بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 نوفمبر 2024

الحنين والليل بقلم الراقية رانيا عبد الله

*الحنين والليل*


حين يهبط الليل، يستكين الحنين على صدر المساء، كعاشق أضناه الانتظار؛ يلتف حوله صمت النجوم، ويعانقه همس الريح. هناك، على أطراف العتمة، تتسلل الذكريات كأطياف شاردة، تسأل عن مرافئها القديمة.


يُبحر قلبي في ظلال الماضي؛ يتبع أصداء الضحكات التي تلاشت خلف جدران الزمن. كيف للعمر أن يسرق منا تلك الوجوه التي كانت يوماً نبض أيامنا؟ وأي سر يجعل الحنين شاهداً لا يشيخ ولا يتعب؟


في عتمة الليل، تبدو الأرواح أكثر وضوحاً؛ تسكننا الصور، تُعيد ترتيب الحكايات، تهدهد جراحها بقصائد لم تُكتب. على أطراف النوافذ، تلمع نجمة وحيدة بعين المساء، كدمعة غافية.


أشتاق. ليس للزمان فحسب، بل للمكان الذي احتوانا؛ للصوت الذي نادانا، للأحلام التي غفت على كتف العمر، واختفت. الحنين... وطن تسكنه أرواحنا الهائمة، ملاذٌ نعود إليه حين يخذلنا كل شيء.


يا ليل، كن شاهداً. اجمع أسرارنا، خبئها بين طياتك، وامنحنا مساحة لنُسدل ستائر الوجع، نخبئها عن ضجيج الغد. الليل مرآة الحنين، والحنين قصيدة لا تنتهي. 


رانيا عبدالله 

2024/11/28

توقيت ٧:٣٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الحنين والليل بقلم الراقية رانيا عبد الله

*الحنين والليل* حين يهبط الليل، يستكين الحنين على صدر المساء، كعاشق أضناه الانتظار؛ يلتف حوله صمت النجوم، ويعانقه همس الريح. هناك، على أطراف...