قصيدة عناق المدى
........
لو كان عندي منجل
لحصدت أشواك المنجم من دمي
ورميتها في راحة الوقت
المسجى بين أروقة السقام
لو كان عندي خنجر
لنحرت ذات القابع الموتور في أجسادنا
ولصرت أسكن في عيونك حالما
طفلا تجاذبه إلى أعشاشها
رفات أفراخ الحمام
ودفاتر الأشجار
تقرأ عن لسان الطير
أغنية تطل من شفة الغصون
على قناديل يجرحها الندى
لتنام في أرحامها روح الغمام
لو كنت فنانا أخذت جديلة من ليلها
غطست جرحي في شفاء عبيرها
وبزيتها الفضي لونت المعابر والمسا
وشنقت آخر موعد تحت الخيام
قبلت ظلا من ظلالك أولا
وبريشة الوروار زينت الهدايا والسماء
وصنعت قوتي من عجين الحرف
نشوان الرؤى
وعلى صهيل الشعر
عانقت المدى
وهجرت أضرحة الكلام
غنيتُ لحناً في هواك متيَّما
ينهال من عين الكرى
عسعستٌ في نار القرى
حرَّكتُ غربالي
فنخَّلني التراب
وجبلت اجزائي
بصفصافي وأسراب الحصى
علَّقتُ في خيطان صدري
سارياتٍ للفدا
فمحوتُ عن اعمارنا وهماً
وكنَّستُ السَّرابْ
عفَّرتُ في بأس الفوارس جبهتي
وشربتُ من ثديِّ الخميلة جرعتي
سطَّرتُ ملحمتي
بقبضة عاشقٍ للارض
توّاقٍ إلى صوّانها
مطرا تسرَّب منعشا
روح الثَّرى
ويشعُّ دهراً في شرايين السّحاب
لكنَّ قلبي علبةٌ
دَلفَتْ اليها قطرةٌ من سحره
وتجلببت ثوب الحرا ئق والدخان
قارورةٌ للطفل دحرجها
على كفِّ البراءة من ملاعبه
إلى طفل الحجارة في الجليل
رشَّ التراب بعطره
اقتحم الدَّخيل
لاتطفؤا النار التي
فاز الصَّبيُّ بها
ولاتستنزفوا الوجه الجميل
كي لا يكون الغاصبون له البديل
كي لايكون الغاصبون له البديل
يانار كوني برده وسلامه
لاتحرقي قدما
من النعناع إصبعها
ولا كفّاً بحجم البرعم المفطوم
أنعم من حرير
وبه قليل من شفاه الورد
حين بدا يقاسي الشَّوق في
ساعات مولده
وعند الصُّبح
يلثمه لسان الضوء منسلاً
يماماتٍ إلى شباك عينيه
بقايانا صدى أصواتك الحبلى
بهذا الليل
عرس مخاضنا الآتي
من التاريخ للتاريخ
من عمق الحضارات
أيا طفلا بحجم الأرض قبضته
بحجم سلاحه الذاتي
همُ ماتوا وأما أنت باقٍ في ضمير
الأرض معجزةً يتوَّجها الفداء
كدنا نِخالك في الأنام نبيَّنا
يوحى إليك من السَّماء
لكنَّه الرَّحمن جلَّ جلاله
بمحمدٍ ختم اختيار الأنبياء
الشاعروهيب عجمي لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .