أنا المَمْهُورُ في حُسْنِ المَآلِ
وَفي حُلَلِ المَكارِمِ وَالجَلالِ
وَلَسْتُ أضِيقُ إنْ رُفِضَ اعْتِدالِي
فَطَبْعُ النَّفْسِ بَعْضٌ مِنْ خِصَالِي
وَطَبْعُ النَّاسِ لا تَرْضى بِحالٍ
فَكَيْفَ لَها بِأَنْ تَرْضى بِحالِي؟
إِذا اسْتَحْسَنْتَنِي سَتَطيبُ ظَنًّا
وَإِنْ ساءَتْ ظُنونُكَ لا أُبالِي
وَإِنْ أَشْرَقْتَ في عَيْنَيَّ حُسْنًا
فَشُكْرًا لِلضِّياءِ وَلِلظِّلالِ
تَسُوقُ الرِّيحُ أَشْرِعَتِي وَتَجْرِي
فَكَيْفَ تَقَرُّ أَنْغامِي الغَوَالِي؟
أَنَا طِينٌ جُبِلْتُ عَلَى الخَطَايَا
وَلَسْتُ البَدْرَ كَيْ تَرْجُو اكْتِمَالِي
أَنَا جَمْرٌ تَوَارَى في رِمَالٍ
أَنَا مَاءٌ يُنَادِمُ بِالوِصَالِ
أَنَا لَيْلٌ يُسَاجِلُهُ ضِيَاءٌ
أَنَا نُورٌ تَوَرَّدَ بِالجَمَالِ
أَرَى الأَقْدَارَ تَسْقِي المُرَّ قَسْرًا
فَكَيْفَ أَبُوصِلُ الهَدَفَ المِثَالِي؟
وَلَسْتُ النَّجْمَ تَرْقُبُهُ البَرَايَا
وَلَكِنِّي أَتُوقُ إِلَى العَوَالِي
وَلَسْتُ الشَّمْسَ تَحْجُبُهَا عُيُونٌ
وَلَكِنِّي تُعَانِقُنِي اللَّآلِي
أَنَا وَادٍ تُغَطِّيهِ ثُلُوجٌ
وَتَحْتَ الثَّلْجِ تَكْتُبُنِي رِمَالِي
تَعَوَّدْتُ الخَطَايَا مُنْذُ بَدْئِي
فَلَا تَأْمَلْ سُمُوِّيَ في المُحَالِ
أَتُوبُ مِنَ الخَطَايَا كُلَّ حِينٍ
وَتُرْجِعُنِي إِلَى نَفْسِي خِلَالِي
يَطِيبُ اللَّيْلُ لِي مَا طَابَ صُبْحِي
فَأَسْأَلُهُ وَقَدْ أَهْدَى سُؤَالِي
فَلَا تَأْمَلْ بِأَنْ تَلْقَى مِثَالًا
وَمَا في الأَرْضِ مِنْ بَشَرٍ مِثَالِي
أَنَا بَشَرٌ وَزَلَّاتِي جِبَالٌ
وَهَلْ سَهْلٌ إِذَابَاتُ الجِبَالِ؟
إِذَا مَا الدَّهْرُ سَارَ بِيَ ارْتِقَاءً
فَلَسْتُ أَضِيقُ مِنْ لَسْعِ المَقَالِ
أُرَاعِي الصِّدْقَ في هَزْلِي وَجِدِّي
وَكَمْ أَعْتَدُّ في رَأْيِ الرِّجَالِ
وَأَمْضِي في طَرِيقِي مُسْتَقِيمًا
وَلَا أَهْتَمُّ إِنْ قَالُوا ضَلَالِي
أَسِيرُ كَمَوْجِ بَحْرٍ في دُرُوبِي
وَلَا أبْتَزُّ في قِيلٍ وَقَالِ
✍️ هائل الصرمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .