** يوميات رجل في السياحة **
أنا الرجل الذي
يسافر بلا حقيبة ...
أطأ الأرض في كل مكان
أبحث عن شيء لا أعرفه
وأعود إلى لا شيء بلا عنوان ...
في الصباح أحيي الغرباء
أرسم على شفتي
ابتسامة مستأجرة
أمشي بين جموع
لا أعرفها ...
وأسير على أرض
لا أملكها...
في الفنادق ...
كل سرير يشبه الآخر.
الغرف الفندقية
تشبه بعضها
أسرة مرتبة..
ستائر ثقيلة ..
لكن الوسائد تعرف
أن نومي مهزوم دائما ...
كل مفتاح باب
يقول لي مرحبا
لكن لا أحد يسألني
كيف حالك؟ ...
المطاعم الفاخرة
لا تملأ فراغ الروح
والطعام المبتكر
يترك مذاقا عاديا
كأنني أبحث عن
نكهة الحياة ...
في صحن لا يحمل
سوى الزخارف...
أترجم قائمة الأطباق
لكنني لا أترجم جوعي
أبتلع الصمت
مع كل لقمة ...
أنا ذلك السائح الأبدي
الذي يلتقط الصور
ليقنع نفسه أنه عاش ...
لكني عندما أفتح الألبوم
لا أرى سوى وجوه عابرة
ومشاهد لا تنتمي لي...
وأنا أمضي ...
أحمل ثقل اللا انتماء
كحجر في جيب غريق...
أنا المسافر الذي لا يعود
لكني لا أصل ...
كل رحلة تضيف وزنا
إلى حقيبتي الخاوية...
السياحة ليست
اكتشافا ..
هي هروب من
عبث صغير
إلى عبث أكبر..
هي أن تبتسم لصورة
بينما تنهار داخليا...
أشعر أنني أغلق
بابا آخر داخلي
وأصبح خريطة ممزقة
لا تشير إلى مكان..
أنظر إلى المرآة..
وأرى رجلا يشبه حقيبته ..
مرهقا مزدحما
ولكن فارغا ...
بقلمي : معز ماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .