ

جَعَلْنا الدّينَ في الدُّنْيا قِناعاً

فماتَ الحُبُّ وانْتَهَتِ الأصاله 

نُغالِطُ في الحَقائقِ ما اسْتَطَعْنا 

ونَعْتَبِرُ الخُنوعُ منَ البسالهْ

هُبوطٌ في التّفَكُّرِ وانْحِطاطٌ

وهَرْطَقَةٌ تَدُلُّ على النّذالهْ

سَقَطْنا في الحَضيضِ ولَسْتُ أدْري

متى نَصْحو فَنَشْعُرُ بالجَهالهْ


محمد الدبلي الفاطمي

نحيا ولا نحيي الحياة بقلم الراقية رانيا عبدالله

 نحيا... ولا نُحيي الحياة

نمضي، وفي أعينِ المرايا حيرة

تسري كسِرٍّ في جراحِ تأمّلي


نُخفي ارتجافَ الروحِ خلفَ سكونِنا

ونُريق أعمارَ الهوى في الطرقِ


أقنعةٌ في الوجوهِ، ما اخترنا ملامحَها

ولا نقشَ الوجعِ المختنقِ


نبني جدارَ الصمتِ حولَ طفولتِنا

ونخنقُ أنفاسَ الحنينِ المتَّقِدِ


لكننا في العمقِ نرفضُ ما جرى

ونحلمُ المجهولَ قبل المألوفِ


في القلبِ قنديلٌ من الأملِ البعيد

ما زال يُشعل ليلَنا المطفأ الخَفِقِ


نحيا... كأن الحلمَ نافذةُ النجاة

وكأنَّ أبوابَ الرجاءِ موصدةٌ


ما زال في الأرواح متسعٌ لنا

لنكونَ يومًا دون أن نتشبّهُ


رانيا عبدالله – م

صر

الثلاثاء 29 يوليو 2025

إلى صاحب الملحمة الكبرى بقلم الراقي عمر بلقاضي

 الى صاحب الملحمة الكبرى


عمر بلقاضي / الجزائر


 الى الشاعر الجزائري عبد العزيز شبِّين صاحب ديوان ملحمة الجزائر الكبرى الذي يعدُّ انجازا إبداعيا فريدا في الشّعر الوطني هذه الأيّام العجاف في الوطنية


***


شَبِّينُ يا عَلَمَ القصيدِ الحازِمِ


يا بارعا في موجهِ المُتلاطمِ


أبدعتَ في خطِّ الملاحمِ رافعًا


شأنَ القصيدةِ في القطيع الهائِمِ


أعْلَيْتَ قدر فضيلة متروكة


لمَّا أهَمَّ الغيرَ أمر ُمغانِمِ


أنشدتَ للوطنِ العزيزِ مُحرِّكاً


في أبحُرِ الأشعار ِعزَّةَ ناظِمِ


وطنيّةٌ وعقيدةٌ وعروبةٌ


تعلُو البُنَى بِسلاسة وتناغُمِ


وجعلتَها زمَنَ الوَنَى إلياذَةً


تُذكي السَّنا في وَعْيِنا المتقادِمِ


قسَمًا لشعرُكَ دَمْغةٌ وطنيَّةٌ


بعثتْ تليدَ فضائلٍ ومكارمِ


كن يا أريبُ بشِعركمْ صوتَ الهُدَى


كن باعثاً في جيلنا المتناوِمِ


أعطاكمُ الرَّحمنُ فِطنةَ مُلهَمٍ


وحروفَ نورٍ في الزَّمان القاتِمِ


فاصْدعْ به في العالَمينَ مُنبِّهاً


من أدْمنوا غَيَّ الفريقِ الواهِمِ


عبدَ العزيزِ لقد حَظيْتَ بنعمةٍ


كبرى فحلِّق في السُّمُوِّ الدَّائِمِ


إنَّ المواهبَ للرِّجال أمانةٌ


فكنِ الوفيَّ بعزَّةٍ وتلاحُمِ


اكسبْ بحرفكَ ما يفيدُك في غَدٍ


قبل المنيَّةِ والمصير الدَّاهِمِ

تحول بقلم الراقية سعيدة شباح

 تحول

اعتبارا من اليوم 

و حتى آخر العمر

أنا إنسانة أخرى

 تداوي الجرح بالصبر

تداري دمعة العين

قوية صرت كالصخر

سأكتب بعض الروايات

و أتلو على أسماعكم شعري

و في كل كتاباتي هزل و ضحكات

و لا دمع و لا مكان للمر

سأهديكم نورا و ألوانا 

كنور جدائل الفجر

كورد خمائل كانت

تفيض بأجمل عطر

و أغرق فضاءكم فرحا

طيوبا و إكليلا من الز

هر


سعيدة شبّاح

سيرهقك الرماد بقلم الراقي طاهر عرابي

 "سيُرهقُكَ الرماد"


أنا لا أكتبُ عن الحربِ كخبرٍ متأخّر،

ولا عن الأخلاق كتعريفٍ مُهمل في معجمٍ منسيّ.

أنا أكتبُ من داخلِ الرماد…

حيثُ تتكشّفُ الحقيقةُ بلا رتوش،

وتُرفَعُ الأعلامُ على جثثِ الضمير،

لا على جبهاتِ البطولة.

لم أعُد أملكُ سوى هذا الصوت،

صوتي، الذي يعرفُ طعمَ الخذلان،

ويشعرُ بثقلِ الخريطةِ حينَ يرسمُها الغرباءُ بدمِ التاريخ. كلّما سقطت الأخلاق،

أدركتُ أن التغيّرَ ليس ترفًا… بل شرطٌ للبقاء.

لقد وصلنا إلى مفترقٍ صعب، لا يقبلُ المناصفة،

ولا الإلغاء.



سيُرهقُكَ الرماد


قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

دريسدن – 25.02.2025 | نُقّحت 30.07.2025


هلكَ الهلاكُ، فتألّمْ يا حجرْ،

فمن ذا، غيرُ من فُنيَ، اندثرْ؟

صامدٌ، كأنني في يدٍ وُلدتُ شهيدًا،

وفي الأخرى أكتُبُ:

 لستُ إلّا بشرًا وُهِبَ المسيرْ.


أُعزّي نفسي بالحياةِ كأنّها

عزاءُ من بقيَ الحنينُ له سفرْ،

وأتلوّى من نُفوري عن مكاني،

ومن قُبحِ التشرُّدِ والمَسيرِ إذا انفجرْ.


يا لهذا القرن… يا لهذا الوقت… يا لهذا الزمان،

كم يُشبهُ النزهاتِ إلى عبثِ المقابر،

التي لا تنتهي،

إلّا على أشلاءِ “أخلاقٍ ونحيبِ المظلومين”،

مرسومةٍ بلون الرماد،

على وجهٍ خانَهُ الزمنُ فانكسر.


حروبٌ تلفُّ الأرض،

وزوابعُ الأحقادِ لا تهدأ،

أشعلتموها كأنّكم تُسابقون الرصاص،

تعبَ الحديدُ والتوى،

وأنتم، من حربٍ إلى حرب،

تمزّقون الطفولةَ، والعامَ، والجيل،

والموتُ… بلا صدى.


ما لكم ومال فلسطين

في لعبةِ الربحِ والخسارة؟


فكّرْ… أو لا تفكّرْ،

يا أيّها الواردُ من فوهاتِ الفناء،

اِغسِلني،

ثم اطوِني،

واجعلني بساطًا لصلاةِ الفهم،

أو لحافًا

تلتفُّ به حينَ يهدرُ فيك

إعصارُ نداءٍ لا يُفنى،

ولا يردعه منافق.

أو شراعًا لقاربٍ غرق

قبلَ ميلادِك،

وما زال يحملُ روحي،

ينشرُها…

لكي لا أَفنى أنا، ولا أَغرقْ.


ارفُقْ بأنفاسِك،

واترك الهواءَ نقيًّا،

فالهواءُ لا يحتملُ العدوان،

الذي يسحقُ الفمَ والعظم،

فلا تكابر.


حتى لو بعثتُ للغزاة

باقاتٍ من ياسمين،

سيفضّلون القتلَ والدمار،

ويخجلون من وردةٍ

سكنها الندى.

يُلوِّنونها بالرماد،

وينشرون عطرَ الأحقاد،

ويرقصون فوقَ المنابر.


تراكيبُ تسمحُ للشيطانِ مأوى،

يعيشُ روحًا في جسدٍ أعمى.

وكأنّ الرحيلَ وطنٌ محمولٌ

على أرصفةِ الهوى…

لا بوركتَ،

ولا حييتَ،

ولا تمتعتْ،

وأنا أكرهك.

أبكيتني… كطفلٍ

جفّتِ الدمعةُ في عينيه،

فتغيّرتْ ملامحُ وجهِه،

وصارَ

رداءً لنفسهِ…

بكلِّ أشكالِ الوجعْ.

فأبكاني الجلدُ، وتبِعَهُ السمعْ.


لم تكن القذائفُ عناقيدَ للزينة،

ولا الخرائطُ خريطةَ قلبٍ للحبّ.

زرعوا الألغام،

وانتظروا أشجارَ الموت،

باسمِ السيادةِ حينَ تتوحّش.


أيّها الجنود،

لا تنظروا في أعينِ بعضكم،

أنتم ضحايا وطنٍ آخر،

لم تلدوه… ودمُكم سيرفضكم!


مثلَ هواءٍ تزفره الحيتانُ هباءً،

أو ثعابينَ تبحثُ في سماءِ الفضيلة

عن مأوى لقذيفةٍ ضلّتْ طريقَها…

ستدركون…

أنّ المطرَ لن يغسلَ وجوهَكم،

أنتم غرباءُ،

حتى في المرايا.


الغزاةُ… غرباءُ عن كلِّ الوصايا،

لغةُ الطمعِ تستيقظُ قبلَ الفجر،

وكآبةُ العصرِ

تصفّقُ للصمتِ المبكّر.

وحينَ يصرخُ الديكُ،

لا أحدَ ينهضُ ليفكّر.

وحينَ يظهرُ القمر،

تغدو الساعاتُ سواءً

في عقلٍ يدمّر!


فأيُّ نصرٍ،

حين يُرفَعُ العَلَم

فوقَ رمادِ الأخلاق؟

ويهتفُ القاتلُ:

“أنا انتصر!”


أيّها السادةُ القتلة:

ما زلتُ هنا،

أمشي على رمادي،

وأكتبُ بمساميرِ الجراح

وصيّةَ الوطن…

ضحيةً تتكلّم،

تُقاوم وتفضح:


لا قوّةَ تُعطيكَ الأرض،

إن لم تكنْ منها.

منذ التكوين…

والتاريخُ لا يكتبه المحتلّ،

بل يكتبه صاحبُ الأرض

على الزيتون،

وبين المقل.


سأقاومهم إن أرادوا،

وسيقتلونني متى شاءوا،

لكنّ عتباتِ الوطن

ستظلُّ توابيتَ لهم،

ومصيري…

كتابٌ مفتوحٌ على الخلود.


فالوطنُ لا يُمنَحُ كهبة،

ولا تُصنعُ الأوطانُ بالهدايا،

ولا تُوزّعُ كالتعازي،

قبلَ موتِ الغزاة… كوعدٍ للشقاء.


كم أخشى أن أمضي في وطني منتصبًا

فوقَ قامته…

كأنّ السماءَ تنحني له!

ما أصغرني فيه…

وما أعظمَني به،

وهو كلُّ شيءٍ

حين أفقدُ كلَّ شيء.


سيمضي الوقتُ

الذي كنتُ أخشاه،

ليأتيَ وقتٌ

يحتفظُ فيه الفراغُ بقيمته،

ويهزمني أكثر… لأجلِ الغزاة!


كلُّ شيءٍ سيمضي فارغًا،

ويتركني ممتلئًا

بسعادةِ البراءة،

فلم أفعلْ شيئًا

سوى مراقبةِ الزمنِ العابر،

وقد ابتلعني الفراغُ

عقابًا… لا تفسيرَ له.


(ط. عرابي – دريسدن)

الطفولة في غزة بقلم الراقي عبد الرحيم جاموس

 الطُّفُولَةُ فِي غَزَّةَ...!


نصٌّ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس


لَيْسَتْ غَزَّةُ أَرْضَ الطُّفُولَةِ...

بَلْ قَبْرُهَا...!

فَلَا تَبْحَثُوا عَنِ البَسْمَةِ فِي وُجُوهِ الرَّمَادِ...


الطُّفُولَةُ هُنَاكَ ....

لَا تُرِيدُ نَشِيدًا، وَلَا صُوَرًا،

وَلَا لَافِتَةً مِنْ قُمَاشٍ،

لَا "يَوْمًا عَالَمِيًّا"،

وَلَا مَنْشُورًا مَمْهُورًا بِالأَمَلِ الكَذَّابِ...


الطُّفُولَةُ فِي غَزَّةَ ...

تُرِيدُ أُمًّا تُنَادِيهِ: 

فُطُورُكَ يَا حَبِيبِي...! 

وَأَبًا يَنْتَظِرُهُ فِي الخَارِجِ

لِيَأْخُذَهُ إِلَى السُّوقِ،

أَوْ إِلَى الحَدِيقَةِ،

أَوْ إِلَى حِضْنِ جَدَّتِهِ...


تُرِيدُ غُرْفَةً دَافِئَةً ...

فِيهَا دُمًى، وَدَفْتَرُ رَسْمٍ،

وَأَلْوَانٌ لَا يُشْبِهُ لَوْنُهَا الدَّمَ...

تُرِيدُ شَنْطَةً مَدْرَسِيَّةً ...

بِهَا كُرَّاسَاتٌ مُزَيَّنَةٌ بِمِيكِي مَاوْسْ،

لَا صُوَرًا بِالأَبْيَضِ وَالأَسْوَدِ

مِنْ كَامِيرَا "حُقُوقِ الإِنْسَانِ"...!


الطُّفُولَةُ فِي غَزَّةَ...

لَا تَكْتُبُ أَحْلَامَهَا،

بَلْ تُدْفَنُ تَحْتَ رُكَامِهَا،

وَتُؤْخَذُ بِلَا اسْتِئْذَانٍ مِنْ صَدْرِ أُمٍّ ...

تَبْكِي عَلَيْهَا بِصَمْتٍ،

ثُمَّ تَمُوتُ مَعَهَا فِي ذَاتِ المَكَانْ...


لِمَنْ نُطَالِبُ...؟

لِمَنْ نَكْتُبُ...؟

لِمَنْ نُرْسِلُ عُيُونَنَا المُنْطَفِئَةَ...؟

العَالَمُ يَرَى، وَيَصْمُتُ،

وَيَأْكُلُ خُبْزَهُ الحَارَّ،

فِيمَا أَطْفَالُ غَزَّةَ

يَتَقَاتَلُونَ ...

عَلَى فُتَاتِ الدَّقِيقِ الأَسْوَدِ،

وَيَحْمِلُونَ طَنَاجِرَ مُشَحَّرَةٍ

تَفِيضُ بِالبُؤْسِ...


غَزَّةُ اليَوْمَ لَيْسَتْ حِضْنَ الحَيَاةِ، ...

بَلْ بِئْرٌ بِلَا قَاعٍ،

تَبْتَلِعُ الضَّحِكَاتِ الصَّغِيرَةَ،

وَتُطْلِقُ لَنَا صُوَرًا مُشَوَّهَةً

عَنْ مَعْنَى "الطِّفْلِ"،

وَمَعْنَى "الوَطَنِ"،

وَمَعْنَى "الإِنْسَانِ"...


وَلَكِنَّنَا ..

رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ ...

مَا زِلْنَا نَزْرَعُ الأَحْلَامَ ...

فِي حُقُولِ النَّارِ،

نَنْفُخُ عَلَى الجَمْرِ ...

 لِنُشْعِلَ فَجْرًا،

نَرْفَعُ الحِجَارَةَ بِيَدٍ صَغِيرَةٍ ...

وَنَبْنِي بِهَا أُرْجُوحَةً ...

تَتَدَلَّى مِنْ سَمَاءِ اللهِ،

لَا مِنْ قَذِيفَةٍ...!


نُرِيدُ الحَيَاةَ، ...

لَا لِنَتَفَرَّجَ عَلَيْهَا مِنْ شُرْفَةِ العَالَمِ،

بَلْ لِنَحْيَاها كَمَا يَلِيقُ بِأَطْفَالٍ ...

عَلَيْهِمْ أَنْ يَكْبُرُوا،

وَيَضْحَكُوا،

وَيُكْمِلُوا الحِكَايَةَ...!


د. عبدالرحيم جاموس 

31 تَمُّوز / يَوْلْيُو 2025 م

الأربعاء، 30 يوليو 2025

يوصلتي بقلم الراقية جوليا الشام

 بوصلتي ..


ضاعت خطاي .. كأنني لم أولد

وصدى خطوي يرتجف

 في المدى .. يتبدد


أحمل خيبتي في حقيبة وجعي

وأمشي على جمر الذكرى

كأنني أبحث عني ولم أجد 


كل الجهات تصدني

كأن السماء لفظتني

 إلى أرض بلا أحد


أُحدق في المجهول

في وجهه ألف قناع

وفي يده خيط

 من سراب يتوعد


الريح تسرق شعري

تبعثر ملامحي

تسألني : من أنت؟

وأنا لا أجيب ..

فقد نسيت اسمي 

عند أول ارتجاف في معصمي


أتعثر بظلي ..

صار مرآة مشقوقة

فيها انكساراتي

فيها خوفي المتجدد


النسيان؟

خائن يربت على كتفي

ثم يغرس في قلبي رمحه المتقد


لست بخير ..

بعثرني الغياب كعطر 

فقد في معطف الغيم

ورأسي مثقل بأسئلة لا تنتهي

وأنا … أنا مجرد أنثى

تبحث عن دفء نبض واحد

في عالم لا يتجمد


عيناك كانت بوصلتي

والآن ..

 انطفأ كوكبي 

وتركني أتيه في مدارات لا تولد


بقلمي 

جوليا الشام

بين المجاز والحقيقة بقلم الراقية ضياء محمد

 بين المجاز والحقيقة...

أبحث عن مأوى،

أخبّئ فيه كلماتي،

لأجد ذاتي

مدفونةً تحت جمر السراب.


رغم الألم، ووجع الحمم،

أحضن شكواي... وأبتسم.


أمارسُ طقوسَ المستحيل،

أوقظُ الشمس،

لتفرشَ نورها

على أرضي الخرساء.


أصنعُ من وجعي

قناديلَ بحر،

لتنيرَ ديجورَ ليلي.


وأدندنُ كلماتي

على مسامعِ التخلّي،

ففي ثنايا الروح

ألفُ بوحٍ وبوح.


فوق سطح الماء أكتبها،

وفي جُبّ المدى أخفيها.


أمشي، فتسبقني الخيبات،

أشكو لريحٍ

تذرّ الحظ،

وعلى الأشواكِ تُلقيه.


عكس التمنّي والأحلام،

دائمًا... تأخذني حياتي.


بقلمي ..ضياء محمد

حذار كل شيء تغير بقلم الراقي خالد سويد

 ..... حذار كل شيئ تغير .....

٣٦٧

حذار ياولدي فالبحر غـدار

.......... في شواطئـه الأفكـار تغـرق

هـي الشرائـع تتبـدل وتنهـار

.......... حتـى الأسمـاء منـك تسـرق

لم يعـد حبيب لحبيبه سوار

.......... ولقمــة العــيش لمــن يسبق

الدنايـا لـم تعـد عيبــا وعــار

.......... لاعودة لمن في النـار يحرق

علمونا ليست فلسطين قرار

.......... وليس الجولان للشام مرفق

أمراء أمتي تشكـو من وهـن

.......... تتصالح مع عـدو دمـه أزرق

أعماهـم التطبيع في بريقــه

.......... والدولار فـي جيوبهـم يقبـع

حـذار بنـي لايغرنـك الذهـب

.......... فـي لمعـانـه الشيطـان يرتـع

هـذا شرقـي الهــوى جنوبـي

.......... وذاك رجعـي للـغــرب يتبــع

لو شئت الاستقامـة والهـدى

.......... دونك كتـاب اللـه هـو أوسع

ماترك مـن كبيرة أو صغيرة

.......... حتى الميت في القبر يسمع

 وسنةنبيه في النور فصلت

.......... وكل شيئ من نـوره يسطـع

بقلم سيد الحرف

خالد محمد سويد

أما قبل يا غزة بقلم الراقية رانيا عبدالله

 ... أما قبل ياغزة...  

كنت أهرب بكِ من الحروف وأحتمي من اللغة،  


والآن يا غزة، خانني الصبر.  


أكتبكِ، لا لأنك تُكتبين، بل لأنك أوسع من الورق وأضيق من أن يحتملكِ صدري.  


كل حرف عنكِ رعشة، وكل سطر محاولة فاشلة للقبض على المستحيل.  


كيف أصفكِ وأنتِ فصول من الدم والدهشة، من الحصار والمقاومة، من يتيم يبحث عن حضن، وأم ترجو الحياة لأبنائها تحت الركام؟  


كلما بدأت بكِ، انتهيت إليكِ...  


أنتِ الجرح الذي لا يندمل، والأمل الذي لا ينكسر.  


أعترف أن الوصف خيانة لكِ وخيانة للغة،  


لكن لا مفر... فالحب إن لم يُكتب يأكل صاحبه.  


ليكن هذا مساحة اعتراف، وشهادة أنني حاولت لا لأصفكِ، بل لأخفف عجز روحي أمام عظمتكِ دون أن أخسركِ أو أخسرني.


بقلم/رانيا عبدالله 


الاربعاء 20

25/7/30


🇪🇬مصر 🇪🇬

انعتاق بقلم الراقي عمر أحمد العلوش

 ( انعتاق)


في زوايا روحي الخافتة، حيث تسكن الأسئلة المتكررة، أشبه برحلة بلا خريطة. كنتُ أغني صوت الوداع ، أرتدي وجهي كزجاج هش لا يحتمل السقوط.

في صمت الروح حيث لا تحتاج الكلمات، تعلمت أن الاستغناء ليس هروباً ولا ضعفاً. هو همس داخلي، صوت يقول بهدوء: كفى.

كفى لكل من يثقل كاهلي بوجوده، لكل من يأخذ قلبي للجحيم لكل علاقة تستنزف روحي .

استغنيتُ عن الوجوه التي تُلهب قلبي بنيران الانتظار، عن الكلمات التي تشبه رياحاً باردة تهبّ من دون رحمة كلمات تجرح بصمت، وعن الأرواح التي تشرب من نبضي وكأنني ينبوع لا ينضب.

 لم أعد أعاتب، لم أعد أنتظر، ولا أبحث عن أسباب في عيون لا ترى، ولا عن أحلام لم تكن يوماً لي. لا أعاتب، لأن العتاب يضعف القلوب، ولا أنتظر، لأن الانتظار يقيد الأرواح، ولا ألتفت، لأن الماضي نسج من خيوط زائفة لا تغطي دفء حاضري.


الاستغناء هو حفظ نفسي ، هو أن أسير وحيداً، لكن بثقة من لا يحتاج لرفيق يملأ فراغه.في وحدتي وجدت قوتي، وفي صمتي وجدت راحتي، وفي عزلتي وجدت ذاتي.

استغنيت ، ليس هروباً، بل انعتاق من كل ما لا يُشبهني، انعتاق نحو ذاتي التي تستحق السلام .

وكلما أغلقت الأبواب خلفي، تذكرت من لا يغيب، ومن لا يخذل، ومن يكفيني بوجوده ، حضنه الدافئ، ملاذ قلبي، ونور دربي. معه أكون بلا انتظار، بلا عتاب، معه يزول الوجع، ويبدأ السلام.

هو حسبي .


✍️ بقلمي عمر أحمد العلوش

تحايا وهدايا بقلم الراقي أحمد محمد حشالفية

 تحايا وهدايا


سلام الأخ الممتن المقر والمعترف

بجميل الأحباب لعل القلوب تأتلف


تبعثرت حروفي لما حاولت أصف

صديقا عزيزا صاحب حرف محترف


تمنيت حينها فوق سور نينوى أقف

لأسلم عليه ثم أزور العراق وأكتشف


اسمه فخري والفخر لأمثاله مزدلف

ابن شريف والشرف بفعاله مكتنف


إلى الحدباء قلبي ولهان ومرتجف

كاحتداب دجلة بمساره ومنعطف


نفسي لأم الربيعين تشتاق وتتلهف

لأخ بالفضاء الأزرق جمعتنا الصدف


حق للموصل الفخر ويزيدها الشرف

لأنه ابنها وبخلقه كل العراق يتشرف


تحايا من بلد المليون شهيد بها أهدف

لبناء أواصر الإخاء ومن المحبة تغترف


أبياتي جواب لكل قارىء ملأه الشغف

هوصديق لم ألتقيه ومحبته لا توصف


بقلمي

أحمد محمد حشالفية

الجزائر

طفل الضياء أنا بقلم الراقي عز الدين الهمامي

 طِفلُ الضِيَاء أنَا

*****

تَشقّقَ صَوتُ وِجدَانِي وجَفّتْ

يَنَابيعُ الحنِينِ عَلى رُبَايَا

***

وأنا طِفلُ الضِيَاء وكُنتُ ميّتًا

فبعَثتنِي دُمُوعُ الأمْنِيَات عَطايا

***

أُحَاوِلُ أن أرَى فَجرًا ولكنْ

تُعانقُني الدُّجى قبلَ الزّوايَا

***

تسَلقنِي السُكوتُ كأنّ صَمتِي 

صَلاةُ الراحِلينَ عَلى البَقايَا 

***

وخَفَافِيشُ المَسَاءِ تَنَام صُبحًا

وصُبحِي مَات حُزنًا عَلى مَسَايَا 

***

سُؤالٌ فِي الضُّلوعِ: أ إنتَهيْنَا؟

أم ابتُليَ الزمَانُ بِمَا سِوايَا؟

***

ولكِنّي رأَيتُ النُورَ يَسرِي

وجُرحُ الوقتِ، يَنمُو في خُطايا

***

كبَذْرَةِ صَبرِ نوحٍ حِين تَمضِي

تُعانقُ فوْقَ الطُوفَان نجَايَا

***

فمَا ضَاعَتْ خُطانَا فِي عَراءٍ

إذا زَرعَ الرّجَاءُ بهَا مُنَايَا

***

يُنادِينِي الغدُ المَخبُوءُ سِرًّا

وفِي قلبِي لهُ ٱلافُ الوَصَايَا

***

فنهَضتُ مِن الرّمَادِ، وفَجرِي

يُبارِكُني، ويَغْسِلُني جِرَايَا

***

وفِي عَينِيّ لم يَبقَ انكِسَارِي

سِوَى ظِلٍّ يَمُرُّ عَلى الحَكايَا

***

فَلا ليْلٌ يُقيِّدُنِي مُجدّدًا

ولا ألمٌ يُحدِّدُ فيَّ غَايا

***

سَأكتُبُنِي من النُورِ احتِرَاقًا

وأنقِذُ مُهجَتِي مِن ذَا الفَنَايَا 

***

طِفلُ الضِيَاءِ أنَا وَكُنتُ مَيّتًا

فبَعَثتنِي دُمُوعُ الأمْنِيَاتِ عَطايَا 

*****

بقلمي عزالدين الهمامي 

بوكريم/ تونس

2025/07/29

غيمة الوداد بقلم الراقي سامي الشيخ محمد

 رداء الروح 100

غيمة للوداد


لأنك عطر الحياة

شهد الوجود

عنبر العمر

ريحانة الفصول

أريج الزيزفون وسنابل الحقول 

غيمة الوداد المبجل 

طيب الذكريات

بيلسانةُ النّهارِ

سوسنة الليل

زنبقة الفجر الندية

أيقونة المعبد

بدر الدّجى المنير

قبلة العاشقين الصالحين

طهر الأرض البتول للسقيا والإنبات

 والإزهار

 والإثمار الوفير

آية الحسن المبين

صرف الهوى

على مر العصور والأزمان


د. سامي الشيخ محمد

مصر بقلم الراقي عبد العزيز أبو خليل

 مصر


أوقفتُ شعري في البيانِ الآتي

وجمعتُ حرفي بل وحبر دواتي 


وجعلتُ ما بينَ السطورِ حكايةً

حتى أحاكي ما يدورُ بذاتي


لأقولَ صدقاًً من ثنايا مهجتي

( وطني لحبكَ قد وهبتُ حياتي )


ولأجلِ حبِّكَ يا سبيلَ كرامتي

ما زلتُ أهوى نظمها أبياتي  


لكنَّني في نظمها أنا حائرٌ

فذَهَبتُ أبحثُ عن قريضٍ فاتِي


من أينَ أبدأُ فالمحاسنِ جمَّةٌ

 لا الشعرُ يسْعفني ولا أدواتي


مصر التي في خاطري هي دولةٌ

لله فيها محكمُ الآياتِ


أدركتُ أنِّي في البريَّةِ مائزٌ

شتَّانَ ما بيني وبينَ رُعاةِ


أنا ها هنا فوقَ الترابِ مُجَنَّدٌ

فالأرضُ منْها أسْتَمدُّ صفاتي  


عَجَزَ اللسانُ عن الكلامِ أحبَّتي

فالوصفُ أكبرُ منْ حلا كلماتي


ما بينَ نيلك والفرات لغنوةٌ

فيها تَغَنَّى كلّ لحنٍ عاتِ


يا مصرُ إنِّي في هواكِ مُغَرِّدٌ

فالشعرُ نيلي والقصيدُ فراتي


عبدالعزيز أبو خليل

تشرين غنى بقلم الراقية نبيلة متوج

 (تشرينُ غنَّىٰ )

----------------

لا الرحيلُ بعيدٌ

و لا أنت منفىٰ

 أنتَ حمامةُ سلامٍ 

حطَّت علـىٰ أيْكَةِ قلبي 

 زيتونةً 

بلَّلتها مواسمُ الحنينِ 


تُرىٰ.. هل يبكي الغيمُ 

أغنيةَ عُرسِ اللُّجينِ

كيف لا تستعرُ النارُ

بتلويحةٍ           

و يزهرُ الدمعَ حُزنًا

من مآقٍ ظمأىٰ

يستوطن في دمي 

ألِفتهُ العصافيرُ

فالتجأت إلـىٰ أغصانها

لا الرحيلُ بعيدٌ

و لا أنتَ منفىٰ!

لعيونكَ الدافئةِ 

 وهجُ العواطفِ

و لغاتُ التَّوحدِ كتابُ وفاءٍ

علَّمتني المسافاتُ

دربَ الرفاقِ

فرأيتُ في مقلتيكَ 

خريطةَ قلبي

هل يكون الدخولُ إلـىٰ عالمكَ 

وُلادةً؟

و لأنكُ الوعدُ

تتوقُ لنظراتكَ 

همهمةُ القلوبِ و بوحُ الياسمينِ

تسرحُ في ابتساماتكَ

زقزقةُ العصافيرِ

تغفو بظل حكاياتكَ

قصةُ حبٍّ 

بألف تاجٍ 

تكلّلُ هامات السنينِ

تناديكَ الحناجرُ

يا وعدَ قلبي

بألفِ.. ألف نشيدٍ

تصيرُ المواعيدُ أحلـىٰ

و الصباحات أدفـىٰ

يخضر عُري الدوالي

بأجمل.. أجملِ وعدٍ

. . . . . .

تغفو القوافي علـىٰ شفتيكَ

 قوافلَ شوقٍ

و بعيني يسكنُ 

همسُ صلاةٍ

ترتِّلُ الحبَّ آياتٍ 

لعينيكَ يا وعدَ قلبي

تشرينُ غنَّىٰ

وأهدىٰ الصبحَ

لونَ المرايا

و ابتساماتٍ بلونِ الحكايا!

بقلمي نبيلة علي متوج.

    سورية

الدهر اضناك بقلم الراقي توفيق السلمان

 الدهر أضناك


بغداد ما عدتِ لنا رسماً لبغدادي

الدهر أضناك وكم ..حباً بحسّادي


أرنو إلى النهر وقد جفّت منابعه

فلا بساتين بها حتى ولا شادي


بغداد تسألني أين اختفى ليلي

ما بال سمّاري وما حال روّادي


كانت بوديان الهوى تحلو مرابعنا

لا مربعاً دام بها حتى ولا وادي


لم ترضى بالذلّ فطالتها الحروب

وأعادوا تاريخها إلى زمن الرقاد


قد دنّس الجهل أركان البلاد

فارتدت بغداد أثواب السواد


ونما جيلٌ جديد اِرتضى عيش

الجهالة والتخلّف والفسادِ


شرّ ما يدمي البلاد التغاضي

عن أمور العدل فيها والتمادي


توفيق السلمان

قبل أن يندى الجبين بقلم الراقي سمير الغزالي

 (قَبلَ أَنْ يَندَى الجَبين)

بحر الرَّمل

بقلمي : سمير موسى الغزالي 

رَفَّ قَلبي ذُقتُ أَحلامَ الطَّحينْ

توقِظُ الأحلامَ أوجاعُ اليَقينْ

وانثَنى قَلبي على آلامِهِ

تُخمَةُ الجوعِ وعَدلُ الظّالِمينْ

إِنْ شَكَونا خَيبَةً مِنْ أُمَّةٍ

مِنْ رَجاءِ اللّهِ لَسنا قانِطينْ

فَرَّتِ الخَيباتُ من أَحلامِنا 

وسَمَتْ راياتُنا بالصَّادِقينْ

فَلذَةُ الأَكبادِ تَبكي حَولَنا

كِسرةُ الخُبزِ سَرابٌ لايَبينْ

صائِدُ الأفراحِ يُردي خُبزَنا

أَيُّ صَخرٍ نابضٍ في العالمينْ 

والتَوى قَلبي على خِذلانِكمْ

دَمعُ أُمٍّ حَطَّمَ القَلبَ الحَزينْ

و انسيابُ الجوعِ في أَحشائِنا

بَعضُ كُفرٍ في قُلوبِ المُؤمنينْ

حَسبُ قَهرِ المَوتِ أَنْ يَسموْ بِنا

وهَوانٌ في قُلوبِ المُنعَمينْ

أُمَّتي عامَتْ على خَيراتِها

أُتخِمَتْ لَحماً وبِتنا جائِعين

صَحوَةُ المَوتِ بِشَجبٍ حائِرٍ

ثُمَّ نامَتْ أو صَحَتْ في الصّامتينْ

مَجدُنا يَسمو ونَسمو خلفه

كُلُّ يَومٍ سَيفُنا في الفاتِحينْ

ياهُدى الحَيرانِ نَوِّر دَربَنا

وَحِّدِ الأحبابَ في نَصرٍ مُبينْ 

 ذي رياضٌ قد شَمَمْنا عِطرَها

 فالبَسوا الأكفانَ سُحقاً للطَّحينْ

  تِلكَ أَسرابُ المَنايا شُرَّعٌ

  فَلنَخُضها قبلَ أَنْ يَندَى الجَبينْ

إِِنَّ نَصرَ اللّهِ يُعطى مِنحَةٌ

 للعِبادِ المُؤمِنينَ المُخلِصينْ

الخميس 24 -7 - 2025

العروبة في ذمة الله بقلم الراقي محمد ابراهيم ابراهيم

 💙العروبة في ذمة الله💛

أخي العربي مالك ... من مكان

فأنت بعالم الأرقام......... صغر

فلم تغلح ولو في صنع ... فأس 

لحفر تراب قبرك ....... أنت غر

لقد وصف العداة بأن..... زيدا

كجلمود ... وأن الرأس... صخر 

وهذاالزيد أنت أخي .... أجبني

لماذا لم يعد في الرأس.... .. فكر

دماغك حنطوه فلا .......... مجيب

إذا سألوه--......هذا الفعل ..... عهر

عروبتنا .... مهددة ............ فهلا

يفيق العرب ..... أو يزداد ... مكر

يحيق المكر أمتنا............ لبوسا

فهلا يوقظ .... الأعراب.... فجر

كفانا كالنعامة ........... لا نبالي

وندفن رأسنا .....لو... أج جمر

أما آن الوفاق ....... فنحن شعب

أبي.....صامد..... شهم....... وحر

لنا في سالف الأيام......... مجد

عريق كله ....... عز ....... وفخر

لم الخوف الذي قد دب .. فينا

وفرق جمعنا .....فقر ..... وقهر

ألا اعتصموا بحبل الله... هبوا

نوحد صفنا ..... فالعجز ... مر

إذا حل الخصام بأرض... شعب

فهذاالشعب لن ..... يجديه عذر

💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛

الشاعر:محمد ابراهيم ابراهيم 

العروبة في ذمة الله

سوريا 💜💜💜💜💜

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

يسعدني حبك بقلم الراقي فاروق بوتمجت

 يسعدني حبك


يسعدني حبكِ يا زهرةً،

تفتّحتِ بين الدموعِ الطهورْ

تنبُتينَ على ضفةٍ من نقاءٍ،

وتعطّرينَ الترابَ البخورْ

أناديكِ بين الزحامِ خيالًا،

وفي وحدتي أنتِ سرُّ الحضورْ

كأنكِ جئتِ من صبحِ قُدسٍ،

أو همسةِ حلمٍ يُذيب الصخورْ

بنفسجتي... يا حبي البكرَ،

يا رعشةَ القلبِ عند الزهورْ

رأيتكِ بين الظلالِ تصعدينَ،

كأنكِ فجرٌ تحدّى الدهورْ

تُمشينَ فوق الجراحِ خفيفةً،

كأنكِ وعدُ الشهيدِ الغيورْ

وتنشرينَ العبيرَ على الجائعين،

وتسقينَ عطشَ الطفولةِ نورْ

يسعدني أن هواكِ يقيمُ،

بروحي... وأنكِ طهري ومأوايَ دَوْرْ

أغارُ عليكِ من الريحِ لمّا،

تداعبُ خدّكِ مثل الزهورْ

أأنتِ نبيّةُ هذا الترابِ؟

أم أنّكِ أنشودةٌ في الصدورْ؟

إذا كان حبكِ ذنبَ العُشّاقِ،

فإني أُباهي بذاكَ المصيرْ

يسعدني حبكِ…

يا زهرةً لا تُباعُ، ولا تُشترى،

يا نشيدَ البقاءِ على الطينِ،

يا قُبلةً أبديةً من السماءْ


الاستاذ: فاروق بوتمجت (الجزائر 🇩🇿)

الثلاثاء، 29 يوليو 2025

أصداء اليقين بقلم الراقي طاهر عرابي

 "أصداء اليقين"


في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث، وتُبتلع فيه الحقائق بين جشع الحواس وخرس الضمائر،

لا تعود القصيدة ترفًا لغويًا، بل فعلَ مقاومةٍ وجوديّة.

“أصداء اليقين” ليست احتفالًا باليقين، بل تأمّلٌ في هشاشته،

في احتكاكه بالحيرة، والخذلان، والانتظار.

لا تقدّم القصيدة علاجًا، بل تضع اليد على نبض السؤال، وترفعه من هامش الغريزة إلى قلب الإدراك.

في كلّ مقطع، تعود الذات إلى ذاتها،

لتُعيد تعريف الانتماء، والخوف، والحلم، والصمت،

لا كمعانٍ جاهزة، بل ككائناتٍ حيّة تتشكّل مع كلّ خطوةٍ نحو المعنى.

لا تُغلق أبوابها، بل تترك النهايات مفتوحة،

فاليقين الحقيقي…

هو أن نمضي في الحياة،

دون صراخ يتجاوز ما يفرضه علينا الجمال.



أصداء اليقين

قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

دريسدن – 02.08.2024 | نُقّحت في 28.07.2025


لا نُساومُ على الألم،

فهو صديقُ الحزنِ المُرهقِ بأفكارٍ خاوية،

قامته شوكيةٌ عجيبة،

يمتدّ في بحرٍ من اليأس،

كأصدافِ أرقٍ ترقد في القاع،

بين الفكرةِ والنهوضِ المجهول،

بلا معنى… ولا خلود،

تحملُ لفظًا بلا حروف.


إلى أين؟

نذهبُ به… إن جاء كئيبًا.


نُحاول الرفضَ بمحاولةٍ فيها بقايا الإرادة،

آخرُ ما نملكُ من القوّة:

لن نبقى رهائنَ الحيرة،

وإنْ تعمّدنا الجنونَ انتقامًا من الخيبة،

كأعمى يتعثّر في الضوء والظلام معًا،

يداه تسبحان، وقدماه لا ترضيه،

فالهدفُ صراعٌ يوميّ، تحمله الخطوة،

نستجلي القوّة في اليقظة،

غيرَ مبالين بما يسحقنا

في ميادين القلق،

نُواصل حبَّ الوجود…

بشيءٍ من الخيال،

بشيءٍ من الواقع،

وبكلّ ما نملك.


من شهد اليوم،

كان قد شهد الأمس،

وبينهما… نحن،

في حلّة الضوء،

نُراهن على فتوى الصعود إلى القمّة،

بشيءٍ من العزيمة،

قبل ذوبان الأمنيات.


لم نفشل في شيء،

أكثر من البحث عن سُلّم،

أو حبلٍ متينٍ بوزن الأمنيات.


لا نشكّ في الرؤية؛

سيأتي التغيير،

حين تشتعل الذاكرة،

ويشتاقُ الانتماءُ إلى قُدسيّته،

في الأرض… والسماء…

وبين جبلين من العفّة.


الخلودُ جميل،

إن وصلنا مبكّرين،

دون أن نزهق أنفاسنا في الهباء.


الماءُ لا يهجر السواقي طلبًا للحرية،

إنه حرٌّ في جريانه،

ومداعبته للحصى ليست أمرًا مرسومًا.

فيه عطاء،

وفي الحُلم… أن يسمع السمك ترانيم البقاء.


كذلك انتماؤنا:

هو ما يملكنا،

لِنملكه بعطاءٍ وترانيمَ لذّةِ الحياة.


الغدُ ليس لمن غفل عمّا تنبته الأرض،

حتى ولو كان من زرعٍ لم يزرعه.

كلّ شيءٍ لك في أرضك،

حتى ولو كان عشبًا أو زعترًا برّيًّا،

وورودًا تُحيي النحل.

الصحوةُ فيها ندى…

فترقّب القطرات

على عناقيد العنب، وأكواز الرمان.


الغريب في رحلة المصير،

لن يكون لوحةً تملأ فراغ السعادة،

ولا شبحًا تخشاه الخفافيش.

إنه يبحث،

في الظلال والواقع،

عن صورتين:

صورتِه… وصورةِ الطريق.


يا غريبًا، إن مضيتَ،

فاحمل قنديلًا… ومرآة.

فالغربةُ تحتاجُ مَن يمنحها السعادة.

لا تكن غريبًا وحيدًا،

كطيرٍ مكسورِ الجناح،

مهاجرٍ حتى آخر نبضٍ فيه.

لكَ في الغربةِ نهاية… في الوطن.


نحنُ الصفرُ المطلقُ في معادلات البقاء،

لا نعلم ما قبلنا،

ولا نعرف ما بعدنا.

لا نخشى خطرًا،

ولا نُدركُ إلا بعناء.

والعدمُ… هو الصافي،

واللاشيءُ يحفّزنا على ولادةِ كلّ شيء،

إلّا ما نَصبو إليه أن يكون لنا نصيبٌ منه.


ننتظر الأيام،

لا خوفًا،

بل وعيًا أن الحيرة

دورانٌ في ثقبٍ سحيق.

فمن يُجيد الحياة،

هو من يسأل النائمين عن اليقظة،

لا من يُتقن فيزياء التكوين.


الصمتُ ليس غيابَ الكلام،

بل غيابَ ما يُقال.

احمل في فمك ما يُسمَع،

فصانعُ العطر ليس بالضرورة صاحبَ الرائحة،

بل من اغتسل بعطر الورود،

فأصبح طيّبًا.


لا شيء يُطفئك أكثر

من الانزواء على حوافّ المعنى.

ومن دلّك على الطريق،

قد لا يكون أعلمَ منك بالأشواك.

لكلٍّ منّا أشواكُه،

فامشِ على حذر،

ولو كنتَ عابرًا إلى ما تعرفُ مكانه.


نبدو ساكنين،

لكن الدمَ فينا

يحملُ سرّ الحركة نحو الصواب.

فلا تُرهق القلب،

حتى لا يصير هو من يتنفّس بلا هواء.

فليكن ذلك انتصارًا،

وليبقَ الصدر أمينًا عليه.


هل ما تبقّى لنا بات مفهومًا؟

أم أنّ الفضاء لا يحتضنه

إلّا من مشى على جراحه؟

لا تتعثّر…

فالعالمُ أكبرُ من خُطوة.

سنبدأ المسير،

ولن نبتعد أكثر من رمشةِ عين

عن الهدف.

فالحياةُ لا تُغيّرها الأحداث،

بل تُغيّرها الشعوب

إذا نهضت في وجه الظلم.

وإن ظللنا مسافرين،

فلنحذر من وَهمٍ مُزيّنٍ بالأمل.

سنجعلُ من الانتماءِ علمًا،

ونكون نحن هو…

فهو أقوى ما نملك.


لا تلوموا مرورَ السنين،

لم نكن رُوّادَ السفينة،

والفشل لا يصنع منّا رمادًا،

ولا لونُ الجراد يُنذر بفرحِ القمح،

ولا سهرُ العناكب يدلّ على الابتهاج.


لا بدّ أن ننزل إلى الأعماق،

لنعطي الحقَّ مجدًا،

ونحميه من حرّ الشمس،

ومن ترنّح الرياح.


نحنُ ماضون،

كالحياةِ حين تصحو من رمادها،

نرى الهدف…

هو بلوغُ الجمال، لا الصراخ باسمه.


(ط. عرابي – دريسدن)

السكري بقلم الراقي عبد الرحيم العسال

 السكري

=====

عشقت الحلو والسكر

وأبذل فيهما عمري

ودوما لا أرى بدا

أسلم فيهما أمري

ولكن بعدما مرت

ليال العمر يا قمري

كرهت حروف كلمته

سوا في البر والبحر

فسين كاف راء بها

همومي كيف؟ لا أدري

فبعد محبة مني

لعقت بطرفه مري

وقال معالجي أني

على وعد مع الضر

وكل لقيمة تأتي

وكل الشرب بالأمر

فلا أكل كما يحلو

وكل طعامنا قسري

وكل شرابنا ماء

وذاك طيلة العمر

حمدت الله سبحانه

وقلت عساه ذا أجري


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

الفساد سلطان بقلم الراقي الهادي المثلوثي

 *---------{ الفساد سلطان }----------*

قسما بما في البحار والسّماء من غرائبِ

وقسما بما في الأرض من آيات وعجائبِ

أنّ الشّعب سبب وضحيّة أغلب المصائبِ

وأشهد أنّ العناد قد أضحى منبعا للنوائبِ

وأنّ الفساد يتمركز في مختلف المناصبِ

والإثراء ضارب في أقلّ وأسمى المراتبِ

وأنّ الرّشاوى أمست مثل الرّيح للمراكبِ

وأحلف مقتنعا أنّ الفساد سلطان بمخالبِ

وأنّ للعهر عنوانا ووزنا ولا من محاسبِ

فالفساد مدرسة لصقل الذّكاء والمواهـبِ

في مجتمع لا أمان فيه من أخ أو صاحبِ

ولا تصفو حتّى أفعال الخير من الشّوائبِ

ولو عشت منطويّا لن تـنجو من المتاعبِ

ولكلّ بشر ما اختار من أساليب ومشاربِ

ونحن اخترنا سوء التّفاهم وعدم التّقاربِ

ويبدو أنّنا تعوّدنا على التّناطح والتّحاربِ

ولا غرابة فنحن لدينا العديد من المذاهبِ

وفي هذا ما يكفي من النّوازع والمشاغبِ

*---{ بقلم الهادي ال

مثلوثي / تونس }---*

إعمال الشعر فيما يحبه الله بقلم الراقي محمد أسعد التميمي

 إعمال الشعر فيما يحبه الله!


ولله حمدي كم يؤثر ذا الشعر

إذا شاء ربي إذ لخالقنا الأمر


وذا الشعر يا قومي من الله منّةٌ

فكيف به نعصي وواجبنا الشكر


وماذا علينا لو جعلناه منهجا

إلى النصح والتوجيه يُحتسَبُ الأجرُ


فكم مستفيد من قصيدٍ معلّمٍ

وكم ضرّ منظومٌ به الفسق والعُهْرُ


وأجدادنا قد خلفوا خير شعرهم

فمن شعرهم ما احتار من نظمه الفكرُ


فهل نحن نسعى في طريق به سعوا

أم الجهل أقصانا وحلّ بنا الشرّ


سألت إلهي أن ينير دروبنا 

وإن شاء ربي زارنا النور والخير


وصل أيا رب الورى كل ساعة

على من بما قد سنّه ارتبط النصر


محمد أسعد التميمي القدس فلسطين.

ارحل بقلم الراقية ندى الروح

 #إرحـــــلْ!

تبّا لي حين غرقتُ

 فيكَ دون سترة

 للنجاة!

كم كانت تبتلعني

 بلاهتي وسط 

محيط عينيك!

لم أكن أعرف 

قبل اليوم أن

 الحب خطيئة

 لا تغتفر...

و أنني حين

 أحببتك قد حملت

 وزر الصمت!

فليس غيري من

 يسمعني حين

 أشتاق...

و هل كان للشوق

 يوما صرخة؟

 كتلك التي تسكن

 صدريَ الآن؟

ثُم من سينجيني

 من هذا الغرق؟

يا من ظننتك

 حبيبي!

و علقتُ على نبض

 قلبه وسام الوفاء!

اليوم أدركت 

كم كنت إمرأة 

حمقاء...!

أنا يا سيدي

 أعشقك حتى

 النخاع...

 أما أنت فتبيعني

 معسول الكلام

 وبعضا من فتات

 الأوهام و الأحلام

و ترتدي كذبا

 أقنعة الهيام!

صدّقتُ لهفتك 

و كلمات أشعارك 

المسروقة من

 دواوين العشاق!

أحببتك كطفلة

 وليدة خرجت لتوها 

من رحم الحياة 

تبحث عن قطرات

 الحب...

 لا عن حليب أمها!

أي فطرة تلك 

التي جُبلتُ 

عليها ؟

أنا التي أحببتك

 كل هذا الحب؟

و أي مجرم كنتَ

 أنت في الحب؟

اليوم بعدما ابتلعتُ

 ملوحة البحر...

ها أنا ذي أنتفض 

لأعلن انسحابي

 من مطاردة

 السراب...

فليس هناك

 طعنة أعمق 

من طعنة

 الخذلان ...

أيها العاشق

 المتأنق بالزيف !

يا من سرقت

 ضحكاتي البريئة

 باسم الحب

 أنا لم أمت حبا

 ولكنني مِتُّ

 انكسارا وخيبة 

في زمن الخيانات...

إرحل...

إرحلْ فبعض

 الخيانات بداية 

حياة ...

أراني في سكون

 العواطف أتعثر

 ببعض الألم 

لكنني لن أنكسر!

سأغير وجهتي

 إن التقيتك 

يوما في مفترق

 ذكرى...

لأنني قد عشقت

 وحدتي ...

و لم أعد في

 حاجة إلى حب

 يسقيني عسلا... 

و يدسُّ لي في

 ثناياه سُمّا...

#ندى_الروح

الجزائر

أرض الشهداء بقلم الراقي علي بن محمد زارعي

 أرض الشهداء


ذق طعم الحيف،

في ألوانه وانثر

مذاقه على الجدران

وعلى رصيف النبلاء

 فعسى تتشكل موائدهم 

تشردا جوعا

  وبكاء،

وعسى ينبئنا الضيم 

بأن الشتاء جفاف 

و بأن 

ستابل القمح في حصار 

تشتهي الارتواء


ذق طعم الحيف

كما على شفتي رضيع 

يحتضر 

يشتهي ضرعا 

أو مرعى  

كما التشرد زمن الأنبياء

وكمن يهيم 

على قفى الخوف 

 خفافيشا تحجب الأنوار

تحاصر السماء،

أيا غزة من فلسطين 

قطعة تنبت الأشراف

 أسياد الأرض 

  شقائق النعمان 

مخضبة حناء،

أيا غزة من فلسطين 

ريحان يعطر النسيم 

يقتحم الأرجاء

أيا غزة،،،،

  من رحم العالم 

 بخور منك فيه روح 

الطيب من دم الشهداء

رغم الداء و الأعداء


الأستاذ محمد بن علي زارعي،

في حضرة التشكل بقلم الراقية كريمة احمد الاخضري

 في لحظات التأمل العميق، تتبدّى الذات وهي تخوض صراعها بين الثابت والمتغير، بين الأصل والتحوّل.

فالتشكّل هو لحظة تحوّل داخلي، تنسلخ فيها الذات عن ثباتها لتعيد التعرف إلى ملامحها بين النور والظلّ.

إنه انبعاث جديد من أعماق الغياب، حيث تدرك الروح حقيقتها بعد طول غفلة.

_________

#خاطرة:


" في حضرة التّشكّل "


وحين أغوص في أعماقي، يتوهّج الحدّ كنقطة فاصلة، أو كعتبةٍ بين نقيضين جليّين: الوجود والعدم، النور والظلام، الذات والآخر.


فكأنّ هذا التوهّج لحظة انكشاف، أو اشتعال، أو لحظة إدراكٍ جليٍّ حادّ.

تهلّ لحظة الوعي كأنها استنارة، تحوّل، فأرتدي عباءة التشكّل، ولا أستغني عن ظلّ ظلي، فهويتي قائمة داخل هذا الغلاف المتحوّل.


وفي باطن الذات، كنت أنا موجودًا، فذاك هو حضوري الحقيقي.

هناك فقط، أدركت ذاتي الخفية التي كانت، طيلة عمري، مخفيّةً عني.


إنها لحظة الولادة من جديد، حيث تشتعل الذاتُ وعيًا، في حضرة التشكل، وتنهض من حجبها الأولى كأنها تعرف للمرة الأولى أنها كانت دائمًا هناك... لكنها لم تكن تعلم.

 

وفي النهاية، أدركتُ…

أنني كنتُ فقط بحاجةٍ إلى أن أستفيق،

لأكون ذاك "الأنا" الذي يسكن أعماقي.


19/07/2025

شفاءالروح 

الجزائر 🇩🇿

اخلعوا ربطات اعناقكم واصغوا بقلم الراقية ندى الجزائري

 "اخلعوا ربطات أعناقكم.. واصغوا!"


اخلعوا ربطات أعناقكم

قبل أن تتحدثوا عن العدالة،

فمن يتكلم من برجٍ رخامي

لا يسمع صوت الجوع

حين ينهش ضلعًا صغيرًا

في صدر طفلٍ لا يملك حتى اسمه.

اخفضوا أصواتكم،

فلعلّ صمت المعدة

أبلغُ من خطبكم النارية

ولعلّ ارتعاش جسدٍ نحيل

أصدق من نشرة أخباركم الملفّقة.


هل شممتم يومًا رائحة طفلٍ جائع؟

ليست رائحة فقر فقط

بل رائحة خيبة

وملعقةٍ لا تطرقُ صحنًا فارغًا

بل تطرقُ قبرًا صغيرًا يُنادى فيه على الحياة…

ولا تأتي.


أيها المتخمون بالمؤتمرات

المنفوخون بوعودٍ لا تهضم

قولوا لي:

كم طفلًا يجب أن يموت

ليُسمّى الأمر "طارئًا"؟

كم أمًّا يجب أن تُجَنّ

وهي تُرضع الهواء لأصغر أبنائها

قبل أن تهتزّ كراسيكم؟


أما تخجلون؟

الجوع لا ينتظر جدول أعمالكم،

ولا يمضي عطلة آخر الأسبوع.


نحن نعرف وجوهكم،

نحفظ أصواتكم،

لكن أطفالنا…

لا يعرفون الطفولة!


كل رغيفٍ تأخر

كل حليبٍ سُرق

كل لقمةٍ حوصرت…

وصمةٌ في جبينكم،

وعارٌ لن يغسله تاريخ.

اصمتوا...

واتركوا المكان لأصوات الأمعاء الفارغة

فهي أصدقُ من كل منبر،

وأقدسُ من كل خطاب.

ندى الجزائري /أم مروان /

حوار الروح بقلم الراقية سعاد الطحان

 ...حوار الروح

...................

....بقلمي..سعاد الطحان

........................

...قالت الروح للبدن

...إني لك أعتذر

...عما مني قد بدر

...فكم كنت رفيقي 

....في متاهات القدر

....كم أجبرتك

...على السهر

...لأقرأ..لأكتب

...لأناجي القمر

...كم جعلت دموعك

....تنهمر

....تشاركني.جرحا

...لايبقي ولا يذر

..كم سهرت معي

..أرسم آمالا

...وفي النهار 

...لم أجد لها أثرا

....كم أجبرتك على الدواء المر

....ونسيت أن أسقيك

...قطرات من العسل

..قال البدن للروح

...لاداعي للاعتذار

...فأنا الراكب

...وأنت القطار

...وأنا بدونك

...سأظل واقفا

...على رصيف الانتظار

....سعاد الطحان

عتاب بقلم الراقية مليكة إسلام

 #عتاب#


عاتبت صمتي أمامك…  

لأنك لم تسمع صراخي الصامت،  

رغم أن الكبرياء جمّد دموعي،  

ما زال في القلب مساحة 

لوداع بلا انكسار.  

أخبرتك مرارًا أن قلبي

 ليس محطة انتظار،  

ولا روحي ساحة عبور

 لعابري السبيل،  

اخترت الرحيل فكنتُ

 بوابة الضوء لنفسي،  

وكلما نسيتني في زحام انشغالك  

وجدتني أسبقك 

إلى النسيان بابتسامة.  

سأمضي وأمامي

 الحياة واسعة،  

وأنتَ من اليوم ذكرى…  

أكبر من أن أعود،

 وأقوى من أن أنحني.


*مليكة بويديا (مليكة إسلام ).

ما يليق بي بقلم الراقية نور شاكر

 ﴿ ما يليق بي من الله ﴾


هذه المرة... اخترت الوقوف

لن أمضي خطوة إلى الأمام، ولن أعود إلى الوراء سأكتفي بالمراقبة، لأرى ما الذي سيختاره لي قدري 

لن أرفع يدي طالبًا شيئًا بعينه

بل سأسأل الله أن يمنحني ما يليق بي

ما ينسجم مع ضعفي وقوتي، مع قلبي المثقل وصبري الذي ما عاد كما كان


نزف قلبي حتى جفّ

وامتلأت روحي بحريقٍ لا يُطفأ

الخيبات صافحتني مرارًا

والأمل الكاذب عانقني مرةً أخرى...

فخطوتُ نحوه بعينٍ لا ترى

وقلبٍ أرهقته الأخطاء

وعقلٍ أنهكته المحاولات

لكنني الآن سأقف... وأترك لما كُتب لي أن يكون فربّ الخير فيما لا نعلم

وربّ الله أحنّ مما أردنا.


نور شاكر

سيدة الضوء بقلم الراقي سامي الشيخ محمد

 رداء الروح 99

سيدة الضوء 


لسيدة الضوء أجمل الورود الناثرات عبيرها الكوني وأزاهير الحياة  

سنابل الحقول 

وبنفسج الوداد المبجل 

حنين اليمام على أسوار مدينة الحب

 والمسرة والسلام

همس الجداول الجارية بماء الورد المصفى 

وخفق الفؤاد 

تسابيح الفجر الندي والوصال العليل 

أطايب العود والند والرند

 والعنبر والزيزفون والريحان 

تسامرك السها ومصابيح الدجى والثريا 

وحارس الليل الأمين في العلا 

وعلى الأرض 

حصاد وفير ومحبة 

ووئام


د. سامي الشيخ محمد

ربما أتت بقلم الراقي محمد محمود البراهمي

 ربما آتت

وكنت أنا الغائب 

من وقع حرف في جملة

من كلمات من أسطر القصيدة

ربما كنت وحدي

أبحث عن وقت جديد

على ناصية زمن لا أعرفه

أو على مفترق ضفيرة

في حلم

كنت أتفقد أرض موتى

وجنود المعركة المهزومين

ومكامن النفي 

وهم يكتبون الأسماء 

في لوحات مخفية

ويتحدثون بلوعات القذف

وأوزار الخطيپة 

همسات من وراء قلوب بالية

ارهقها وهن العقول

وبرد الضمائر

رأيت ذئاب الخوف تعود أدراجها

النظرات تتعانق دون مصافحة

الأشجار تحتضن الظلال

البرق يهتف ومصابيح الساعة

تعطلت  

الأصابع خرجت من حكمة التصريف

وقفت مصابيح الشمس 

على ضفاف البحر

في وطن الجرح أبكتنا القصيدة

على سطوة الغزل 

في سماء الأغنيات

هل كنت على صواب

حينما تماديت في النوم؟

على متسع خزائن قلبي 

وهويت أكاذيب الخرافة 

كانت تلاطفني بلا رشد

في قصائد الغزل الشبيهة 

وترسل طيرها يغني لي

كانت المراكب تطوف حول الروح

قرب قربي القريب مني

تلون مشاعر التحابب

وتحسن تفسير ألغاز الحب 

وتملأ براح غيابها بألوان النشيد

فسرت هذا كله بأنها الحياة

  الشاعر محمد محمود البراهمي

حزني على زمن بقلم الراقي عماد فاضل

 حزْني على زمنٍ


أرَى مِنَ النّاسِ مَنْ فِي اللّغْوِ قَدْ سُجِنُوا

وَاسْتَبْدَلُوا الحَقّ بِالبُطْلَانِ مُذْ فُتِنُوا

عُذٔرًا إذَا مَا رَأيْتَ الدّمْعَ مُنْهَمِرًا

فَإنّ لِي خَافِقا ضَاقَتْ بِهِ الوُتُنُ

عَلَى مَدَى حِيرَتِي بَيْنَ الوَرَى وَمَدَى

حُزْنِي عَلَى زَمَنٍ مَا عادَ يُؤْتَمَنُ

رَاحَ الضّمِيرُ سُدًى فِي قَلْبِ فَانِيَةٍ

مُذْ ثارَ ثَائرُنَا وَاخْتَلّتِ الأذُنُ

تَبًّا لِأوْبِئةٍ ضَاقَ الزّمَانُ بِهَا

أقُولُهَا عَلَنًا فِي وَجْهِ مَنْ طَعَنُوا

أقُولُهَا مِنْ صَميمِ القَلْبِ صَادِقَة

حَسْبي منَ الظّالمِينَ الجوْرُ والفتَنُ 

إنّ الحَيَاة لِمَنْ لَمْ يَدْر مَرْحَلةٌ

وَالنّاسُ فِي حُضْنِهَا لَا شَكّ تُمْتَحَنُ

مَاذَا جَرَى لِكُفُوفِ الجُودِ قَدْ قُبِضَتْ

أمَسّهَا طَائفٌ أمْ أهْلُهَا دُفِنُوا

يَعْلُو المَقَامُ إذَا مَا جَدّ صَاحِبُهُ 

وَإنْ غَفَا الطّرْفُ حَتْمًا يَرْخصُ الثّمَنُ


بقلمي : عماد فاضل(س . ح)

البلد : الجزائر

قتلوا الطفل أمير بقلم الراقي عبد الله سعدي

 "قَتَلوا الطّفلَ أمير… في المكانِ ذاته"

(بقلم عبد الله سعدي)


---


قَتَلوا الطّفلَ أمير…

في المكانِ ذاته،

حيثُ كانَ يركضُ خلفَ الفراشات،

ويضحكُ للسماء…

دون أن يدري أن الرصاص

لا يفهم لغة الضوء.


قَتَلوه،

وكانت يده الصغيرة

ما زالت تمسكُ بلعبته،

كأنّه يُريدُ أن يُكمل الحكاية

التي بدأها البارحة مع النجوم.


قَتَلوه،

لأنّه يشبهُ الغد،

يشبهُ الشروق،

ولأنّهم لا يحتملون

وجهًا لا يعرف الخوف.


قَتَلوه،

فارتجفتْ الأرصفةُ،

وبكتْ الحجارة،

وتوقّفَ الوقتُ قليلًا

ليعتذرَ له… لكنه مات.


قَتَلوه،

لكنّه صار أغنية،

تُردّدها الأمهات

حين يُنجبنَ حلمًا جديدًا


ويُسمّينه: "أمير"… من جديد.


---

نولول كالعجائز بقلم الراقي محمد الدبلي الفاطمي

 نُوَلْوِلُ كالعَجائِزِ


يُرَوِّضُنا الغَلاءُ كما يشاءُ

وَعنْ أوْضاعِنا كَثُرَ البُكاءُ

نُوَلْوِلُ كالعَجائِزِ ليسَ إلاّ

وفي الأسواقِ هاجَمنا الغلاءُ

وهذا أضْرمَ الأثْمانَ بَغْياً

فَجاعَ النُاسُ وانْتَشَرَ البَغاءُ

مُضارَبَةٌ يُصاحِبُها احْتِكارٌ

ونَهْبُ للْمواطِنِ واسْتِياءُ

وإنّ الضّغْطَ يَعْقُبُهُ انْفِجارٌ

وربُّ النّاسِ يْفْعَلُ ما يَشاءُ

                            

تَلَوَّثَتِ التّجارَةُ في بِلادي

وأضحى الوَضْعُ مُتَّسِخَ الأيادي

وَأغْمَضَتِ الرّقابَةُ كُلَّ عَيْنٍ

تُحاوِلُ أنْ تَحُدَّ مِنَ التّمادي

وكانَ على الحُكومَةِ وَقْفُ هذا

وَغَلْقُ البابِ في وجْهِ الفَسادِ

وللأسَفِ الحُكومَةُ لا تُبالي

وتَمْضي في الهُروبِ مِنَ الرّشادِ

كأنّ شُعوبنا أمْستْ قَطيعاً

تُقادُ كما يُرادُ إلى المُرادِ


محمد الدبلي الفاطمي

يا صبرا بقلم الراقية سلمى الأسعد

 يا صبراً

 امنحنا القوةْ

ياصبراً

 قاومْ عدواناً

يقوى بالقهر

بسلاح العهر


ياصبرا

 امنحناالعزمْ

لكي نمضي

نتحدّى الظلمْ

نتحدى الشرّ

 بإيمان يسطعُ كالفجر


ياصبراً لا تنسى أنّا

نحنُ الأخيار

أقوى من نيران الحقدِ

ومن الفجّارْ

الحقدُ اذا هزم الحقّ

يغدو أعمى

 الحبُّ به يغدو أعمى

لكن الحقَّ هو الباقي

وهو الأسمى. 


يا صبراً علّمنا أنّا

سنعيشُ الحلمَ كما نبغي

سنعيش الحلمْ

 وسيغدو الواقعُ برّاقاً

ويزولُ الظلمْ


 وستعلو راياتُ الحقِّ

سيهزمُ أعوان الشيطانْ

بلا شكٍّ

وسيُسحق أجنادُ الطغيان 


 سلمى الاسعد


.

أرضاك هجرك بقلم الراقي عبد السلام جمعة

أرضاك هجرك

.......

أرضاك هجرك واستسغت شقائي

                وطعنت كل محبتي ووفائي

وتركتني بين المواجع صامتا

                وتجاهلت أذناك شجو ندائي

أوهمتني بالحب ثم جعلتني

                       نهبا لكل مصيبة هوجاء

قد كنت أحسب أن حبك فرحتي

                          فإذا به يأتي بكل بلاء

أنا بعت نفسي للغرام مجاهرا

             ورفضت انت من الغرام شرائي

أنا لن أعود إلى الهوى حبي انتهى

                  وتركت دربك بعد طول عناء

مزقت قلبي في خناجر غدرك

             وقتلت في ذاك الجفاء رجائي

فوجدت روحي في مخالب كاسر

                   وتبعثرت وتناثرت أشلائي

أو كيف أرجع للغرام مسالما

                     أو هل أعود لعلة وشقاء

وقسا فؤادي بعدما نال الضنى

               ثم استعدت من الزمان إبائي

أنا لست عبدا للحسان وإنما

                     عبد لكل بشاشة وصفاء

ألقي فؤادي في بساتين المنى

                     طمعا ولا ألقيه للرمضاء

فإذا وجدت الود أعطي مثله

              وأرش عطر الورد في الأرجاء

أنا ماكذبت الود كنت بنيته

                    صرحا يضيئ بقمة شماء

 كذابة العينين ما عاد الهوى

                لحني ولا عاد الغرام دوائي

تبا لقلبي إن يعود مهادنا

           فلقد دفنت الحب في صحرائي

ما عدت املك للغرام حديقة

            ما عدت أملك غير لحن شقائي

ها قد صحوت فلن أعود متيما

              فالحب فارق مهجتي وردائي


بقلمي.الشاعر عبدالسلام جمعة

الاثنين، 28 يوليو 2025

على متن أمواج الجمال بقلم الراقي ابن سعيد محمد

 ! على متن أمواج الجمال 


بقلم الأستاذ الأديب والشاعر : ابن سعيد محمد 


أنت شدو الصباح يحمل بسما 

و ضياء و رائعات الوجود  


و أصيل ضم الظلال و عزفا  

يصرف الحزن عن معنى عميد 


 وجمال الفصول يختال وثبا  

يسم الكون في ابتهاج فريد   


 يا لقلب هوى الجمال انثيالا 

و لعين رنت لكل نضيد 


أنت أترعت بالمحاسن عمقا    

و شعورا ذا و قدة و نشيد   


وترنمت بالروائع حبا  

و هياما و كل معنى سديد   


في حناياك حل كل جميل   

و رفيع من ملهمات الوجود  


و تهادت زهور مرج خضيل  

لمحياك ، ما لها من محيد


أنت أيقظت خافقي و شعورا   

لفضاء ذي روعة و ورود


أنت وشحت بالجمال شعوري 

في وجود مخضوضر وسعيد  


كم صباح حوى النفوس ببشر  

سكب الحسن في المدى والوريد 


نثر الحب و الضياء انتشاء  

و سما للنجوم في تغريد 


كم مساء انثال حسنا و عزفا

دحر الحزن و انطواء الشريد   


متع ألهمت شعورا و قلبا   

و وجودا رنا لكل جديد  


متع زينت دروب مسير   

لعلاء و رفعة و خلود     


متع فتحت عوالم سحر    

و تصدت لمهلك و جمود 


يا عهودا ترنمت بالمعالي  

و غد باسم المحيا حميد 


سكن الحبر ذاتنا و الحنايا 

 و تهادى بمنظر منضود    


روعة الحبر موجة و رنيم 

و رحيل لكل نجم بعيد 


روعة الحبر نفح خضر رياض  

و ورود أكرم بها من ورود   


إنني شمت في المآقي ربيعا    

ذا جمال و فرحة و سعود   


يتهادى بعطر ورد خضيل 

ينعش الروح لا يريد صدودي  


نعم ساقها الإله عطاء   

ضمخت دربنا بعطر فريد  


نعم تطرب الفؤاد و تشجي    

لجة البحر و المنى و و جودي  


لك في لبي المعنى ثناء

  وفاء يطوي المدى و حدوديو  


و الجمال الرفيع روض موشى 

برواء و نغمة و برود    


سكن العمق ما له من محيد   

و ضميري ويقضتي وشرودي    


الوطن العربي : الخميس / / تموز / جويلية / 2025م

قطعة السكر بقلم الراقي عبد الرحيم العسال

 قطعة السكر

(الي بنياتي رويدا وروان ومريم) 

========

دعوتك قطعة السكر

فلا أشهي ولا أنضر

ولا أغلى ولا أحلى

ولا أبهى بذا المنظر

عيونك قطتي سحر

وأنفك قطعة المرمر

ووجهك في الدجى قمر

وشعرك يا فتا أشقر

وثغرك ضاحك يلهو

وما أحلاه إن (كركر)

وذا در بداخله

تلألأ ثغركم بالدر

ف(بابا) إن بدت منه

و(ماما) وردة تزهر

جميل كل ما تأتي

وإن كان الذي أحذر

وقال الناس في البنت

ورحت بحقها أشعر

حبيبة أمها حقا

ولي يا قطتي ذا العمر

فإن قالوا هي الزهر

أضفت (وقطعة السكر) 


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

أخي إلى متى بقلم الراقي أحمد عبد المالك أحمد

 "أخي... إلى متى؟"


أخي... إلى متى الانقطاع؟

ونحنُ حملنا دمًا لا يُباعْ

تشاركنا رحمًا، وبيتًا، وسرًّا

فكيف انتهينا غبارَ النزاع؟


أخي... أما تتذكّرُ وجهي؟

وكيف احتميتَ بضلعي الوَديّ؟

وكيف سهرتُ لمرضكَ يومًا

أُخبئُ خوفي وراءَ الندِيّ؟


تخاصمنا؟ نعم... هذا طبيعي

فما طابت النفسُ دون المنيِّ

ولكنّ قلبِي كما تعلمُ الدربْ

يحنُّ إليكَ... كنهرٍ سخيِّ


أخي... وأين الملامحُ فيك؟

تغيّرتَ؟ أم ذبلَتْ في يديك؟

كأنك شيءٌ بعيدٌ سرابٌ

نسيتُ حنيني، نسيتُ عليك


أما قلتَ لي ذاتَ يومٍ: "رفيقْ

سنبقى كما كان عهدُ العقيقْ؟"

فأين العهود؟ وأين الوفاء؟

وأين احتراقُ القلوبِ الرقيقْ؟


أخي... تعالَ نكفّ الجراحْ

فمن ذا استفادَ بخنقِ الصباحْ؟

تعال نضمّدُ عمرًا تمزّقْ

و ننسى الخصامَ، ونمنحْ سماحْ


أنا لا أعاتبك اليومَ لومًا

ولكنّ قلبي يموتُ ألمًا

فكيف تسافرُ عنّي كأنّي

غريبٌ، كأني عدوٌّ.. ندمًا


صغيري، شقيقي، رفيقَ الصبا

أما آنَ ترجعَ مثلَ الضياء؟

فكلُّ الخطايا تُمحى بعذرٍ

وتبقى المحبّةُ طوقَ البقاء


أخي... لستُ أطلبُ عذرًا كبيرًا

ولا أن تعودَ كأن لم يكنْ

ولكنْ تعالَ... فقلبي انكسرْ

وما عدتُ أحتملُ البُعدَ عنْ


تعالَ نعودُ لأوّلِ حُلمٍ

زرعناهُ يومًا بأرضِ العُيونْ

فإما نكونُ كما قد بدأنا

وإلا... فمتنا، ولم نكُ نكونْ


إلهي... إذا لم يحنّ الأخُ،

فمن لي سواهُ؟ ومن للسكُونْ؟

خذْ قلبي إن كان يُبقي الجفاء،

ولا تجعلِ الدمَ... يُنسى القرونْ


بقلم د. احمد عبدالمالك احمد

أسبازيا صدى عشق بقلم الراقي عبد الرحمن بكري

 أسبازيا .. صدى عشق


1

ما كنت لأحمي اسمك.. .يا أسبازيا 

 من رياح اقتلعت ضفيرتك

حد الكنس 

وقد دونت حكمتك 

صالونات الكلام 

بمداد الألق

تشهد على مجد 

لم يستسغ رواة الأديان 

أن تكون أنثى 

قبل العصر الأبيسي

قائدة وملهمة 

ولحظة عبرت نفق السماء

وإني لأشهد لك .. يا أسبازيا 

إنك على خريطة حدسي 

  ستعودين .. لا محالة

عاشقة للتجريب .


2

ما كنت لأحبك يا أسبازيا .. حد الوجع 

دون أن تتورم 

عضلات قلبي

وصدى أنفاسك

يحتل الشريان 

يختر دمي 

ودون أن يستدعي أمري 

زيارة الطبيب .


3

ما كنت لأحمل لك...كل هذا الشوق  

دون أن تضرم النار 

في جسدي

وتذوب آثار جروحي 

ويظل شبحك 

يحيى عبر الزمان

من بقايا عشق 

ظل على وسادة سهد 

يتحير 

وحفيف اوراق الخذلان 

على شهقات " الخيام ”

وعزف نايات النحيب .


4

ما كنت لأتحمل هذا العبء .. على عاتقي 

دون أن أحمل شعاع الشمس

في قوارير النبيذ

و أتعلم من خبايا نفسي

خطايا الأمس

وأنفض غبار وهم 

نما في عيون جاحظة

وتصلب من عناد ملة 

لم تتعب حوافرها من النصب  

كانت تدعوني لارتداء كفن 

حتى صحت

صور من بقايا شرخ قديم 

يعرض أحوال النسب 

لعادة سيئة

 في عُرف العرب .


                                      عبدالرحمن بكري

نصف قرن وإرادة بقلم الراقية جهان إبراهيم

 نِصْفُ قَرْنٍ وَإِرَادَة  أَرَى الْخَمْسِينَ لَكِنْ لَسْتُ أَدْرِي أَيَأْسٌ فِي الْفُصُولِ أَمْ سُرُورُ؟ فَقَدْ مَرَّ الشِّتَاءُ وَالصَّيْف...